كشف عبد الآخر حماد 'مفتي الجماعة الإسلامية أن هناك أيادي خفية تلعب في مصر حاليًا، وقال إن هناك متعاونين محليين مع أطراف خارجية، وأن التصريحات السابقة التي أدلي بها الدكتور مصطفي الفقي حول ضرورة رضا أمريكا وإسرائيل عن الرئيس المصري المقبل صحيحة لكون هؤلاء 'لن يسمحوا بوصول رئيس ملتحيٍ للرئاسة'. وأكد 'حماد' في حديث ل 'الأسبوع' أن قضية المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة 'الشيخ حازم أبوإسماعيل' بها شيء غامض لا نجد له تفسيرًا' وأن 'حل هذا الغموض لدي السلطات الرسمية والشيخ أبو إسماعيل نفسه'? مشيرًا إلي أن 'أبوإسماعيل' كان لديه مشروع إسلامي واضح، وأن هذا المشروع قد يكون سبب الترصد له في ماراثون الرئاسة.. وإلي نص الحوار: هل يمكن أن تتوافق التيارات الإسلامية علي مرشح واحد تدعمه؟ بالطبع هذا ما يحدث وسوف يحقق نتائج قيمة خلال الأيام المقبلة كما أن هناك مساعي بذلت للتوفيق بين المرشحين الإسلاميين من خلال مجلس شوري الجماعة الذي يعقد لقاءات مستمرة للوصول إلي مرشح واحد يتنازل له الآخرون وتدعمه كل التيارات الإسلامية ولدينا مؤشرات تؤكد قرب التوافق، الذي قد يكون خلال ساعات. الجدل الدائر حول الجمعية التأسيسية كيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟ أزمة التأسيسية لا تكمن فيها فالقضية كلها متوقفة علي الشعب الذي بيده القبول أو الرفض بالدستور الذي ستضعه، فالليبراليون غاضبون لأنهم يرون أن الأغلبية المسيطرة علي تشكيل اللجنة إسلامية فلو تركت لهم الأغلبية الدستور يفعلون فيه ما يشاءون هل سيكون انتهي بذلك مصير الدستور بالطبع 'لا' لأن الشعب هو الفيصل والشعب لن يقبل دستورًا يخالف الشريعة الإسلامية.. والغرب أكدوا من قبل ومازالوا أن الإسلاميين أكثر فهما للأمور أما هنا فنحن متهمون دائمًا بالديكتاتورية ونحن راضون طالما الشعب راض عنا فمشكلة الدستور ليست في التشكيل. لكنكم متهمون بالمسئولية عن تأزم الأوضاع السياسية لتبنيكم التعديلات الدستوريةالتي جلبت الحالة التي يعيشها المشهد السياسي حاليًا. التعديلات الدستورية سبب كل الأزمات التي نعيشها الآن في ظل الحكم العسكري والموافقة عليها للأسف كانت كارثة ولكن ليست التيارات الإسلامية وتوجيهها للمواطنين بالموافقة بنعم هو سبب إقرارها ولكن السبب الرئيس كان تجييش الكنيسة لأقباطها للتصويت بكلمة 'لا' وبالتالي وجدت حالة من العناد مع الإسلاميين فقالوا نعم والسبب هو تدخل الكنيسة وليس تجييش الأخوان كما يدعي البعض. قلنا نعم للتعديلات الدستورية ظننا أن الدستور سيبقي كاملا باستثناء المواد محل الجدل كتلك التي تتعلق بانتخابات الرئاسة. هل المجلس العسكري يميل لفيصل ضد آخر؟ أنا لا أتصور أن يكون المجلس العسكري محايدًا ولكن في الحقيقة هو يميل لفصيل عن آخر فلا يمكن أن يتم تسليم السلطة بلا ضمانات حقيقية وأظن أنهم سيسلمون السلطة في موعدها لكن بعد ضمانات بوجود أمن لهم في السلطة ليس خروجاً بمعني أن يكون للجيش وضعية خاصة فيه. حالة الوفاق بين الإخوان والمجلس العسكري لماذا تحولت إلي تصعيد عسكري؟ الإخوان والمجلس العسكري ليسوا في حالة خصام فهم متوافقون دائمًا، أما الحكومة فالأغلبية في مجلس الشعب استشعرت أن الحكومة لا تقدرها وهم الذين ظنوا أن الحكومة ستقدرهم وتنفذ قراراتهم ولكن فوجئوا بأن الحكومة لا تعبأ بهم ولا بالمجلس فانقلبوا عليهم. كيف تري تعدد الأحزاب الإسلامية؟ بالعكس تعدد الأحزاب الإسلامية يخدم المشروع الإسلامي لو استغل التنوع والتعدد لصالحه ولصالح المشروع ولو توافقت هذه الأحزاب في الأمور الكبار وتنازلت لبعضها البعض عن طيب خاطر لأصبح لدينا مشروع إسلامي عظيم، أما فيما يخص الصراع بين الأحزاب فهو ليس صراعًا ولكنه خلاف وهذا ظاهرة إيجابية لأن الخلافات طالما أنها لا تؤدي إلي التناحر والخلاف في الفكر. هل مصر مستعدة لحكم إسلامي تطبق فيه الشريعة الإسلامية كاملة؟ أنا أري أن مصر مستعدة وكل شيء يأتي بمراحل فهناك أمور معينة لابد فيها من تطبيق الشريعة فورًا مثل تطهير الإعلام الذي مازال يعمل للنظام البائد وبعقليته وكذلك الاقتصاد لابد من إقرار مشروع اقتصادي إسلامي ضخم ينقذ مصر ويستغل خيراتها وكنوزها وكل شيء في وقته فالشريعة الإسلامية ليست قطع اليد كما يصورها البعض فمثلا في الاقتصاد وما يخص البنوك لا يمكن أن الغي البنوك الربوية مرة واحدة ولكن لابد مثلا من إقرار خطة أقول فيها خلال 5 سنوات تحول هذه البنوك إلي إسلامية، حد الحرابة الذي يطبق علي المفسدين في الأرض لابد من تطبيقه فورًا. التعليم: يجب البدء في منظومة لإصلاحه فلا تنمية حقيقية بدون تعليم إسلامي، أما تطبيق الحدود فكثير منها يمكن أن يؤخر ولا يطبق إلا بعد حين وهكذا أمور عاجلة وأمور آجلة يتم إصدار القوانين بشكل فوري أما التطبيق فهناك تدرج فترة انتقالية تتم فيها توعية الناس. علي أي تيار إسلامي أنتم محسوبون؟ الجماعة الإسلامية جذورها سلفية ولكنها توافق علي كل اجتهادات الفصائل السلفية في مصر ونحن نختلف معهم في بعض الأمور الاجتهادية أما أمور الاعتقاد فلا خلاف وعلاقتنا بالتيار السلفي علاقة طيبة وهم أقرب لنا بدليل أن مرشحينا في انتخابات البرلمان ترشحوا علي قوائم حزب النور السلفي لأن وقتها حزب البناء والتنمية لم يكن تم إعلانه وهو ما يدل علي علاقتنا الطيبة معهم وكذلك مع جميع التيارات الإسلامية. كنتم أكثر من تضرر من التعقب الأمني خلال عهد النظام السابق، والسؤال: هل تري هناك اختلافًا بين الأمن الوطني وأمن الدولة المنحل؟ المفاجأة التي لا يعلمها أحد غيرنا أننا منذ سنوات طويلة ونحن موضوعون علي قوائم الممنوعين من السفر وقامت الثورة وسقط مبارك ورجعنا لمصر بعد غربة سنوات طويلة ومازالت حتي الآن أسماؤنا موضوعة في قوائم الممنوعين من السفر. فالأمن الوطني لم يرفع أسماء أعضاء الجماعة وغيرهم من هذه القوائم السوداء التي طاردنا بها نظام مبارك وحينما نسافر الآن من مصر إلي أي مكان تجري اتصالات بين مسئولين في المطارات ومسئولين في الدولة لا نعلم من هم للموافقة علي سفرنا. فالنظام سقط رأسه لكن جذوره باقية وهم يحلمون بعودة الدولة مرة أخري وفرض سطوتهم عليها. وكل ضباط أمن الدولة السابقين هم أنفسهم ضباط الأمن الوطني ما حدث فقط هو تغيير اسم الجهاز وتبديل مواقع ضباطه والمجلس العسكري يعلم ذلك ويوافق عليه صحيح أن التعذيب انتهي واعتقال الإسلاميين أيضا انتهي ولكن كل الملفات التي تخصنا موجودة انتظارًا ليوم العودة مرة أخري من أزلام النظام وهم من مصلحتهم أن تظل سيطرتهم وسطوتهم علي كل الأمور في البلاد ونحن لا نمانع أن يكون الأمن الوطني لخدمة أمن الدولة وليس لرئيس الدولة دون أن يفرض سلطاته في كل كبيرة وصغيرة ولكن أظن أن هناك بعض القيادات في وزارة الداخلية تنتظر أن يعود الوضع كما كان يتغولون كما تعودوا علي ذلك. تاريخ الجماعة الإسلامية يبعث الخوف في قلوب الإسلاميين فبماذا ترد علي ذلك خاصة أنكم متهمون منذ زمن باللجوء دائما للعنف؟ لقد بدأت الجماعة الإسلامية تاريخها منذ وقت طويل وكنا نمارس دعوتنا بشكل سري وسلمي وكنا حريصين كل الحرص علي عدم استخدام العنف أو اللجوء إليه نهائيا لا مع الحكومات أو غيرها حتي زادت أعداد أعضاء الجماعة علي مستوي الجمهورية وكلنا نواجه مضايقات من الأمن فسجنوا عددا منا واعتقلوا آخرين وحاربوا بعضنا في مصدر رزقنا وكنا نصبر ونحتسب ذلك عند الله، إلي أن تولي زكي بدر وزارة الداخلية وبدأ معنا مرحلة جديدة سماها هو 'الضرب في سويداء القلب' فتعرضنا للقتل والاغتيالات داخل السجون وخارجها وأسرت نساءنا وشرد أطفالنا وتعرضت الجماعة الإسلامية لإبادة حقيقية اضطرت علي إثرها إلي حمل السلاح فقد جرنا نظام مبارك للعنف جرًا لا مفر منه وكان مصيرنا جميعًا إما القتل أو السجن والتعذيب أو الهرب خارج البلاد وكنت واحداً من هؤلاء الهاربين. لذلك هربت إلي الخارج؟ أنا عضو مؤسس في الجماعة الإسلامية منذ كنت طالبًا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت الجماعة الإسلامية في الجامعة هلامية وكان من أعضائها عبد المنعم أبوالفتوح الذي انضم للإخوان بعد ذلك وظل الأعضاء علي اجتهادهم في الدعوة حتي صار للجماعة شكل مميز عن التيارات الأخري وقد سجنت عقب مقتل السادات 3 سنوات بلا تهمة وكانت قضيتي فقط الانتماء لجماعة الجهاد فكريًا ولكن صدر حكم ببراءتي مع ذلك سجنت ثم استمرت المطاردات فلم يكن هناك مفر من الهروب خارج مصر وبجواز سفر مزور في كل البلاد العربية والأوربية عشت طيلة أكثر من عشرين عامًا ما بين أفغانستان والإمارات واليمن وألمانيا بجواز سفر مزور واسم غير اسمي الحقيقي. ماذا تقول عن نظام مبارك؟ أسوأ فترة حكم في تاريخ مصر هي فترة حكم مبارك، فجمال عبد الناصر كان فيه كبت للحريات بالفعل لكنه كانت له مزايا عديدة وحققت مصر في عهده مكاسب كثيرة ويكفي المشروعات التي أنجزها ورفع اسم مصر بين كل البلاد، والسادات كان لديه شيء من الرحمة عندما يجد خصمه ضعيفًا يرأف به، أما مبارك فكان لا يعرف الرحمة وكان كل همه أن يظل رئيسًا بغض النظر عن مصلحة البلاد والشعب. 25 يناير هل تصنف باعتبارها ثورة أم انتفاضة؟ وهل تحققت الأهداف التي قامت كانت من أجلها؟ هي ثورة بالفعل وليس معني أن ليس لها قائد أن تكون ناقصة أو انتفاضة فكثير من الثورات قامت ولم يكن لها رئيس أو قائد مثل الثورة الفرنسية وحتي الآن ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها كاملة قد نكون أسقطنا رأس النظام وهو شيء مهم ولكن وجدنا التفافًا لفلول النظام علي الثورة ويجادلون بكل قوتهم للسيطرة علي الأمور لإعادة الوضع كما كان لذلك نرجو من الجميع الانتباه لهذا الأمر وعلي كل للقول الوطنية أن تتضافر من أجل إفشال كل المخططات الرامية لاستنساخ نظام مبارك من الفلول فنحن نواجه مؤامرات محكمة. هل الجماعة الإسلامية لا تجيد السياسة مثل الإخوان والسلفيين؟ الجماعة الإسلامية أكثر خبرة سياسيًا من السلفيين لكن المشكلة أن أغلب كوادرنا كانوا في السجون ومن الصعب الدفع بهم في الساحة السياسية وهذه هي مشكلة خيرت الشاطر مثلاً فالسلفيون لم يكونوا تحت قبضة نظام مبارك مثلنا لقد كان كل أعضائنا تقريبًا إما في السجون أو مهاجرين خارج مصر لسنوات طويلة لكن الإخوان والسلفيين كانوا مع الناس في الشارع والإخوان يجيدون لعب السياسة منذ أكثر من 80 عامًا لكننا كنا مطاردين وكنا العدو الأول للنظام وكان تعذيبنا علي أيدي زبانيته أشد عذاب. هل ذلك بسبب سابقتكم لأغتيال السادات؟ قتل السادات أري كعضو في الجماعة الإسلامية بعد كل هذه السنين أنه كان من الأفضل لنا أن نصبر علي ظلمه بدلا من قتله لأنه جاء بنتائج أسوأ مما كان فكان افرازه نظام مبارك أسوأ مما كنا نتمناه ومن قتلوه لم يفكروا في ذلك.