رحب عمرو موسي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وعضو اللجنة التأسيسية للدستور اليوم السبت، بعودة الأعضاء المنسحبين من اللجنة بعد أن تم شطب نسبة كبيرة من المواد الخلافية بالوثيقة الدستورية، مؤكدًا أن عودة المنسحبين تمثل إضافة لعمل اللجنة، غير أنه لم يستبعد الانسحاب مستقبلاً، نظرًا لأن عملية كتابة الدستور لاتزال مهددة، حسب قوله. وقال موسي، في مؤتمر صحفي عقد بمقر النادي الدبلوماسي بوسط القاهرة:" موقفنا واضح من البداية، أنه في لحظة ما فإن الأمور إذا سارت بمسار لن نرضي عنه، فإننا لايمكن أن نترك الأمر بدون حساب، ورغم أن هناك مخاوف لكن هناك أيضًا فرصًا للتعامل بجدية، وأن يتم شطب جميع المواد التي يثار حولها خلاف بين أعضاء اللجنة التأسيسية." وحرص علي توضيح بعض الأمور المتعلقة بالجمعية التأسيسية، قال:" اللغط كثير ومعظم ما تم طرحه علي الرأي العام غير دقيق ومبني علي مجرد آراء وليست اقتراحات أو مواد تم تضمينها أو حتي مناقشتها، ومن بين تلك الأمور الحديث عن زواج القاصرات الذي لم يتم طرحه علي الجمعية ولا أعتقد أن أحدًا يجرؤ علي طرحه." وأوضح موسي أن مصر هي جزء من العالم، ربما تحدث البعض في مجالسهم الخاصة أو لوسائل الإعلام ولكن أحدا لم يطرح هذا الموضوع داخل الجمعية التأسيسية للدستور، وبالتالي فإننا لم نناقشه ولم نعتمده، بل أن أحدا لايجرؤ علي طرحه داخل الجمعية. وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق والمرشح الرئاسي السابق، علي القوة العددية داخل الجمعية لم تعد صاحبة قوة الدفع بالمقترحات والمناقشات نظرًا لإصرار قطاع كبير من أعضاء الجمعية علي تغليب قوة الحجة والمنطق، وفي بداية عملنا في اللجنة أكدت علي أهمية التوافق ولايتم اللجوء إلي التصويت إلا بعد التوافق علي اللجوء إليه بين أعضاء اللجنة، وبالتالي لم يكن هناك مجال لمقترحات مثل تلك التي سمعنا عنها في وسائل الإعلام فقط ولم نناقشها في الجمعية. وأضاف أن الدستور من المفترض أن يتعامل مع مستقبل مصر في القرن الحادي والعشرين ولايجب أن يكون مجالا للصفقات، مؤكدًا أن الصفقات مكانها البورصة وليس في الجمعية التأسيسية للدستور، والمصلحة الوطنية هي الأساس كما ينتجها النقاش البناء لا كما ينتجهاأي رأي متطرف. وردا علي سؤال عما إذا كانت هناك صفقات تتم داخل الجمعية التأسيسية للدستور بمعني أن تقوم بعض الكتل بالمساومة مع الكتلة الأخري علي تمرير مادة يريدونها مقابل ألا تعترض الكتلة الأخري علي مادة يطرحها الفريق الآخر، نفي عمرو موسي حدوث ذلك، قائلا: إنه قام بالانسحاب من الجمعية مع مجموعة آخرين، وعندما أصبح الانسحاب عبئا علي المصلحة الوطنية العليا عاد الجميع إلي الجمعية . وحول المواد الخلافية التي لاتزال مثار جدل داخل الجمعية التأسيسية، قال إنه لا مجال للمزايدة إطلاقا لأن الجميع يتنافس للصالح العام، فالجمعية التأسيسية ليست مجالاً للتعبئة الحزبية وجمع الأصوات في الانتخابات، وهناك بعض المواد المتعلقة بالمرأة ولم يتم بعد حسم المادة المتعلقة بمدة بقاء رئيس الجمهورية الحالي في السلطة عقب إقرار الدستور في الاستفتاء الشعبي .