من جديد تخرج علينا بقايا واذناب الدوله العثمانيه الفانيه بأحلامها العريضه واطماعُها القديمه الجديده لتكشف عن سواد قلوب وفراغ عقول من يديرون الامور بها .. فأين نحن الأن من تحرشات السيد اردوغان ووزير خارجيته جاويش اوغلو بمصر وبمشروعاتها الجديده وخاصة انكار حقنا المشروع فى استكشاف الغاز والبترول بالبحر المتوسط ..!! يحكى التاريخ ان مصر المحروسه التى سقطت فريسه للأحتلال العثمانى طيلة ثلاث قرون ونصف (1517 - 1867 ) قد عاشت اسؤا فتراتها وعانى فيهم الشعب من الفقر والجوع ونهب الثروات من قبل الباب العالى العثمانى الذى حول كل موارد البلاد للخارج وتأخرنا على يديهم عن ركب التقدم والازدهار وساءت أحوالنا الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وانطفأت كل مشاعل التنوير وتراجع تعداد مصر حينها من 9 ملايين مواطن إلى مليونين ونصف فقط بسبب تفشى الأمراض والأوبئه القاتله وفرض ضرائب على المواليد والزيجات قهراً للعباد واذلالاً لهم ...!!
اليوم وبعد ان اصبحت مصر دوله مستقله ذات سياده تتحسس طريقها نحو الأمل وتسعى لمزاحمة الكبار وصناعة مستقبل افضل لأجيالها الناشئه يأبى السلطان الموهوم ان يتركنا وشأننا فيدس انفه المريض فى اتفاقيه دوليه وقعتها مصر مع دول اخرى ذات سياده هى قبرص واليونان واودعتها بالأممالمتحده كأتفاقيه دوليه موثقه لا يمكن العبث بها .. شاهد السيد اردوغان فرحة المصريين ببدء انتاج الغاز من حقل ظهر بعد عناء وجهد فقرر ان يفسد تلك الفرحه بتصريحات هوجاء على لسان وزير خارجته اوغلو الذى انكر احقية مصر فى التنقيب عن الغاز داخل سواحلها المطله على البحر المتوسط بل وانكر حقها المشروع فى توقيع اتفاقيات مع دول اخرى مجاوره من الاساس واعتبار تلك الاتفاقيات باطله وغير قانونيه .. يريد الاتراك ان يشاركونا فى رزقنا ومستقبل اجيالنا القادمه فهل نحن مستعدون ..!!
الرد الاول على تلك المهاترات جاء سريعاً وحاسماً على لسان الخارجيه المصريه بأنه لا تساهل مع اى مساس بالسيادة المصرية وانه سيتم التصدى لهذه التدخلات العابثه بكل السبل المتاحه والمشروعه فى حالات الدفاع عن النفس والارض والثروات وأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص تتسق كلياً مع قواعد القانون الدولى ومن ثم فقد اودعت كاتفاقية دولية فى الأممالمتحدة حيث لا مجال للنقاش فيها مع طرف ثالث لا شأن له بالأمر .. !!
عفوا تركيا وقيادتها فهنا مصر التى تعرف جيداً ويعرف ابناؤها كيف يدافعون عن ارزاقهم ومستقبل ابناؤهم ومشروعاتهم القوميه التى تكبدنا الكثير من الصبر فى سبيل انجازها فلا يغرنك هدوء الفراعنه ففى لحظات الغضب يتحولون الى وحوش كاسره لا قبل لك وباحلامك القديمه الباليه بها فلدينا درع وسيف قادر على تأديب من تسول له نفسه بالاقتراب من حدودنا براً او بحراً ولن نسمح ابداً قيادة وشعباً وجيشاً لأصحاب الاغراض والاحلام المريضه بأن يفسدوا علينا خططنا فى بناء وطن قوى قادر على الرياده والزعامه فى منطقة الشرق الاوسط باسرها فهذا هو قدرنا ان كنت لا تعلم ... حفظ الله مصر ومستقبلها الواعد .. حفظ الله الوطن .