هكذا كانَ : كالفاكهة خفقةً من طينِ مصرَ ومن نيلها ومن الروح التي أودع اللهُ أسرارها عبقريًا بسيطًا كالندي في بسمة الفجر عندما تخلع الشمسُ أثوابها مرّ بي ومررت به ومررنا علي شفرة السيف كالطير نبحث عن مرفأٍ ريثما تطرح الأرضُ أثقالها. '2' كيف تمضي إلي جنّة الخلد في لحظة الوجد والميادين مسكونةٌ بالملايين غاضبةٌ تشعل البرق في الليلِ وتسكب في القشّ نيرانها كيف تمضي وفي الأرض متسعٌ لكثيرٍ من الوقت والحبْ وكثيرٍ من الصبر والصمتْ وكثيرٍ من الظلم والقهرْ والسماوات مفتوحةٌ خضّب الورد آفاقها؟ '3' راحلٌ والمدي غارقٌ في ضبابٍ كثيفٍ والسفينة في اليمْ جانحةٌ تترنّح بين العواصفِ حاصر الموج قرصانها راحلٌ والمدي غارقٌ في ضبابٍ كثيفٍ والشطوط علي راحة اليدْ محفورةٌ وعلي الأرض دُم ووحل وعصافيرُ ترفض سجّانها '4' كلما منح الله أحلامنا شرفةً كي نطلّ علي الشمس من سدرها برهةً أغلق الليلُ بالدِم شُبّاكها كفرت بالديانات كلِّها يد القاتل الأثيمِ وغُلّت عندما فجّرت غِلّها بالرصاصِ وأردت وردة الحُلمِ في رأسك النبيلِ وإن أشهرتْ بالإفكِ إسلامها. ليس في إسلامنا قاتلٌ يئدُ الحُلمَ ويُكره الناسَ بالسكاكينِ ويشرب في كأسهِ من دماهم شرابًا طهورًا وينشر في أرضهم فتنةً زلزلت في الشعبِ زلزالها. '5' قال لي في مغرب الشمسِ ما وهن العزمُ ما انكسر العظمُ ما انطفأت في القلبِ شمس الحقيقةِ كانت لنا أمة ثم صارت شظايا وكنّا علي أرضها سادًة ثم صرنا رعايا وجئنا إلي ساحة الخلقِ فوق جياد الحقيقةِ فرسانها الراسخون وهم يسرقون الخيول فكيف سنحيا سبايا أنتركهم يأخذون البلاد مَعاول هدمٍ تقوّض بالزور أركانها؟ '6' مطلقُ القلب والصبر تأخذ الشمس منك ضياها ودماها وعلي الأرض من نزيفك صوتٌ يتعالي كالتراتيلِ في ساحة الفجرِ واصلٌ بين فقرٍ وقهر كلما انهال كالندي في صعيد مصر اعتلاها هزّ أشجارها ورواها تلك أرجوحةٌ وهذا صبيٌ يتهجّي أسماءها في المرايا ضاحك الثغرِ في الحُلمِ لكنّه يكتوي بلظاها لم يملّ الحديث في العشق بين فقرٍ وقهر وقد مر دهرٌ طويلٌ بين ليلة وضحاها. '7' عانق الصبحُ أرضك دومًا وسقي الله بالغيثِ صبّارها وأعان الحقيقةَ في الأرض كي تري مصر من زجّها في مفرق السيفِ والدم ومن ردّها لعصور الظلامِ وأيقظ بالكره طوفانها وأعان الحقيقة في الأرض كي تري مصر في لحظة البُرءِ من خانها!!