بعد نجاح جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوربية مؤخرا توقيع اتفاق تاريخى مع اليابان من شانه خلق منطقة تبادل حر تغطى حوالى ثلث إجمالى الناتج الداخلى العالمى، ها هو يستعد الآن بصفته رئيس للجناح التنفيذى للاتحاد الأوربى للقيام بزيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للاجتماع بالرئيس ترامب من أجل إقناعه بالعدول عن فرض رسوم جمركية على السيارات الأوروبية ولتخفيف النزاع التجارى المتفاقم بين البلدين وتفادى تفاقم نشوب حرب تجارية يمكن أن تتحول لكارثة اقتصادية عالمية وذلك بعد سلسلة من المواجهات التجارية والبيئية والدبلوماسية والأطلسية بين أمريكا والاتحاد الأوربى، ولهذا فإن يونكر العالم بعقلية ومزاجية الرئيس ترامب يحمل إليه هذه المرة رسالة مبسطة مفادها أن التجارة العالمية لا يمكن أن تأخذ بتلك القرارات الفردية والعنترية بل يجب حل مشكلاتها واتخاذ قراراتها العادلة من خلال العمل الدبلوماسى الذى يحترم القيم والاتفاقات والمبادئ الاقتصادية المبرمة بالمنظمة التى توفر المصلحة للجميع، وإمكانية إدخال الإصلاحات الملائمة للخلل الحادث فى منظمة التجارة العالمية بإشراك وموافقة الجميع، ولهذا فإنه ذاهب لأمريكا بانفتاح واستعداد لوقف التصعيد بين أمريكا والاتحاد الأوروبى باعتبار أوروبا شريك هام ومحورى مع أمريكا لوقف هذا التفاقم الذى نشب منذ مارس الماضى بعد إعلان الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية على الفولاذ والألومونيوم الأمر الذى ألحق الضرر بدول أوروبا لمخالفته قواعد منظمة التجارة العالمية، وأما فى حالة إصرار الرئيس الأمريكى ترامب على عناده واعتبار الاتحاد الأوروبى خصما كبيرا له على غرار الصين فإن رئيس المفوضية الأوروبية لن يملك غير تفعيل قراره بفرض رسوم جمركية مماثلة ضد البضائع الأمريكية الأمر الذى سيؤدى بدوره لتفاقم الأزمة التجارية بين كلا من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى وبالتالى إحداث خلل كبير فى قواد واتفاقات منظمة التجارة العالمية. وقد جاءت جولة قادة الاتحاد الأوربى التى جرت الأسبوع الماضى إلى كلا من بكين وطوكيو بحضور رئيسا المجلس الأوروبى دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى كلا من الصينواليابان من أجل الاستعداد لتشكيل تحالفات جديدة للتصدى إلى سياسة الحماية الجمركية لإدارة ترامب التى شعارها أمريكا أولا، ولتوطيد العلاقات التجارية مع هذين البلدين لمواجهة الرئيس الأمريكى فى حال شن حربا تجارية عالمية، والتأكيد على التزامهم المشترك بتحديث منظمة التجارة العالمية الأمر الذى يعارضه بشدة الرئيس ترامب، وفى الوقت ذاته عمل الاتحاد الأوروبى على تذليل الخلافات حول ممارسات الصين التجارية التقييدية بما فى ذلك إغراق السوق بالبضائع الصينية الرخيصة، خصوصا الصلب ،وهو الأمر الذى يستاء منه الرئيس الأمريكى ترامب ويجعله يتخذ إجراءات احترازية وعقابية ليس ضد الصين وحدها بل وإلى الاتحاد الأوربى وغيرها من التكتلات والبلدان .