نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ضمن موسمه الثقافي 2018-2019، ندوة بعنوان "لماذا عام التسامح في الإمارات؟.. الجذور والأسباب والآفاق"، وذلك تحت شعار "زايد..ذاكرة شعب وهوية وطن". شارك فيها كلٌ من كاهن كاتدرائية الأنبا انطونيوس في أبوظبي، الأب انطونيوس ميخائيل، ومدير لجنة الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الشيخ طالب الشحي ورئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي في الشارقة الدكتور عمر عبد العزيز.
أدارت الندوة الكاتبة عائشة سلطان بحضور سعادة حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مع رئيس فرع ابوظبي للإتحاد الجديد الإعلامي الأستاذ محمد الحمادي وعدد كبير من المثقفين والكتاب تقدمهم الأعلامي الكبير الاستاذ ابراهيم العابد والروأي الإماراتي والإعلامي الكاتب علي ابوالريش وأعضاء مجلس ادارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأساتذة الهنوف محمد والاستاذ نبيل الكثيري والأستاذ نعيم عيسى والأديبة الإعلامية هيفاء الأمين وعدد من الأصدقاء الإعلاميين والمهتمين بالثقافة.
ابتدأ الحوار الأب أنطونيوس ميخائيل وقال إن الشيخ زايد أرسى مبادئ المحبة وقبول الآخر في قلب كل إماراتي، وواصلت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات السير على نهج زايد من خلال غرس ثقافة التسامح والقيم والمبادىء أو من خلال المناهج التعليمية التي تعزز هذا المفهوم لدى الأجيال الصاعدة.
وأكد الأب أنطونيوس أن وجوده في دولة الإمارات منذ عام 2007، جعله يلمس معنى التسامح المتأصل في الفرد الإماراتي، مضيفاً " لقد أدركت منذ جئت إلى الدولة أن ثمة معاملة إنسانية موروثة وعلمت أن هذا قد جاء من القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي دعا إلى التسامح وتقبّل الآخر".ووصف النموذج الإماراتي، في هذا الإطار الإنساني المتسامح، بالنموذج الذي لا شبيه له.
من جهته ذكر الشيخ طالب الشحي ان قيم التسامح بيننا كما علمت " أن والدة المغفور له الشيخ زايد الشيخة سلامة كانت تربّيه على تقبّل الآخر والعطف عليه وعززت عند المغفور له قيمة التسامح في هذا القائد منذ الصغر.
وأضاف قبل الاتحاد، والجميع يعيش بيننا بدياناتهم ومعتقداتهم المختلفة واستطاعت دولتنا بحكمة شيوخها أن تجعل هذا المجتمع، الذي يجمع على أرضه 200 جنسية مجتمعاً متناغماً بأن يعيشوا بحب وسلام وقد تأصلت فيه هذه القيمة الراقية وكان همه أن يؤلف بين القلوب ويوجد التراحم والمحبة فالهاجس الذي كان في نفسه إيجاد دولة متسامحة، لقد وحد القلوب والأبدان فقامت دولة من نور قذفه الله في قلب هذا القائد الملهم وتضافر الجهود والوحدة الرائعة الجميلة بين الأطياف ونبذ التطرف والخلاف وهي ركائز هامة في الإمارات.
من ناحيته تطرق الدكتور عمر عبدالعزيز إلى معنى التسامح من وجهة نظر فلسفية مشيراً إلى أنه ينتمي إلى ما يسمى المفاهيم الكلية وهو مفردة شبيهة بالسعادة والمحبة اعتمدت مفهوم التسامح ضمن حضور واضح لشواهد تستحق استعادات وامضة وهي بجملتها تشكل بالجميع سواسية أمام القانون وذلك بفضل القرار السياسي والرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة " مقدمات حقيقية للمعنى واستتباعاته العملية على الأرض ونذكر في هذا الصدد بعض المقدمات وعلى سبيل الاختصار والإشارات: اقترن المفهوم بإنشاء وزارة كاملة باسم وزارة التسامح وهذا يعني الخروج من دائرة التجريد المفاهيمي إلى التجسيد الواقعي من خلال العمل المؤسسي واضح المعالم.
كما تبنت الدولة برنامجا وطنيا للتسامح ما يعني الشمول والتعدد في النظرات والتنوع في السياقات الاجتهادية وصولا إلى تحقيق الأهداف الشاملة المرجوة من هذه المبادرة.
بينما أكدت الكاتبة عائشة سلطان أن اتحاد دولة الإمارات ما كان ليقوم لولا التسامح، "فبالتسامح بنى شيوخنا وقادتنا الاتحاد وتخلصوا من النزعات التي تحكم أهل السياسة فغلبوا بتسامحهم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة".
وأوضحت عائشة سلطان أن اختيار عام التسامح بعد عام زايد له من الدلالة وفيه من الربط الذكي الشييء الكثير فلم يمر ولن يمر في التاريخ العربي الحديث حاكم، كان يعلي حكمة وقيمة التسامح وتقبل الآخر وإكرامه مثل ما كان عليه ابونا زايد طيب الله ثراه.
وأضافت ونحن نتتبع جذور التسامح في سياسة الإمارات الداخلية والخارجية لا بد أن نشير إلى أن الإمارات ككيان سياسي واجتماعي قام على فلسفة وقيمة التسامح وبها يستمر ويشق طريقه نحو المستقبل كما أن هذا الاتحاد ما كان ليكون لولا أن التسامح عمر قلوب مؤسسيه وبناته وأبنائه.
أشاد المشاركون بالندوة بما ينسجم مع نهج المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وتوجهات القيادة الرشيدة في ترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة واحترام الآخر والتعايش بين مختلف الثقافات والجنسيات.