كل من اقترب من وزارة الدفاع 'آثم'.. وكل من حرّض علي اقتحامها 'خائن'.. وكل من تسبب في إراقة نقطة دم مصرية في محيطها 'قاتل'.. من فعلوا ذلك لا عهد لهم ولا ذمة، ومن حاولوا إسقاط وزارة الدفاع إنما كانوا ينفذون مخططًا شيطانيًا، لأدوات شريرة، هدفها تحطيم القوات المسلحة، وتدمير بنيتها، وبث الفرقة في صفوفها ترجمة لمقولة أطلقها أحد سدنة من يسمون بالاشتراكيين الثوريين لإسقاط 'الجيش' كخطوة ضرورية، حسب ما هو مسجل، منقولا عنه، بالصوت والصورة تمهيدًا لإسقاط الدولة المصرية، وإقامة فوضي كاملة علي أنقاضها المتداعية. ما حدث يوم الجمعة الماضي، ليس تعبيرًا عن رأي، أو رفعًا لمطالب، أو تعبيرًا عن مشكلات، أو تنفيسًا عن مواجع، بل هو انعكاس لمخطط عدواني قادته عناصر مأجورة، وأخري متآمرة لإنهاء ما تبقي من كيان الدولة المصرية، مستغلين في ذلك بعض الشعارات الزائفة، التي ملئوا بها عقول بعض الشباب الحائر، وراحوا يدفعونهم دفعًا للصدام مع القوات المسلحة. هذا المخطط الذي تكشفت بعض تفاصيله، حين ضبطت الشرطة العسكرية تلك المجموعات المسلحة، التي خاضت علي مدار أيام حروب عصابات مع قوات الجيش وأبناء العباسية، لتتكشف عبر هذه الضربات الإجهاضية أبعاد المخطط المدفوع بقوة لإسقاط الجيش، والدولة، وثورة 25 يناير التي رسمت بدماء الشهداء الأبرار مرحلة فارقة في التاريخ المصري الحديث. وهو مخطط لا يمكن فصله عن تلك الحلقات الشيطانية التي تشهدها مصر، بين فينة وأخري.. من تحريض علي التظاهر والتجمهر، بلا مبرر، من محاولات رخيصة لإحراق وزارة الداخلية، واقتحام البرلمان ومجلس الوزراء، لاشتباكات تدور رحاها هنا وهناك، موقعة عشرات القتلي والمصابين، لاستنزاف لا يتوقف لاقتصاد البلد، وضربات متكررة تفضي لانهيار متواصل للبورصة، والهدف النهائي هو إنهاك مصر، وإسقاط هيبتها، ودفعها نحو التلاشي. لقد أسهمت تيارات عدة في إذكاء وإشعال النيران في مصر، وهي تيارات تكشفت حقيقتها أمام جمهرة المصريين الذين راحوا يصبون جام غضبهم علي تلك التيارات التي أثبتت أن بحثها، وجريها وراء مصالحها الأنانية والضيقة، أكبر بكثير من حرصها علي الوطن وأمنة وسلامة. إن المعتدين علي وزارة الدفاع.. وبعيدًا عن نياتهم ودوافعهم.. إنما كانوا يحققون كل أهداف إسرائيل وكل المتربصين بأمن الوطن، لقد منحوا الكيان الصهيوني أكبر الهدايا، حين راحوا يتهجمون علي قلعة أمن الوطن، ومحراب العسكرية في الداخل، في الوقت ذاته الذي كان فيه الصهاينة يحشدون قواتهم بطول الجبهة مع مصر استعدادًا لمنازلة لا ندري متي تقع وكيف؟ لقد أحسنت القيادة العامة للقوات المسلحة حين أعلنت عزمها علي ملاحقة كل المشاركين والمحرضين علي جريمة الجرائم في العباسية، وهو أمر يحظي بدعم وطني وشعبي واسع، فالمصريون الذين هالهم هذا الإجرام الذي هوي إليه بعض المهووسين، لن تخدعهم بعد الآن شعارات الكذب والضلال التي تنطلق من أفواه كاذبة، وحناجر ساقطة، وعناصر مأجورة تكشفت حقيقتها، مهما ارتدت من أثواب الفضيلة الزائفة، أو رفعت من شعارات الكذب والخداع.