نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية، أمسيات دينية عقب صلاة مغرب أمس، الثلاثاء، بعنوان التفاؤل وبث الأمل، تنفيذاً لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتكثيف النشاط الدعوى والندوات الدينية والقوافل الدعوية خلال تلك المرحلة الهامة والتى يحتاج فيها أبناء الوطن إلى من يبث فيهم روح الأمل فى حياة كريمة ووطن عظيم. وأكد الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن الأمل بالله عنوان النفوس السوية المؤمنة؛ فبعد مغيب الشمس يأتي شروقها في صباح اليوم التالي، وبعد أن يبدأ القمر هلالاً يصير بدرًا، وبعد أن يكون الإنسان طفلاً يكبر ليكون عالم الغد، وحينما يذنب العبد فهناك باب التوبة مفتوح على مصراعيه، ورب ينادي عباده: "وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ"، وحين تشتد الظروف يأتي الفرج وكأنه سحابة محملة بالقطر تهطل على تلك القلوب المتلهفة لغيث الأمل. وأضاف "العجمي"، أن قوة الثقة بالأمل والمؤمل تكون من قوة الواعد وقوة علمه وإدراكه؛ فالله -جلَّ جلاله- وعد عباده بالنصر، والخير المطلق، ومن هنا هنا تكمن قوة الثقة والأمل بالوعد الصادق، وفي كتاب الله مِن بشارات الأمل الكثير، وقال تعالي: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، مما يبث في النفس روح الأمل، وتنبض في قلب الحياة بالتفاؤل. وأوضح وكيل وزارة الأوقاف، أن بشارات الله بالأمل والطمأنينة، والفلاح للمؤمنين والأتقياء والمتوكلين - لا تنتهي ولا تنقضي، متسائلاً: "أين القلوب النقية التقية التي تؤمن بها كإيمانها بوجودها، فوالله لو صدقنا مع الله حق الصدق بالقول والفعل والاعتقاد لرأينا العجب، ولنا فى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة حينما كان رسول الله تلاحقه الهموم، يشكو إلى الله ويدعوه ولا ييأس، ويطرق الباب الذي لا يُغلق أبدًا، باب الرحمن، فهو باب الأمل الوحيد الذي لا يُغلق إطلاقًا". واختتم "العجمى" حديثه قائلاً: "الأمل سر الحياة، مَن عرفه سعد، ولو فقد كل شيء، الحديث عن الأمل يبث السعادة، فكيف بمن عاش ظروفه، واستبشر بقدومه، وذاق حلاوته، وتفيأ ظلاله، ورفل في أكنافه، فكن أنت ممن أسهم في بث الأمل في نفوس وغياهب الآخرين، كن أنت بإيمانك وأخلاقك ومالك أملاً لغيرك؛ فبالمال تستطيع أن ترسم بسمة أمل وتسهم في شفاء مريض وتفريج كربه، وإعانة ضعيف ولمِّ شتات أسرته، وبالخلق النبيل الراقي كذلك، ولنا في سيد الخَلق وحبيب الحق الأسوة الحسنة في الأمل والتفاؤل وعمله الصالح في إدخال السرور والأمل على الآخرين، وكل ما يُسعد في الدارين، والأمر كله لله وراجع إليه؛ أمر الغيب، وأمر السموات والأرض، وأمر الحياة، وأمرك كله من دون استثناء، فاعبده وتوكل عليه، كما قال؛ فهو على كل شيء قدير، وكن متفائلاً مؤملاً واثقًا بمولاك".