• فتاوى: برامج المقالب «حرام شرعًا».. وكريمة يخالف «الإفتاء» • باحثون: يجب منعها.. والشعب بدأ يميل إلى العنف لكنه «لا يتلذذ» • تقارير رسمية: مقالب «رامز ورمزي» بهما ازدراء وتجاوزات فجة • برلمانيون: رامز تحت الأرض يسيء لسمعة مصر.. ويجب وقفه • مصادر: تكلفة برنامج رامز 100 مليون جنيه.. وشاروخان قبض 400 ألف دولار كتب- أحمد مطاوع أصبحت "المقالب" طبقًا رئيسيًا على المائدة الإعلامية والفنية خلال شهر رمضان الكريم، يصنف ضمن وجبات الترفيه والإثارة المحببة للجمهور، وتحرص الفضائيات على وضع هذه النوعية من البرامج بجداول بثها المكتظة باعتبارها "فاتحة الشهية" في يوم دسم، كما تخصص لها ميزانيات فلكية مقارنة بغيرها من الأعمال الفنية التي تغزو شهر الصوم والعبادات وحولته إلى موسم سنوي تنافس فيه الأجواء الروحانية. وطرأ تطورًا كبيرًا على نوعية المقالب في السنوات الأخيرة، وتحول اعتمادها إلى رعب وترويع الضيوف وتعريض حياتهم للخطر،وكذلك والاستهزاء بهم وبهيئتهم، ما خلق ضدها حالة من التذمر والحواجز النفسية لدى المتابعين، ومع ذلك ما زالت تحقق أعلى نسب المشاهدة وتجد مجالًا للضحك لدى قطاعًا من المشاهدين، في ثنائية متناقضة لفتت انتباه الباحثين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام، وزاد عليهم دخول أهل الفتوى الدينية على خط التقييم والفصل من حيث الافتاء في درجات الحرمانية والكره والإجازة، وفقًا للشريعة الإسلامية بحسب الكتاب والسنة. مقالب رمضان 2017.. عدد أقل وميزانيات مبالغ فيها انخفض عدد برامج المقالب هذا العام عن سابقيه، كما يشهد السباق الرمضاني شكلين مختلفين نسبيًا، أحدهما يستضيف أشخاصًا عاديين ويحاول استفزازهم واختبار ردود فعلهم تجاه مواقف يتم ترتيبها مثل "الصدمة 2" على "MBC مصر" وهو أقلهم حدة إذ يعتمد على اختبار إنسانية المواطن العادي في عدد من الدول العربية، والثاني "2 في مهمة نفسية" على إذاعة "نغم إف إم" ويناقش قضايا مهمة بوجهة نظر تستفذ الضيوف، أما الشكل الثاني من المقالب، يستضيف المشاهير ويعتمد على ترويعهم من خلال أفكار خطيرة، مثل "رامز هز الجبل" للفنان هاني رمزي، و"رامز تحت الأرض" لرامز جلال رائد المقالب العنيفة والمثير للجدل والهجوم دائمًا. ارتفاع نسب المشاهدة.. هل يتلذذ المصريون العنف والرعب؟ تصدر دائمًا برامج الرعب نسب المشاهدة خلال شهر رمضان، ورغم تركز أفكارها على العنف المبالغ والتخويف المفرط للمشاهدين، إلا أنها تجد مجالا للضحك والاستمتاع بمشاهدة النجوم في موقف الضحية. واتفق عدد من المتخصصين في علوم النفس والاجتماع والإعلام، على أن هذه النوعية من البرامج فُرضت على الجمهور، وتستهدف بالدرجة الأولى الشباب والمراهقين من المهوسين بالمغامرة والتجربة. ومع ارتفاع نزعات العنف في المجتمع خلال السنوات الأخيرة والتأثر بالمشاهير، وجدت برامج المقالب رواجًا كبيرًا بين قطاعات واسعة بالمجتمع المصري والعربي، ممن حرصوا على متابعتها ومقابلتها بشغف واستمتاع وضحك، وحجزت مع الوقت مكانها على الشاشة، بعدما ارتفعت نسب إقبال المشاهدين عليها وبالمثل المعلنين، حتى تمسك أصحاب الفضائيات باستمرارها. لكن يرفض الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، اعتبار ما سبق مؤشرًا على أن الشعب المصري والعربي أصبح يتلذذ بالعنف وبمشاهد الخوف والرعب والضحك عليه، لكنه أشار إلى في الوقت ذاته، أن هذه التصرفات تمثل تغيرًا في طبيعة الشعب نفسه. ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن برامج المقالب منتشره فى العالم كله، وأن المصريون اقتبسوا وأعادوا انتاج أفكارها في قالب محلي، مؤكدًا أن الإشارة إلى تلذذ الشعب المصري بمشاهد العنف وتعذيب الآخر أمر غير حقيقي على الإطلاق. وتعتبر الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام سابقًا، انتشار برامج المقالب بهذا الشكل من "آفات الإعلام الحديث"، لافتة إلى أن هذه النوعية كانت موجودة في السابق، ولكنها لم تكن تُحرج الضيوف أو تُلحق الأذى بهم، كما أنها لم تصل إلى هذا الحد المزري الذي يتوجب معه إيقاف مثل هذه البرامج. وأكدت ليلى، على أن هذه البرامج تبحث عن مزيد من التشويق ونسب المشاهدة فقط، وذلك على حساب إلحاق الأذى بالضيوف، وهو ما يخالف الأخلاقيات المهنية والإنسانية، خاصة وأن هذه البرامج تدفع مبالغ كبيرة حتى يوافق الضيوف على الظهور بها. وعن تكاليف برنامج "رامز تحت الأرض"، كشفت تقارير صحفية، أن تكلفة إنتاجه تتراوح ما بين 80 إلى 100 مليون جنيه مصري، وأن الممثل الهندي شاروخان حصل على أجر 400 ألف دولار، والمطرب اللبناني وائل كفوري على 200 ألف جنيه مصري، والاستعراضية فيفي عبده 350 ألفًا، وحارس المنتخب الوطني عصام الحضري 200 ألف جنيه. تقارير رسمية: «رامز ورمزي» فاقا كل الأعراف وفي تقريره الأول بشأن تجاوزات الأعمال الدرامية وبرامج رمضان خلال الفترة من 27 مايو حتى 6 يونيو الجاري، شدد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، الأربعاء الماضي، أن برنامجي "رامز تحت الأرض" و"هاني هز الجبل"، كان لهما النصيب الأوفر من التجاوزات التي رصدها المجلس لبرامج التسلية والفكاهة الرمضانية، بسبب ما يشتمل عليه البرنامجان من كم هائل من الشتائم والتجاوزات اللفظية الفجة من الضيوف بعد التعرض للمقلب، إلى جانب اتهام البعض لرامز جلال بالإساءة لسمعة مصر، بعدما عرض حلقات لنجوم عرب وعالميين، مثل الشاب خالد وشاروخان، وهما يظهران استياءً شديدًا وازدراءً واضحًا لرامز ومقلبه السخيف. وجاء تقرير لجنة المتابعة والرصد الإعلامي بنقابة الإعلاميين، على لسان النقيب حمدي الكنيسي، لمتابعة ما يبث عبر وسائل الإعلام في الأسبوع الأول من شهر رمضان، متفقًا تمامًا مع تقرير "الأعلى لتنظيم الإعلام"، مؤكدًا البرنامجين يفوقا كل الأعراف المجتمعية التي تحث على الحفاظ على القيم والأخلاق. أهل الفتوى يطلقون أسهم التحريم والإجازة ليست من الإسلام هاجم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى الشئون الإسلامية، برامج المقالب، مشبهًا إياها ب"الكوليرا"، مؤكدًا أنها ليست من الإسلام، موضحًا خلال برنامجه "لعلهم يفقهون"، على فضائية "دي إم سي" الجمعة: "ربنا نفسه مايرضاش بالأسلوب ده، مفيش حاجة اسمها هزار تقيل يتحكم فى مصائر وأقدار الناس ويستهزأ بكرامتهم ويروع الآخرين، كل هذا ليس من الإسلام".. حرام شرعًا شدد الدكتور محمد وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، في تصريحات صحفية، على أن رمضان شهرًا للعبادات وليس مجالًا للمسلسلات والبرامج المثيرة للجدل والمقالب، التى قال عنها إنها "حرام شرعًا". وأشار وهدان، إلى أن الرسول نفسه حرم ذلك، حيث قال "ص": "من أشار إلى أخيه بحديدة يخوفه بها فقد برأت منه ذمة الله وذمة رسوله"، متابعًا أن هذه لو كانت حتى بغرض التسلية فيجب التخلي عنها لأنها "مسخ من الغرب ومن فعلها (آثم شرعًا)". وفي بيان له، آخر مايو الماضي، أصدر العالم الأزهري الشيخ السيد سليمان، فتوى يوضح فيها أن برنامج المقالب "رامز تحت الأرض" الذي يقدمه رامز جلال "حرام شرعًا"، موضحًا، أن "الشرع يحرم إخافة اﻹنسان للآخرين، لدرجة أن الرسول (ص)، نهى عن أن يشير اﻹنسان في وجه الآخر حتى ولو كان مزاحًا". وأضاف سليمان، أن هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبي والأخلاقي، وسب وشتم القائمين على هذا العمل "الشاذ" البعيد عن كل وصف فني، معلقًا على تسامح الضيوف مع القائمين على هذه البرامج، بأنه "في هذه الحالة يكون الضيف تنازل عن حقه الشخصي فقط، وأما العمل نفسه فهو محرم شرعًا". كريمة يخالف فاجأ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، بفتوى خارج سرب الفتاوى ومغايرة لفتوى "دار الإفتاء" بخصوص برامج المقالب، مؤكدًا أنه يشاهد برنامج "رامز تحت الأرض"، قائلًا: "ابتسمت على البرنامج ولكني أشفق على الضحية من المقلب". وأفتى كريمة: "مشاهدة ذلك البرنامج أمر مكروه، ولكنه ليس محرمًا، وأنصح رامز جلال بترشيد الأداء لأن ترويع الآمنين والسخرية منهم حرام"، موضحًا أن إدخال البسمة على الناس أمر مشروع ولكن دون مبالغة، حيث أن الأمر يحتاج إلى تفصيل، إذا كان المؤلف والمعد والمخرج ورامز جلال، يهدفون إلى إشاعة بسمة، فالأصل أن ذلك "جائز". فتوى الأزهر وكانت دار الإفتاء، قد أصدرت فتوى رسمية في العام لماضي بشان برامج المقالب، قالت فيها إن الشريعة الإسلامية نهت عن ترويع الناس، حتى ولو كان على سبيل المزاح، مستشهدة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام، والذي يقول "لَا تُرَوِّعُوا الْمُسْلِمَ فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ". هجوم في برلماني.: إساءة لمصر.. ويجب وقفه وشن المستشار مرتضى منصور، عضو مجلس النواب ورئيس نادى الزمالك، هجومًا حادًا على رامز جلال بسبب برنامجه "رامز تحت الأرض" بعد أول أسبوع من رمضان، مطالبا بإيداعه مستشفى الأمراض العقلية، ووقف البرنامج تمهائيًا، وذلك خلال برنامج "العاشرة مساءً"، مؤكدًا أنه سيتقدم ببلاغ للنيابة العامة ووزير الداخلية للقبض على الفنان رامز جلال، كما سيتقدم ببلاغ لوزير الصحة لإيداعه مستشفى الأمراض العقلية، للشروع فى قتل الضيوف الذين ينفذ فيهم الخدع ببرنامجه، مستشهدا بمقلب الفنان مصطفى خاطر، قائلًا: "مصطفى خاطر كان هيموت وده اسمه شروع فى قتل وتهديد حياة المواطنين".
شغلت برامج المقالب حيزًا داخل نقاشات البرلمان، وأبدت النائبة سعاد المصرى،استياءها من بعض البرامج التى يتم عرضها على الفضائيات خلال شهر رمضان، وفى مقدمتها برنامج "رامز تحت الأرض"، لافتة إلى أنه يحمل إساءة كبيرة لمصر، ويظهرها بمظهر العنف والعشوائية، وطالبت عضوة مجلس النواب، أواخر مايو الماضي،، الحكومة باتخاذ موقف جاد وحاسم وإيقاف "رامز تحت الأرض"، خاصة وأنه يظهر الفنانين بمظهر غير لائق، ويغير الصورة الذهنية التى يرسمها لهم الجمهور، ويؤدى لافتقاد القدوة، ويحمل إساءة لكل الفنانين المشاركين، مشيرة إلى أن الفن رسالة سامية وبالتالى فهى تخرج عن مضمونها وتتجه للبحث عن المال فقط، ويفتقد الفنان دورة كقدوة للشباب والمجتمع.، مشيرة إلى أن وجود ألفاظ خارجة وإيحاءات وإشارات وشتائم وسب عبر الحلقات الأولى من البرنامج.