عزيزى المواطن أين انت مما يحدث؟ عزيزى المواطن هل اقتصر دورك على متابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام المختلفة كما لو كانت شريط فيلم سينمائى يمر أمامك اعتقادًا منك أن هذه هى مشاركتك المطلوبة وكفى ؟! أم انك أصبحت ترى مثل هذه الأنباء التى تدمى الوطن كما لو كانت أمورًا اعتياديةً؟! إنها تساؤلات اطرحها على مجتمعى وأبناء بلادى بل بلداننا العربية بعد أن فرض علينا الإرهاب البغيض هذا النمط من الحياة الدامية التى بتنا نغرق فيها! واطرح من خلالها بعض أنماط المشاركة فى مكافحة هذه الآفة التى ابتلينا بها وربما كان أهمها درجة وأولها درجة اليقظة لما يدور من حولنا واستخدام الحس الأمنى- إذا ما جاز التعبير- الموجود بالفطرة عند اى إنسان لملاحظة أى أمور غير طبيعية محيطة، خاصة أن البعض يعتقد أن هذا أمر لا يعنيه ويتصرف بسلبية شديدة ومن هنا يجىء الدور الثانى للمواطن ألا وهو ضرورة التوعية داخل منزله أو من خلال مكان عمله إضافة إلى أهمية دور وسائل الإعلام فى بث هذه الروح من التوعية والانتماء فى الصغار والمواطنين من خلال مختصين وليس بالطرق الخاطئة أو الموتورة التى ينتهجها بعض الوافدين على الوسط الإعلامى اجتهادًا منهم! إن إعلان الحداد لا يعنى فقط وضع الشارات السوداء على جميع الشاشات أو تنكيس الإعلام وإنما يعنى أن نُفْهِمَ صغارنا فى بيوتنا حقيقة ما يدور وأن نبث فيهم روح الانتماء والشعور بالمسئولية وان نتعامل مع هذه الحوادث من منطلق آخر وبأسلوب غير تقليدى كالذى ننتهجه بالفعل! وبقى لى أن أشير إلى ضرورة كشف جميع أولئك الذين ينتهزون هذه الفرص والحوادث ليهاجموا الأزهر الشريف ويحملوه المسئولية رغبة منهم فى هدم هذه المؤسسة الاسلامية الوسطية والتى تعد كل ما تبقى لنا فى ظل هذا العالم المتطرف بجميع أشكال التطرّف وأن أثمِّن خطوة الأزهر الشريف التى قام بها فى مساندة مسلمى الروهينجا، ومواقفة المشرفة اضافة بالطبع إلى الجهود الحثيثة فى تصحيح الخطاب الدينى انطلاقًا من مسئوليته التاريخية، حفظ الله مصر وشعبها كنانة الله فى أرضه وسائر بلاد العرب والمسلمين.