هل كان الإعلامي المسيحي رامي جان في مهمة سرية داخل صفوف العناصر الإرهابية المصرية الهاربة في دول الملاذ الآمن .. أم كان مجرمًا خائنًا قرر القفز من سفينة الإخوان الغارقة وعاد إلى شاطيء بلاده ليبحث عن حياة آمنة مستقرة؟! .. هل تسلل رامي جان إلى صفوف التحالف الإخواني بتخطيط وإعداد وإشراف جهاز أمني .. أم تسلق جدران الوهم الإخواني لتحقيق مكاسب ومغانم ومطامع شخصية؟!! لا نبحث عن إجابة عن السؤال ولا أهمية لوصفه أوتوصيفه ولا يعنينا إن كان من أولئك أو هؤلاء .. المهم أنه عاد إلى مصر وقدم – سرًا وعلانية - ما وقع تحت يديه من معلومات حول التحالف الإخواني الإرهابي ، ووجه لكمات وصفعات ساخنة إلى نواصي الإخوان والمتأخونين وتابعيهم في الداخل والخارج!! أعلن رامي جان في يوليو 2013 من على منصة اعتصام رابعة الإرهابي ، أنه أسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، وكان هو رئيس الحركة والمتحدث باسمها والعضو الوحيد في كيانها الوهمي، وغرس نفسه بين صفوف الكيانات الإخوانية والمتأخونة ليقدم فقاعات إعلامية تخطف أبصار الضالين والمُضَلَّلين وتنفجر على شاشات القنوات الداعمة للتنظيمات الإرهابية وتتطاير بين حسابات وصفحات التواصل الإجتماعي ، وبعد مئات الفقاعات التي صنعت منه نجمًا في سماء الإخوان والمتأخونين ، قرر العودة إلى مصر يوم الثلاثاء 13 مارس 2018، وكتب تغريدات موجهة إلى قيادات "الإخوان" قال فيها: "نشكركم لحسن تعاونكم، وإلى جولات أخرى قريبا.. خالتي بتسلم عليكم"، وهي التغريدات التي فسّرها الكثيرون بأنها تشير إلى أن "جان" كان متعاونًا مع جهاز أمني مصري. لم يكن رامي جان هو الأول ولن يكون الأخير وفي "الإخوان" ألف رامي جان، وجميعهم تسللوا من قاع القاع إلى قمة الهرم القيادي في التنظيم الإخواني الدولي منذ نشأته وعلى مدار السنوات التسعين الخوالي الخالية .. وما "إبراهيم منير" منا ببعيد.. وبه نبدأ. فى الحلقتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من برنامج "مراجعات "الذى قدمه الإخواني عزام التميمي على قناة "الحوار" في الثاني والثامن من مايو 2012 ، اعترف الأمين العام للتنظيم الدولي الإخواني ونائب المرشد العام إبراهيم منير، بأنه كان يتعاون مع ضابط كبير فى المباحث العامة " أمن الدولة" قبل أحداث العام 1965 وأقر بأنه كان يكتب التقارير ويجيب على جميع تساؤلاتهم ، وقال ابراهيم منير إن علاقته توطدت ب"أمن الدولة" عبر الضابط الذي جنده حتى انهم من كثرة استفادتهم منه كمصدر رئيسى من داخل "الإخوان" طلبوا منه التفرغ لهم على أن يمنحوه المال ، ولثقتهم الشديدة فيه وعمق العلاقة معهم كما وصفها طلب حسن أبوباشا رئيس المباحث العامة "أمن الدولة " آنذاك أن يلتقي إبراهيم منير ليتعرف بنفسه علي هذا المصدر الثري بالمعلومات والتقارير وبالفعل جمعه ضابط أمن الدولة مع "أبوباشا" ولثقتهم الشديدة به أخبروه عن حملة الإعتقالات والمداهمات في العام 1965 قبل موعدها ودون غيره وأكرموه بأن اعتقلوه نهارا وليس من خلال المداهمات الليلية مثل باقي الإخوان وحينما قبضوا عليه أخذوه معززا مكرما الى سجن القلعة ووضعوه فى زنزانة خاصة. سيرة إبراهيم المنير المعروفة كانت قدوة لغيره في صفوف "الإخوان" ، وهناك من سار على نهجه في السابقين واللاحقين ، وقد أشارت أصابع الإتهام الإخوانية إلى المهندس خالد القزاز سكرتير رئيس الجمهورية للشئون الخارجية في عام حكم "الإخوان" اليتيم وكاتم أسرار المعزول محمد مرسي وفريقه الرئاسي، وقالوا إن "القزاز" قام بتسريب ونقل أخطر أسرار الفريق الإخواني في قصر الرئاسة إلى جهة أمنية ، واستشهدوا بالمعلومات الواردة على لسان الصحفي محمد فهمي رئيس قناة الجزيرة الإنجليزية بالقاهرة، في حديث لصحيفة "المصري اليوم" نشرته في عدد الأربعاء 11 مارس 2015 وتؤكد هذه المعلومات أن ثالث ثلاثة من قيادات "الإخوان" نقل إلى جهة سيادية عليا ما دار في الإجتماع المغلق بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعصام الحداد مساعد المعزول مرسي للشئون الخارجية والتعاون الدولي. الصحفي محمد فهمي كان في قلب "الإخوان" قبل القبض عليه في قضية "خلية الماريوت" ثم انتقل إلي مركز قيادة التنظيم الإخواني داخل السجون، وبعد الإفراج عنه كشف الستار عن معلومات مهمة تفلتت من ألسنة قيادات الإخوان ومنهم ما كان يدور بينه وبين عصام الحداد عضو مكتب الإرشاد السابق ومساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية في عام حكم الإخوان" قال محمد فهمي في حديث لصحيفة "المصري اليوم" إن عصام الحداد، اعترف له أنه خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في الأسبوع الأول من ديسمبر 2012 طلب معلومات ونصائح عن التحكم الديمقراطي في القوات المسلحة، واقر بأن أوباما وعده بإرسال ملف من "البنتاجون" فور وصوله إلي مصر وأكد الحداد بأن مسئولًا عسكريا كبيرا قال له نصًا وبالحرف الواحد" بقي انت رايح لحد أمريكا وأوباما علشان تقوله عاوز نصيحة في التحكم في القوات المسلحة.. السيسي عرف بالموضوع ، يا راجل عيب كده " !! المهندس خالد القزاز سكرتير رئيس الجمهورية للشئون الخارجية كان مرافقا لعصام الحداد في زيارة البيت الأبيض وكان معهما أيضا حسين القزاز، لكن الاتهام الإخواني طال خالد القزار بعد الإفراج عنه في يناير 2015 دون محاكمة رغم أنه من أخطر وأهم قيادات حزب "الحرية والعدالة" داخل مؤسسة الرئاسة ، وقبل الإفراج عنه كان يقضي فترات الحبس الاحتياطي في مركز طبي خاص، ولم يلحق بأعضاء الفريق الرئاسي في القضايا المتهمين بها!! ومن السابقين إلى اللاحقين، قدم إعلامي إخواني هارب في تركيا خدمات جليلة لأجهزة الأمن المصرية وشارك في تحديد موقع تسعة من أهم وأخطر قيادات التنظيم الإخواني، حيث قام بالاتصال بالقيادي الإخواني "هشام إبراهيم ودح" ، وكان اتصاله أحد العوامل المهمة في تتبع القيادي الهارب ومن ثم تحديد الشقة التي كانت تأوي قيادات "الإخوان" بمدينة السادس من أكتوبر، وسقطوا جميعًا في تبادل لإطلاق النار في الأول من يوليو 2015 ، وكان الإخواني الهارب على علم بخطورة مثل هذا الاتصال لكنه أقدم عليه؟!! ومن السابقين الأولين ، محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي السابق باسم الجماعة وصهر خيرت الشاطر، وقد قدم خدمات جليلة لأجهزة الأمن المصرية وأدلى باعترافات صريحة تكشف عن الدور الذي قام به عضو مكتب الإرشاد محمد محمد كمال في تأسيس وقيادة اللجان النوعية الإخوانية المسلحة بعد فض اعتصام "رابعة" ، و قال غزلان خلال التحقيقات التي تمت فى يونيو 2015، في قضية اغتيال العقيد وائل طاحون إن محمد كمال هو صاحب فكرة تأسيس وإنشاء اللجان النوعية للجماعة ووضع خطط التمويل لها، وأنه وبعض قيادات مكتب الإرشاد عارضوا تلك الفكرة لكن "كمال" أصر على تنفيذها. وأكد غزلان أن محمد كمال هو الذى وضع خطة وآليات تمويل تلك اللجان، التي كانت تقوم بعمليات إرهابية فى أنحاء البلاد، من واقع أموال الجماعة. وانضم إلى غزلان في اعترافاته زميله عضو مكتب الإرشاد عبد الرحمن البر والمعروف باسم مفتي "الإخوان"، الذي أكد أيضًا خلال التحقيقات بأن سبب قيام أعمال العنف داخل جماعة الإخوان هو محمد كمال الذى كان يتولى تمويل الإخوان فى ذلك الوقت. وقال عبد الرحمن البر إن محمد كمال وُضعت تحت يديه ميزانية ضخمة لإدارة ما أسماه بالحراك الثوري داخل البلاد، وتمويل المجموعات المسلحة، وأنه هو وغزلان اعترضا على تشكيل اللجان الفرعية والنوعية، غير أن هناك من أيده على تشكيلها، وكتب غزلان والبر السطور الأخيرة في حياة محمد كمال وأصبح المطلوب الأول لأجهزة الأمن إلى أن سقط قتيلا في مواجهات مع قوات الشرطة في أكتوبر من العام 2016م. رامي جان لم يكن الأول ..ولن يكون الأخير ، وهناك من سبقه إلى مصر من فريق "قناة الشرق" وقد اعترف أيمن نور في بيانه الصادر ردًا على رامي جان أن عددًا من المتعاونين مع القناة كمقدمين لبرامج أو معدين أو فنيين "عادوا إلى بلدهم دون افتعال أزمات"، كما اعترفت عناصر إخوانية هاربة في إحدى الدول العربية أن 12 إرهابيًا هاربًا عادوا إلى مصر وقاموا بتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن رغم أنهم مطلوبين في العديد من القضايا .. وما بعد التسليم لا يحتاج إلى شرح وتفصيل!! قائمة اتهامات الخيانة والعمالة المتبادلة بين العناصر الإخوانية وعمليات تسليم العناصر الإخوانية لبعضها البعض تسليم أهالي طويلة ونكتفي بهذا القدر من الحديث حول "خيبة الإخوان الثقيلة" .. وما خفي كان أعظم!!