ما يعرض فى بعض الفضائيات فى الشهر الكريم، أمور تفوق القدرة على التحمل..فما بين برنامج سخيف، وثقيل الظل، يقدمه من يدعي «رامز جلال»، ليهين فيه من يقبلون بلعبته السخيفة كل عام، وبين برامج أخري، تحاول السير على نمطه، بينما هى فى الحقيقة لا تقدم إلا»مسخا مشوها»، وبين برامج تخصصت فى الخوض فى الأعراض، ونشر فضائح الأزواج، والمطلقين، والمطلقات على الهواء..بات السؤال الكبير المطروح فى الساحة:أين المجلس الأعلى للإعلام؟..أين ذهب؟..وأين اختفي؟..ولماذا يترك هذا العبث، والابتزاز، واللعب بمشاعر الناس، ونشر الرذالات، والألفاظ الساقطة، دون حساب، أو عقاب؟!. أين الأستاذ مكرم محمد أحمد، ومجلسه من الفضائح، والمهازل، والسخافات، والبذاءات، التى تغطى شاشات العديد من القنوات، والتى بلغت حد، أن راقصة «تسب الدين» فى أحد البرامج على الهواء، وفى بدايات شهر الصوم، ودون أن يقول لها أحد«عيب» أو يسائل القناة التى سمحت بهذه «المساخر»؟.. وأين مجلس الأستاذ مكرم من تلك الحرب المستعرة على شاشة إحدى القنوات، بين اثنين من الفنانين، تزوجا، وطلقا، وأفردت لهما مساحات واسعة فى البرنامج، لكى يكشفا أسرارا مريعة لكل ماعاشاه سويا فى فترة الارتباط الزوجي؟!. كيف قبل مجلس الأستاذ مكرم على نفسه أن يترك هذا «السفه» يقتحم البيوت، ويثير اشمئزاز الأسر والعائلات، ويجرح صيام الصائمين، ويسيء للمشاعر فى شهر الرحمة؟!. إذا لم يحاسب مجلس الأستاذ مكرم هذا «السقوط الإعلامي»، وهذا «الفحش فى القول»، وهذا «السقوط الل اأخلاقي» فى الكثير مما حفل به الشهر الكريم، فما هى وظيفته إذن؟!..وماهو دوره؟!.. ولماذا أنشئ أصلا إن لم يكن إرساء قواعد أخلاقية، وقيمية، والحفاظ على الآداب العامة، أحد أهدافه الأساسية؟!.. أم أن الأمر برمته لايعدو كونه «مقص» لعقاب «مفصل على المقاس»للبعض، فيما إطلاق حرية الإساءات على مصراعيها لآخرين؟!..بل وهذا يدعونا لسؤال مجلس الأستاذ مكرم: فيم كانت غضبتكم، وبياناتكم ضد بعض القنوات، والمذيعين، ممن استخدموا ألفاظا، لا ترقى لواحد بالمائة مما نشهده فى نهار رمضان؟!..فهناك قنوات أغلقت بالضبة والمفتاح، ومذيعين أرغموا على الجلوس فى بيوتهم، لأنهم تجاوزوا الحدود فى أمور أقل كثيرا مما نشهده، بينما»رامز»وصحبته من»ثلة»البرامج إياها، تخرج ألسنتها للجميع، وكأنه «لا من شاف ولامن دري». هذا الذى يحدث فى شهر البركات، ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير.. وهذا ما يثير الدهشة، ويدفع للتساؤل حول أسباب هذا «الصمت المطبق» تجاه تجاوزات، واضحة وضوح العيان، وخروج صارخ عن كافة مواثيق الشرف الإعلامى والأخلاقي، وإساءة متعمدة للمجتمع، وقيمه..وهى تساؤلات، وبقدر ماتفجره من مواجع، بقدر ما ستبقي «دون جواب» لأن البعض اختاروا أن «يدفنوا رؤوسهم فى الرمال»فى مواجهة ما يدمر قيم وأخلاقيات المجتمع، فيما هم «ينصبون المشانق»لبعض من يفكرون، مجرد تفكير فى النطق بحرف، مما لا يعجبهم.. ما هكذا تدار الأمور يا سادة» اعدلوا يرحمكم الله»!.