لم تستطع شدة رياح وأمطار نوة "عوة" بالإسكندرية، مساء السبت، أن تمنع جمهور صالون أوبرا الإسكندرية الثقافي، من حضور اللقاء الشهري الذي تنظمه الباحثة النشيطة أميرة مجاهد، مدير الصالون، والذي حمل عنوان "العلاقات المصرية الإفريقية -الجذور والهوية"، برعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، والدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، وإشراف الفنان أمين الصيرفي مدير صالون الأوبرا المصرية. حضر اللقاء، نخبة منتقاة من رموز الشأن الإفريقي، في مقدمتهم خبير الشئون الإفريقية حلمي الشعراوي، مدير مركز البحوث العربية والإفريقية، والدكتور أحمد عبد الدايم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإفريقية العليا-جامعة القاهرة، والمهندس هشام عبد العال الباحث في الشئون الإفريقية، الي جانب كوكبة من رموز الفكر والأدب والصحافة والإعلام ، وسبت صموئيل رئيس جالية جنوب السودان، وعبد الله عثمان، رئيس النادى النوبي العام، ومحمد بشير، رئيس دار السودان العام بالإسكندرية، والفنان د.خالد هنو. ومن جانب، ناشد حلمي الشعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية، باستمرارية الاهتمام بالشأن الأفريقي، والسعي لإرساء قواعد معرفية مستدامة لكي تنمو علاقات طبيعية مثلما كانت على مدى تاريخ طويل. وتساءل "الشعراوي"، عن تباين الاهتمام بالهوية الوطنية والقارية، والحاجة الملحة لتوضيح رؤى تسهل الفهم الحقيقي لمعنى الهويات المختلفة. وأوضح مدير مركز البحوث العربية، أن مصر تتمتع بموقع متميز في قلب القارة الأفريقية، وهذا هو جذر الهوية المشتركة مع كافة أطراف القارة السمراء، مضيفاً أن الاستعمار لعب دوراً خطيراً في تعدد الهويات، بما يصعب القول بأن افريقيا هوية واحدة، فلا توجد ثقافة واحدة لقارة كاملة ولكن توجد عدة ثقافات متداخلة ومتفاعلة مع بعضها البعض. ولفت الدكتور أحمد عبد الدايم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، إلى أن مصر جزء من أفريقيا، بها تنوع ثقافي وعرقي، وعمق العلاقات بحكم التاريخ، بين مصر وأفريقيا. وشدد عبد الدايم، على أهمية قراءة التاريخ بطريقة صحيحة ومعرفة جذور العلاقات المصرية الأفريقية، مشيرا إلى أن مصر أول دولة تصل علاقاتها بالخرطوم في التاريخ القديم، مع وجود أدلة كثيرة على جذور علاقات ترجع إلى العصر الإسلامي والمسيحي، لافتا إلى أن أروقة الأزهر تحمل أسماء عدد من الأماكن الإفريقية. وأضاف أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإفريقية، أن فترة التحرر من الإستعمار التي جاءت بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء الجمعية الأفريقية في مصر وتوطيد العلاقات بين مصر ودول القارة عن طريق وزارة الخارجية، وقاومت مصر الإستعمار وكل الأجندات الأجنبية المختلفة. ونوه "عبد الدايم"، على أن لمصر تجارب رائعة في الكثير من المجالات يهتم الكثير بمعرفتها وإقامتها، مثل تجربة التنمية المستدامة على أرض الواقع وبرنامج مقاومة الفساد والإصلاح المؤسسي، مؤكداً أن الشباب هم لبنة البناء الإفريقي الحقيقية والتنمية الشاملة يلزمها تضافر الجهود كافة لتحقيقها. وأكد الدكتور هشام عبد العال الباحث في الشئون الإفريقية، على أن مصر هي القلب النابض لأفريقيا، ويدعم ذلك اهتمام الرئيس السيسي بمدينة أسوان على مدار الأربع سنوات الماضية، باعتبار مدينة أسوان محل اهتمام كافة الرؤساء، كحلقة وصل بين مصر وأفريقيا والعرب، وسوق تجاري عالمي. اختتم اللقاء بفقرات مميزة من الفلكلور النوبي من إهداء النادى النوبي العام .