كعادة كل عام يظهر على وسائل الإعلام سيل من البرامج تمتلك عقول الصائمين وملايين المتابعين، الذين يتلاعب بعقولهم أباطرة الميديا. ومن أبرز البرامج التي تثير الجدل برنامج "رامز تحت الأرض"، الذي يعتمد على الإثارة والشو واللعب على حواس الضيوف لإخافتهم وإثارة مشاعرهم. الجمهور المصري يراه برنامجا خفيفا ومسليا، والبعض الآخر يراه تافها ومستفزا، بل يصل الأمر لمطالبة البعض بمحاكمة رامز على المقالب التي يفعلها في ضيوفه، هذا غير تأثيره السلبي على الأطفال في المنازل، لما يتضمن برنامجه من المشاهد الخطيرة التي لا يجب أن يراها الأطفال، وتأثيره الاجتماعي، نظرا للألفاظ الخادشة للحياء التي يستطيع المشاهد أن يستشفها حين التلفظ بها، وما بين تناقض الرؤى حول البرنامج، وأفعال رامز جلال المثيرة للقلق، يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، أن من يشاهدون تلك البرامج إما الصغار غير المدركين أو أصحاب المستوى الثقافي المتدني، مضيفا "فالشخص الذي يشاهد برنامجا به هذا الكم من السباب والشتائم وسب الدين في رمضان شخص متدني الثقافة". متابعا: "الذي أراه هو تغييب للشعب بهذا البرنامج السخيف.. للأسف دولة الإمارات تساعد بتغيبنا أكثر لأن من مصلحتها أن نظل مغيبين كي تأخذ مكانة مصر في الوطن العربي، هي تنفق كل هذه الأموال على هذا البرنامج من أجل ذلك الغرض". مقترحا أن تتوقف الناس عن مشاهدته ولو لمدة ثلاث أيام ستتوقف شركات الدعاية عن الإعلان في البرنامج". شخصية مادية بلا كرامة وأشار أستاذ علم النفس إلى أن أي شخص يشاهد مثل تلك النوعية التي تساعد علي التغييب هو متدني ثقافيًا، وتابع «فالمستوي التعليمي مختلف عن المستوي الثقافي، أي شخص لدية نسبة من الثقافة لا يشاهد مثل تلك النوعية، فمن الملاحظ أن أموال كثيرة تنفق على هذا البرنامج لتغييب الشعب أكثر ما هو مغيب». وعن شخصية رامز جلال، قال فرويز «رامز جلال شخص ليس لديه كرامة، هو يسب بالأم وبالأب ولا يهتم بل يضحك وسعيد، فهو بذلك شخصية مادية لا يهمه كرامته بقدر ما تهمه الأموال، فما اللذة التي يشعر بها عندما يرى شخص يتعذب أو خائف أمامه، هو ليس إنسان سادي أو مازوخي، أنا أرى أنه إنسان مادي لا يهمه كيف يحصل على المال حتى لو بامتهان كرامته وسبه بأمه وأبيه». فرويز قال في تصريحات صحفية اليوم، «للأسف نحن في معركة بقاء ثقافي، نكون أو لا نكون، فالولايات المتحدةالأمريكية نجحت لتوصيلنا لهذه المرحلة، فمنذ عام 1978 بدأت بطمس الهوية الثقافية، وقد نجحت الآن لتوصلنا إلى الرمق الأخير من الثقافة!!" وأمس صدرت فتوى تحرم برنامج "رامز تحت الأرض" وجميع البرامج التي تثير الرعب. فتوى شرعية ودخل على الخط أحد خريجي رابطة علماء الأزهر فأصدر الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجى الأزهر، فتوى حول حكم الشرع فى البرامج التى تثير الرعب والخوف لدى الضيوف مثل برامج رامز جلال، موضحًا أن هذه البرامج حرام شرعًا. مشيرا إلى أن الشرع يحرم أن يفعل اﻹنسان أى شىء يخيف إنسان آخر لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نهى عن أن يشير اﻹنسان فى وجه آخر حتى ولو كان مزاحًا، مضيفًا أن هذه البرامج تؤدى إلى الضرر بالضيوف بل قد يصل إلى أنه قد يفقد الضيف حياته إذا كان يعانى من أمراض معينة. وأكد أن من اﻷحكام الثابتة ثبوتا يقينيا فى الشريعة تحريم الضرر بالفرد أو بالجماعة أو بالدولة أو باﻹنسان نفسه بل إن منع الضرر يسرى أيضا على الحيوان وهذه إحدى القواعد الكبرى التى يرتكز عليها الفقه الإسلامي وهي قاعدة منع الضرر وتستند هذه القاعدة إلى قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ﻻ ضرر وﻻ ضرار، بل إن القرآن الكريم فى مواضع متعددة نهى عن الضرر بالانسان، منها قول الله تعالى (وﻻ تلقوا بأيديكم إلى التهلكه) وقوله عز وجل (وﻻ تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). وأشار "سليمان" إلى أن هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبي والأخلاقي، وسب وشتم القائمين بهذا العمل الشاذ البعيد عن كل وصف فنى، ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن اﻷخلاق السيئة البذيئة (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). وبالنسبة لحكم الشرع في تسامح الضيوف مع القائمين على هذه البرامج، قال عضو رابطة خريجى الأزهر: "فى هذه الحالة يكون الضيف تنازل عن حقه الشخصى فقط، وأما العمل نفسه فهو عمل محرم شرعًا" . غضب رياضي وفي السياق ذاته، شن مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، هجومًا عنيفًا على رامز جلال بسبب برنامجه "رامز تحت الأرض"، مطالبا بوقف البرنامج تماما، وإيداع "جلال" مستشفى الأمراض العقلية. وقال منصور، خلال تصريحات تليفزيونية، مساء الثلاثاء: إنه سيتقدم ببلاغ للنيابة العامة ووزير الداخلية للقبض على الفنان رامز جلال، كما سيتقدم ببلاغ لوزير الصحة لإيداعه مستشفى الأمراض العقلية، للشروع فى قتل الضيوف الذى ينفذ فيهم الخدع فى برنامجه، مستشهدا بمقلب الفنان مصطفى خاطر، وقال: "مصطفى خاطر كان هيموت وده اسمه شروع فى قتل وتهديد حياة المواطنين". كما غرم النادي الأهلي لاعبه مؤمن زكريا بمبلغ 200 ألف جنيه بسبب ظهوره في البرنج بدون الحصول على إذن من النادي.