يبدو أن بند التمويل الاجنبي لمنظمات المجتمع المدني ليس هو الطريق الاوحد للمخابرات المركزية الامريكية ' C.I.A'لبث الفتنة بين ابناء مصر، ونشر الفوضي وهدم المؤسسات وصولا لاسقاط الدولة.. بل هناك طرق اخري تتبعها لتنفيذ أغراضها الاستعمارية الدنيئة بفرض السيطرة والتبعية المهينة علي ولاة أمورنا عبر تسريب وكشف ما يسمي بالوثائق أو الرسائل المتبادلة بين الدول.. وعادة ما تتضمن هذه الوثائق المصطنعة بعض الحقائق لتمرير الكثير من الاكاذيب.. وعادة ما يعلن للخروج من هذا الحرج المقصود عن مطاردة ال'C.I.A' لعميل خرج عن السيطرة وكان سببا في هذه التسريبات التي أحرجت أصدقاء امريكا في المنطقة. ومع التطور التكنولوجي وعصر الانترنت وتطور فن القرصنة سمحت المخابرات الامريكية لبعض المواقع لاختراقها.. وحددت هي أي ال'C.I.A' الوثائق التي تريد أن تنشرها عبر وسائل الاعلام العالمية والعربية.. وهذا الاسلوب الجديد يضفي المصداقية علي كل ما هو مسرب لانه كما هو معلن دون الارادة الامريكية. وقد وقع الاختيار علي منظمة 'وكيليكس' كأداة للاختراق الإرادي، وهي منظمة دولية غير ربحية.. مؤسسوها كما يصفهم الموقع نفسه مزيج من المنشقين الصينيين والصحفيين والرياضيين وتقنيون مبتدئون لشركات عاملة في امريكا وتايوان واوربا واستراليا وجنوب افريقيا. الغريب في الامر هو التسارع المحموم لدي وسائل الاعلام العربية والمصرية خاصة في نشر هذه الوثائق دون التحقق من صحتها أو حتي تحليلها وقد اثارث كثيرا من اللغط عندما عرضت بشخصيات محترمة في المجتمع المصري وألمحت كذبًا إلي انها تلقت تمويلا أمريكيا. الجديد الان هو إعلان وكيليكس عن قيام فريق 'انونيموس' بهجمة في شهر ديسمبر من العام الماضي استطاع خلالها اختراق أجهزة شركة 'ستراتفور' الامريكية المتخصصة في الاستخبارات والتحاليل الاستراتيجية والتي يطلق عليها ال'سي.آي.إيه الخاصة'.. أو 'سي.آي.إيه الظل'.. وحصولها بموجب هذا الاختراق 'المرتب من وجهة نظري' علي 5 ملايين رسالة الكترونية. ويقال إن شركة ال'سي.آي.إيه الظل' ركزت اهتمامها علي منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب علي العراق 2003، وأنشأت شبكة من العملاء والمخبرين والمحللين في المنطقة يطلق عليهم اسم المصادر. وقد بشرتنا الزميلة 'المصري اليوم' باختيارها حصريا ضمن 25 وسيلة اعلامية بنشر رسائل الفتنة التي سربتها شركة ستراتفور 'ظل المخابرات الامريكية' بعد أن أفسحت المجال لفريق ' أنونيموس ' لاختراق أجهزتها الإلكترونية. وأقول رسائل الفتنة لانك ترصد من خلال ما نشر أنها تريد تشويه الجيش المصري ودق اسفين بينه وبين الشعب.. بل واشعال الحرائق في المجتمع المصري والتشكيك في بعض رموزه الوطنية، وهدم المؤسسات، بل ونشر الفوضي وصولا لاسقاط الدولة المصرية وهذا هو الهدف الاسمي للصهيوأمريكية. الاخطر هو ما تحاول أن تظهره رسائل فتنة 'ستراتفور' من تجنيدها لكثير من مصادرها في مصر وأنها اخترقت بشكل مباشر وغير مباشر كافة القوي والاحزاب بل والجهات الرسمية واتخذت منهم مصادر جيدة للمعلومات الاستخبارية.. ملحوظة: 'شركة ستراتفور تدفع بسخاء للمصادر التي تمدها بالابحاث والمعلومات'. وقد أشارت بعض الرسائل التي نشرتها المصري اليوم من خلال الاسماء الوهمية المنسوبة اليها الرسائل أنها جندت مصادر في جماعة الاخوان المسلمين.. ومصادر أمنية رفيعة المستوي.. بل ومصادر دبلوماسية مصرية في الخارج. ففي إحدي رسائل الفتنة التي تستهدف الفتنة بين الجيش والشعب ونشرتها المصري اليوم علي أنها حقائق دون تعليق !!.. دراسة لشخص يدعي 'مافريك فيشر'، أحد الباحثين بمركز ستراتفور، تحت عنوان: 'التحديات المعاصرة.. الحياة بعد مبارك'. وقال فيها السيد فيشر: 'لفهم الربيع العربي يجب أولا فهم العوامل التي أدت إليه، فتطلعات من احتجوا في ميدان التحرير ليست هي ما يستحق النقاش، لكن لابد من البدء بالضرورات الاستراتيجية للجيش'. وأوضح أن الدولة كانت تدار لصالح القيادة العسكرية، فكل شيء، بدءاً من البنوك، مروراً بعمليات الاستيراد والتصدير الزراعية، تم دمجه في سلسلة من حكم الأقلية العسكرية، وبدلاً من العمل علي رفع مستوي مصر اقتصادياً قسمت القلة العسكرية الغنائم المحلية. وتابع: 'واجه 'العسكر' تحديا داخليا يتمثل في توريث الحكم ل'جمال'، وكان الأمر يقتضي عدم سيطرة الجيش علي الاقتصاد، لذلك عمل الرئيس السابق علي خصخصة ممتلكات الدولة، لكن الجيش رأي أن 'جمال' مبتدئ'. وأكد 'فيشر' أنه قبل شهور من احتجاجات 25 يناير وجهت قيادات رفيعة في الجيش إنذارات صارمة ل'مبارك' بالتخلي عن أي آمال في تمرير الحكم لنجله، في الوقت الذي بحثت فيه عن خيارات أخري للإطاحة ب'مبارك'. انتهي الخبر دون تعليق لكن جاء التعليق من جماهير الشعب المصري الواعي وكان أبلغ التعليقات.. أغبياء وهل نثق فيما تقوله عصابات المخابرات الامريكية الارهابية.. وتعليق آخر لرشا زايد يقول: وكيليكس ده أكبر كذبة أمريكية لإثارة الشعوب العربية، ونفس الكدبة بتستخدم لاثارة الشعب علي الجيش والتحريض ضده.. يا تري التحريض ده لمصلحة مين؟.. هي مصر هانت علينا للدرجه دي.. حسبنا الله ونعم الوكيل.