"وجه قلق ومتوتر، تمثال جامد بلا حياة، هو ليس جميلا، ثمة خطب ما".. هكذا وصف رئيس متحف غريفان في باريس تمثال الشمع الخاص بالرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" في مايو الماضي إثر الجدل الذي صاحب صور التمثال المسربة قبل عرضه بالمتحف الشهير.. ويبدو أن "ماكرون" ..الشخص والتمثال.. لا يختلفان عن بعضهما بالفعل، وهو ما يتأكد بتصريحاته المتناقضة بالقاهرة في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس السيسي، إذ انتقد الرئيس الفرنسي الشاب أوضاع حقوق الإنسان في مصر، مردداً ترهات "المدونين" ومرتزقة السوشيال ميديا من جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعتها المنتشرة على الويب؟!! وقد أحسن السيسي صنعاً حين رد بحزم على تلك الترهات بالإشارة إلى أن الدول لا تُدار حسب أهواء المدونين، ومصر ذات ال 100 مليون نسمة لن تعرض نفسها للخطر وفق تلك الأهواء والترهات، لا سيما وهي تواجه الإرهاب نيابةً عن العالم كله منذ عدة سنوات، ودفعت الكثير من دماء شهدائها لمواجهة سرطان الإرهاب الذي أراد إقامة "دولة دينية" فاشية على أرض الكنانة، مؤكداً أن " مصر لن تقوم بالمدونين، ستقوم بالعمل والجهد والمثابرة، المدونون يتحدثون بلغة ثانية غير الواقع الذى نعيشه، لا نريد اختزال حقوق الإنسان فى مصر فى آراء مدونين، هدم الدولة أمر ثان". والغريب أن كلام "ماكرون" الأخير يتناقض تماماً مع ما قاله منذ أقل من عامين إبان زيارة السيسي لباريس بعد تولي "ماكرون" الرئاسة بعدة أشهر ، وأنئذِ قال الأخير إنه لن يعطى الرئيس المصرى محاضرات بشأن حقوق الإنسان، وإن القاهرة أعلم بشؤونها فى هذا الملف. والأغرب أن التصريحات أو النصائح الماكرونية الأخيرة، تأتي من شخص يصفه الفرنسيون الأن ب "الفاشل"، لا سيما مع موجة احتجاجات وتظاهرات حركة "السترات الصفر" منذ منتصف نوفمبر 2018م، والتي أسفرت عن مقتل 11 متظاهراً بسبب فجاجة تعامل الشرطة الفرنسية مع هؤلاء المتظاهرين .. في الوقت الذي يشيد فيه "ماكرون" بهذه الشرطة ليل نهار؟!!. ويزيد من غرابة أمر هذا الناصح الفاشل.. "ماكرون"..، أن تلك التظاهرات قد أسفرت عن انخفاض شعبيته بين الفرنسيين إلى (27%) وفقاً لاستطلاع أجراه معهد "أودوكسا" بعد شهر على بدء أزمة "السترات الصفر"، وهو أكبر انخفاض في شعبيته منذ توليه الرئاسة في مايو 2017م، ناهيك عن تصاعد مطالب المتظاهرين إلى درجة المطالبة برحيل " ماكرون" - والذي يوصف بأنه "رئيس الأغنياء" فقط- وحل البرلمان، وخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبى؟!!، وهو ما دعا "التايمز" البريطانية إلى القول إن احتجاجات السترات الصفر في فرنسا مرّغت أنف الرئيس "إيمانويل ماكرون" بالتراب!!.