ما زلنا نغوص داخل أعماق الحالة المصرية لكي نحاول الوصول إلى قاع المشكلات، والرؤية الجيدة لحجمها وأنواعها وأماكن تواجدها، لكي تتاح لنا الرؤية والأستقراء المتسع، لكيفية طرح أفكار ومقترحات غير تقليدية تساهم في زحزحة حالة الجمود التي تسيطر بقوة علي المشهد العام. ففي المقالين السابقين تطرقنا إلى إقامة شركة مساهمة مصرية بأسم "تحيا مصر" بمشاركة رجال أعمال أو مساهمة شعبية وبقيادة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تتهيكل في تكوينها من قطاعات وأنشطة عدة، وتستقطب المبدعين والخبراء من مختلف المجالات والتخصصات للعمل بها، ولا تخضع لقانون العمل والأجور في مصرالخاص بالقطاع العام، بل يتم وضع لائحة تشغيل وأجور كقطاع خاص، حتي يتسني لها إستقطاب الأكفاء وأصحاب الخبرات الكبيرة والمبدعين داخل المناصب في الدولة، من الوزير ونائبة والمحافظ ونائبه وقيادات الادارة المحلية ورؤساء الهيئات الحكومية. والذين لا يمكن الوصول إليهم في ظل الوضع الراهن من رواتب متدنيه وبيروقراطية متجمدة وفساد مستشري، وتسند اليها نغير الجهاز الإداري للدولة عن طريق الإحلال والتجديد عبر فترة زمنية محددة، وسوف تقوم تلك الشركة بإستغلال موارد الدولة برؤية غير تقليدية، لتجعل منها قاعدة إقتصادية ثابتة ومستقرة ومتنوعة تؤدي إلى تنمية شاملة، غير قابلة للتأثيرات الخارجية. ومن خلال ذلك تستطيع الشركة تغطية المصروفات والرواتب، التي تعمل من خلالها بل ويكون لديها مصدر مالي يساهم في بناء ذلك الإقتصاد علي المدي البعيد، وفي المقالين السابقين وصلنا الي كيفية إستغلال الموارد المتنوعة والمختلفة في المحافظات المصرية، وكيفية تعيين المحافظ والمسئولين الذين تتماشي خبرتهم وتكوينهم العملي مع أنواع الموارد الموجودة في محافظاتهم، علي أن يكون أبن البيئة العملية والأجتماعية والثقافية لمنطقته وذلك عن طريق تعاقد محدد الشروط. وفي هذا المقال نركز علي المحافظات والأماكن التي تتميز بوجود الحضارة المصرية، من أثار ومعابد ومتاحف .. الخ ونظراً لإنعدام الرؤية الإدارية لثقافة التسويق والمبيعات والسوشيال ميديا لدي مؤسسات الدولة المصرية، فإن تلك الشركة سوف يكون من ضمن تكوينها قطاع للمبيعات والتسويق وأيضاً الإعلان والسوشيال ميديا، وذلك القطاع سوف يتولي إستغلال ثبوتات الدولة المصرية الحضارية وتسويقها ليس للزيارة السياحية فقط، بل جانب أخر غير تقليدي إلا وهو التواصل مع الشركات العالمية الكبري والمتنوعة لعمل إعلانات عن منتجاتها وخدماتها داخل تلك الأماكن، وأيضا الشركات المصرية الداخلية. فيلزم العلم إن السوشيال ميديا أصبحت تمثل عامل كبير جداً في التواصل بين الأمم وأصبحت القاطرة التي تقود العولمة الأقتصادية والثقافية بين الشعوب، وعليه لابد أن يكون لدينا الرؤية المتعمقة والفنية والمتخصصه لإستغلال ذلك الجانب، للإستفادة من وضعنا الحضاري وايضا الجغرافي. فظهور منتج ما عالمي علي سفح الهرم أو داخل المتحف المصري أو داخل معابد الأقصر أو بجوار الشعب المرجانية في البحر الاحمر بالغردقة وشرم الشيخ وكل المناطق التي تحتوي علي مشاهد خلابه، بكل تأكيد سوف يكون له تأثير إيجابي علي أسم المنتج بجانب ذلك فهو تسويق غير مباشر لحضارتنا في الخارج لإستقطاب السائحين كل ذلك لا تستطيع القيام به مؤسسات الدولة الحالية ولا المسئول التقليدي أبن البيروقراطية المصرية، فمثلما ذكرت في المقال الأول، أن مصر تمتلك موارد غير طبيعية وتحتاج مسئولين غير تقليدين للتفكير الغير تقليدي للإستفادة من تلك الموارد ،وقبل ذلك للتغلب علي الأزمات المستعصية والكبيرة جداً التي تقف عائقاً امام اي تنمية شاملة ومستدامة.