قال محققو المحكمة الجنائية الدولية الذين التقوا بسيف الإسلام القذافي في مركز اعتقال جنوبطرابلس في وقت سابق من هذا الشهر أنه أعرب عن تفضيله المحاكمة في بلده حتي إذا واجه عقوبة الإعدام. ويعد هذا الاعلان من سيف الإسلام -الابن المحتجز للرئيس الليبي السابق- توافقا مع الحكومة الجديدة عن طريق إعلان معارضته للتسليم ليواجه تهم اقتراف جرائم حرب في لاهاي، حيث قال المحامي الذي كلفته السلطات الليبية بالاشراف علي قضية سيف الاسلام القذافي ان أهالي الزنتان يريدون محاكمة سيف الاسلام في مدينتهم ويقول بعضهم انه اذا تم تسليمه الي طرابلس فانه قد يهرب أو تتم مساعدته علي الهرب. وهذا يمثل عقبة تحاول الحكومة التغلب عليها في اطار سعيها لاظهار أن ليبيا قادرة علي محاكمة سيف الاسلام بموجب المعايير الدولية. كما أكدت المحكمة الجنائية الدولية أيضا أن سيف الاسلام عاني من تعذيب وإساءة معاملة عقب وقوعه في الأسر في شهر نوفمبر الماضي. وذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية علي موقعها الالكتروني الخميس أن التصريحات تبدو وأنها جاءت تحت إكراه بحضور مسئول حكومي كان يراقب النقاش، مشيرة الي أن الترحيل من أجل المحاكمة بالمحكمة الجنائية الدولية سيبعد تهديد حكم بالإعدام حتي إذا تم ادانته في كافة الجرائم في محاكمات جرائم الحرب. وأوضحت الصحيفة أن قضاة من المحكمة سافروا إلي ليبيا قبل اصدار حكم بأن ليبيا تنتهك قرارات مجلس الأمن بعدم تسليمها سيف الإسلام صاحب ال39 عاما والذي كان شخصية مستهترة في يوم من الأيام. ولفتت الصحيفة إلي أن الحكومة في طرابلس تقدمت باستئناف رسمي ضد حكم المحكمة الجنائية الدولية الذي رأي أنها تخرق القانون الدولي، ونوهت الصحيفة إلي أن مسئولين بارزين قالوا إن طرابلس تعد محاكمتها الخاصة لنجل القذافي وإنها حددت منشأة خارج طرابلس لاجراء مثل هذا الحدث. كان المقاتلون القوا القبض علي سيف الاسلام في الصحراء ونقل الي الزنتان الواقعة علي بعد 160 كيلو متر غرب طرابلس في العام الماضي . يشار الي أن الحكومة الليبية تحاول الوصول الي حل وسط مع المقاتلين بتذكيرهم بأنهم لا يخدمون ليبيا بعدم تسليمهم سيف الاسلام ويحاولون اقناع أهالي الزنتان في هذه المرحلة بأنهم لم يقاتلوا ويقدموا كل هذه التضحيات من أجل الزنتان وانما من أجل ليبيا. قال المتحدث باسم المجلس المحلي للمدينة ان البعض في أنحاء ليبيا لا يثقون في الحكومة المركزية الضعيفة لان الامن مازال مشكلة في البلاد وأضاف أن المقاتلين ليست لديهم مشاكل في تسليمه للحكومة بمجرد أن تثبت لهم أنها فرضت الامن بما يكفي لحراسة شخص مثل سيف الاسلام. وقال ان العديد من مؤيدي القذافي مازالوا يعيشون في طرابلس وانهم سيحاولون مساعدة سيف الاسلام علي الهرب مما يجعل محاكمته في مكان احتجازه أكثر أمنا وأضاف أن سيف الاسلام سأله بعض الاسئلة القانونية أثناء اللقاء وأنه عازم علي الدفاع عن نفسه أمام المحكمة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق سيف الاسلام في يونيو حزيران من العام الماضي بعدما وجه ممثلو الادعاء اتهامات له ولاخرين بالضلوع في قتل محتجين خلال الانتفاضة التي أطاحت بوالده. ورفضت المحكمة الجنائية الاسبوع الماضي طلبا ليبيا بتأجيل تسليم سيف الاسلام لمحاكمته في اتهامات بارتكاب جرائم حرب قد تصل عقوبتها الي الاعدام وأمرت المحكمة طرابلس بالوفاء بالتزامها بتنفيذ مذكرة القبض وتسليم سيف الاسلام الي المحكمة دون ابطاء. واستأنفت ليبيا ضد هذا القرار الثلاثاء وتقول المحكمة الجنائية الدولية ان قرارا صادرا عن مجلس الامن التابع للامم المتحدة يلزم ليبيا بالتعاون معها وان فشل ليبيا في تسليمه اليها قد يسفر عن تحويلها الي مجلس الامن.