تعتبر مصر من البلاد الحارة نسبيا بسبب طوال فترة الصيف التي تبدأ خلالها درجة الحرارة في الارتفاع مع زيادة نسبة الرطوبة بداية من شهر مايو ومنتصف شهر أكتوبر حيث يكون الجو حار نهارا ولطيف ليلا بسبب هواء الشمال الذي يضرب مصر حتى الصعيد ، وعندما يصادف أن يأتي رمضان في شهور الصيف بسبب تناوب الفصول فقد اعتاد المصريون على تناول المرطبات والخشاف عند انطلاق مدفع الإفطار ، وهذه المرطبات عادة ما تكون عبارة عن مشروب العرقسوس والتمر الهندي والسوبيا والخشاف الذي يتكون من التين المجفف والتمر والخروب والمشمش المجفف مخلوطا بالماء البارد أو باللبن المحلى بالسكر وغيرها من المشروبات الصناعية الآن بطعم المانجو والتمر والبرتقال والتوت وغيرها ، ودلت الأبحاث على استحسان هذه العادة الرمضانية صحيا لأن الأمعاء تمتصها في 5 دقائق فيرتوي الجسم الذي لوعه العطش وتزول عنه أعراض نقص السكر والماء أثناء فترة الصيام حتى أصبحت تلك المشروبات محببة إلى المصريين ومرتبطة بشهر رمضان حتى أصبح الخشاف والمشمشية من المرطبات التي تتوافر فيها مواد سكرية وفواكه جافة تحتوي على نسب عالية من الأحماض العضوية والأملاح القلوية التي تضفي عليها خواصا مرطبة ومنقية للدم ، ولفترات قريبة مضت وخلال فترة الستينات والسبعينات كانت القرى والنجوع في مصر تعيش بلا كهرباء وبالتالي عدم توافر الأجهزة الكهربائية ، وكان الناس يتغلبون على صيام أيام رمضان الطويلة بالاعتماد على القلل الفخارية وبخاصة القلل القناوي التي كانت تنتشر بالقرى والأحياء الشعبية ويتم ملئها بالماء بعد آذان العصر وتترك في الظل حتى يبرد الماء بها ويكون صالحا ومرطبا للصائمين بعد آذان المغرب ، كما كانوا يعتمدون في تناول فاكهة الصيف كالبطيخ والشمام الإسماعلاوي ويتم تقطيعه ووضعه في البلكونات وأماكن تجمع الهواء ويغطوه بشاشة نظيفة فترة فيتم تبريده طبيعيا عن طريق التبخير ويتناولوه أيضا بعد الإفطار ، وأما قديما وفي العصر المملوكي أنه وخلال حضور الدروس الدينية استمع أحد المماليك لحديث الرسول بخصوص من سقى صائما سقاه من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة ، فتأثر لذلك وأصر على أن يسقي الصائمين فاشترى الكثير من القلل وتولى الإشراف على ملئها بالمياه العذبة المزهرة ووضعها بشكل نظيف وجميل أمام قصره وقت الغروب والإفطار فأقبلت الناس عليها ، ولكن جيرانه بدءوا ينافسوه ويقلدوه في ذلك ، حتى اهتدى لحيلة جميلة لكي يتغلب عليهم وهي إذابة السكر في الماء حتى تصبح مياه قلله مسكرة فأقبل الصائمين عليها وعندما كان يراهم يتجهون إلى القلل الأخرى فيقول لهم مقولة شهيرة رددت لفترات طويلة وهي " سيب دي واشرب من دي " وقد شاءت هذه العبارة إلى أن تتداول وتصبح مادة للفكاهة والطرف المرتبط بفعل الخيرات وشرب المرطبات بشهر رمضان .