فى ذكرى العاشر من رمضان نجدد عهد الوفاء والفداء للأرض الطيبة ولمن صانوها ولدماء الشهداء الأبرار التى روت حبات رمال أرض الفيروز من أجل أن نحيا اليوم مرفوعى الرأس على أرضنا المحررة... لهؤلاء العظماء نقول: «لن ننساكم». 45 عامًا تمر منذ أن تجسدت إرادة المصريين فى يوم عظيم مبارك من أيام شهر رمضان الكريم فتوحَد عزمُهم لينتقموا للأرض والعرض ويستعيدوا الشرف والكرامة ويعلنوا للعالم وللتاريخ الإنسانى أن هذا الشعب لا يرضى أبدًا بالضيم والهزيمة وأن ما حدث فى غفلة من الجميع يوم الخامس من يونيو لم يكن سوى كبوة عارضة سرعان ما تم تدارُكها بفضل الجينات العبقرية الخالدة لدى أبناء هذا الوطن والتى شهد لها التاريخ منذ بدايته وسيظل يشهد لها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها... إنها مِصر...!! فى ذكرى العاشر من رمضان نحكى لأبنائنا وشبابنا الواعد كيف كان أجدادهم عظماء فى سن الشباب وكيف عبروا من بوابة اليأس الضيقة إلى براح الحرية والكرامة فاستحقوا المجد والخلود وأن يمنحهم الله نصرًا عزيزًا مؤزرًا فخرج هذا الانتصار العظيم من رَحِم الانكسار المرير.. فى يوم كان وسيظل من أعظم أيام مصر عَبَرَ شباب مصر العظيم وهم صائمون إلى الضفة الأخرى التى سُرقت من قلب الوطن لمدة 6 أعوام ليرفعوا علم مصر على الأرض المحررة تحت رصاصات العدو ولتعلو أصواتهم بالصياح فرحًا: «الله أكبر» فيهتز لها خط بارليف المحصن ويُلقى الله الرعب والفزع فى قلوب الأعداء فتكون الملحمة والنصر واستعادة الأرض الطاهرة ممن دنسوها واستباحوا حُرمتها وقدسيتها..!! فى ذكرى مجدهم أحياءً وشهداء نقول لهم: لن ننساكم أبدًا ما حيينا وسنجتهد أن نحافظ على هذا الشرف الذى منحتونا إياه بأن نصون الأرض التى ضحيتم عليها مهما اجتهد أهل الشر فى أن يسرقوها منا مجددًا بألاعيب السياسة وزرع إرهابهم الخبيث بداخلها وإشاعة الفوضى فى ربوعها لتسقط مرة أخرى تحت نوع جديد من الاحتلال أشد ضراوة من الاحتلال العسكرى فحين تُرهب الناس وتزرع فى نفوسهم الخوف وتنشر بينهم الشائعات المُغرضة وتحاول أن تنثر بذور الفتنة والشقاق بين أهل الأرض الطاهرة وبين إخوانهم من أبناء جيشهم العظيم فأنت تسعى إلى إعادة احتلال الأرض والبشر والمستقبل فهيهات ما تسعون إليه ففى ذاكرة التاريخ يوم عظيم سيظل محفورًا فى وجدان الأمة اسمهُ يوم العاشر من رمضان سيقف دائمًا سدًا منيعًا ضد أوهامكم وأطماعكم الخبيثة...!! حتى لا ننسى... ما زالت المعركة مستمرة ولن ينسى العدو أبدًا ما صنعناه به فى أيام رمضان المجيدة فكيف ننسى نحن ونسهو عن أن نذكر أجيالنا الناشئة بقيمة تلك الأرض وقيمة التضحيات التى بُذلت من أجل استعادتها وكيف كان الجندى المصرى البسيط يؤثر الموت على أن يرى علم العدو مرفوعًا على أرضه المحتلة فى الضفة الأخرى.. لن ننسى دماء الآلاف من الشهداء الذين ارتقوا من فوق تلك الأرض الطيبة ولن ننسى بطولات عظيمة صنعها شباب مصرى آمن بالله وبالأرض وبأن من حقه أن يحيا كريمًا مرفوع الرأس دون أن يُدنس أرضه أى مغتصب كريه... إنها مصر...!! تحية إجلال واحترام وتقدير لكل من شاركوا فى هذا اليوم المجيد من قادة وضباط وجنود وأبطال معلومين لنا أو مجهولين حتى يومنا هذا فما زال لهذا اليوم أسرار لم ترَ النور حتى الآن تحتاج لأن تُجَسد فى كتب وأفلام وثائقية وروائية لكى يراها شباب مصر ويعرفوا كم كنا عظماء وكم كانت تلك الرقعة من أرض مصر وستظل عزيزة وغالية على القلوب والنفوس.. حفظ الله أرض مصر الطاهرة المروية بالدماء الزكية من أى عبث وعابث ومن كل كيد وكائد... عاشت مصر حرة مستقلة وليذهب كل من يفكر فى كسر إرادة وعزيمة أبنائها إلى الجحيم فهذا شعب لا ينسى دماء شهدائه أبدًا مهما طال الزمان... تحيا مصر فوق كيد المعتدين وكل رمضان وأنتم أبطال صامدون مدافعون عن الأرض والعرض والكرامة... رحم الله شهداء الوطن.