قال الدكتور " محمد بديع " المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إن الجماعة وحزب الحرية والعدالة يستعدان لإقامة " أول حوار وطني من أجل مصر " الثلاثاء القادم ، بمشاركة كل الأطياف والقوي السياسية في مصر ، وذلك بمقر الجماعة بالمقطم من أجل التحاور في جو من الديمقراطية حول مستقبل مصر. وأضاف بديع أنه سيتم بحث كل القضايا الداخلية والخارجية لتأكيد ريادة مصر علي مستوي العالم العربي ، باعتبارها محورا هاما في المنطقة العربية ، خاصة بعد تلقي العديد من الدعوات لحضور مؤتمرات عالمية للمشاركة في حل نزاعات إقليمية ودولية في كشمير وبنجلاديش ، مشيرا الي أنه سيتم استضافة كل أطراف هذه المشكلة الفلسطينية للتأكيد علي دورالمصريين في المبادرة ، ولوضع إطار عام لإنهاء النزاع بين الفصائل وجمع الأطراف المختلفة . تصريحات المرشد العام للجماعة ،جاءت في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء ، عقب إدلائه بصوته في انتخابات مجلس الشوري بمدرسة الحديثة بنات بمدينة بني سويف . وأشار " بديع " إلي أن اللطمة الشعبية تصدت لكل الدعاوي الداعية للعصيان المدني وتعطيل الإنتاج ، حتي يلقن المصريون أصحاب هذه الدعاوي درسا بليغا ، ما أكد ثقة الشعب المصري في مؤسساته وعلي رأسها الجيش والقضاء المصري . و دعا " بديع " المصريين أن يمنحوا المؤسسات الدستورية حقها في ممارسة اختصاصاتها المنوطة بها ، وأولها مجلس الشوري باعتباره مؤسسة مكملة لمجلس الشعب مع مراجعة أعمالهما ، قائلا: " علينا أن نحدد اختصاصات دستورية لمجلس الشوري ، حتي لا يكون مجلسا صوريا ، خاصة بعد أن دعت قوي عديدة إلي إلغاء المجلس معتبرة إياه مجلسا بغير اختصاصات ، ونحن نريد أن نؤكد لهم أننا كمصريين أصحاب الحق في تعديل وتطوير بعض اختصاصات مجلس الشوري حتي يكون ذا فائدة تشريعية يسير إلي جوار مجلس الشعب في وضع الدستور الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية ، وسن القوانين ، ومراقبة التشريعات ، ويضم الحكماء من أبناء مصر " . وأشاد " المرشد " بالروح الوطنية للشعب المصري الذي لم يشغله همه المحلي وبادر بالتبرع لدعم إخوانه في سوريا ضد الطاغية الذي يقتل أبناء شعبه مستخدما جيشه ، وندد بالضغوط التي تمارسها قوي الشر في روسيا والصين في سبيل عدم اتخاذ عقوبات ضد هذا النظام الذي يمارس القتل بحق شعبه الأعزل . وأكد " بديع " في تصريحاته " أن ما شهدناه من رغبة بعض القوي الدولية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة في التدخل بشئون مصر الداخلية من خلال المعونات ، يجد رفضا منا ومن الشعب المصري ، ونؤكد أنهم إذا كانوا قد استخدموا أموال المنح والمعونات لتخريب عقول بعض الشباب المصريين ، فإن الشعب بأكمله قد فهم وأدرك غرضهم ، وأصبح مدركا لأبعاد ذلك التدخل السافر الذي نخطط للانسلاخ منه بدعم اقتصادنا وزيادة مواردنا للاستغناء عن هذه المعونات المشبوهة ، التي ساهمت في زرع الفتنة وتدريب الشباب وبعض القيادات البارزة ، علي العصيان ضد رغبة القوي الوطنية خصوصا ، وضد رغبة المصريين علي وجه العموم " . ونوه بديع أنه " تلقي العديد من الاتصالات من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي ، التي تستنكر القبض علي بعض عناصرها المتورطة في قضايا التمويل الخارجي ،مرددا : قلت لهم هل تثقون في قضائكم ؟، فردوا : نعم ، فقلت لهم : ونحن أيضا نثق في قضائنا وننتظر حكم القضاء فيما يخصهم " . وقال "بديع " إن جماعة الإخوان المسلمين لم تتهرب من مسئولياتها الوطنية في هذه الظروف الحرجة من تاريخ مصر ، وأننا عندما طرحنا فكرة عدم الترشح لرئاسة الجمهورية ، كان ذلك من منطلق الحرص علي وحدة كل القوي الوطنية ، وتضامنها إلا أننا فوجئنا بقوي خارجية وداخلية تكيل لنا الاتهامات الظالمة ، وأننا غير قادرين علي تحمل المسؤولية ". واستدرك بديع قائلا : من هنا جاء تفكيرنا في الإعلان عن رغبتنا في المشاركة في حكومة ائتلافية تشارك فيها كل القوي الوطنية ، دون سيطرة أو انفراد من أي من القوي ، بشرط أن تكون حكومة دائمة مستقرة وليست مثل الحكومة الحالية المؤقتة ، لتضع الخطط لمستقبل مصر علي المدي الطويل ، في ضوء الحرية والديمقراطية التي نعيشها في ظل أول مجلس شعب منتخب بإرادة شعبية حرة ، ومجلس شوري فعال خاصة بعد أن نجح مجلس الشعب في جمع الرأي العام حوله ليتابع فعالياته ويحاسب نوابه أولا بأول ، و يتابعهم عبر شاشات التليفزيون ، ليضرب الإعلام الخبيث الذي لا يريد الخير لمصر في مقتل ، ويؤكد الدور الرائد للإعلام في صنع مستقبل هذا الوطن ، بديلا عن فضائيات الإثارة التي يرفض الشعب منهجها وأسلوبها ، وكادت تتسبب في حرب بين مصر والجزائر من أجل مباراة للكرة بين البلدين ، ". وناشد بديع المصريين بضبط النفس والانتظار لما تسفر عنه مجريات التحقيقات والقضاء العادل في نتائج التحقيقات في مذبحة بورسعيد ، مؤكدا الثقة في القضاء والجيش الذي حمي الثورة ورعاها ، ولم ينح منحي الجيش السوري الذي انحاز لبشار وسعي في شعبه الأعزل ذبحا وتقتيلا " حسب تصريحات المرشد العام للجماعة .