منذ سنوات ليست ببعيدة اختارنى لتصوير شخصية ظابط شرطه بمسلسله الذى كان يقوم بإخراجه من انتاج شركة صوت القاهرة .. وكان مطلوبا منى اقتحام فصل دراسى والقاء القبض على المدرس ( الصديق الفنان طارق دسوقى ) والناظر ( الفنان سيد زيان رحمه الله ) .. ولاننى رايت وقتها عدم تربوية الفعل نفسة فكيف للشرطة ان تقتحم مدرسه وتروع التلاميذ وتهين اساتذتهم مهما كانت الاسباب او المبررات الدراميه .. فذهبت اليه وقبل ان اناقشة فى الامر وجدته يبادرنى بجملته الشهيرة : حبيبي يا جمعه متقلقش انا فاهمك وعارف هتقول ايه ..!! وقام بالفعل بتغيير السيناريو بالكامل ليتم القاء القبض عليهما بعيدا عن اعين الطلبه واولياء الامور ومنذ هذا الموقف اصبحنا اصدقاء نتبادل دائما الراى والمشورة والطموح والاحلام والاحترام .. لاننى كنت اراه مخرجا كبيرا للدراما رغم براعته ونبوغة فى مجال البرامج والمنوعات .. وكثيرا ما سمعت عنه من نجمات ونجوم الفن انه لو اهتم بالدراما التليفزيونيه لنافس شقيقة البارع والمخرج الكبير مجدى ابوعميرة
وتمر الايام وافاجا بل واصدم واثق ان ذلك كان شعور كل من عرفه عن قرب وتعامل معه .. وسبب الصدمه اننا رايناه يقبل على نفسه الاستمرار رئيسا لاتحاد الاذاعة والتليفزيون فى زمن الجماعه الارهابيه بل ويتعامل مع وزير اعلامهم وشاهدنا له صورا كثيرة مخجلة ولا تليق به وبنا كابناء ماسبيرو .. حيث بدت الصور وكأن هناك ثقة وودا بينهما واكثر ما ادهشنا انه استمر على هذة الصورة ولم يهتم بعتابنا او ينشغل بكلامنا عنه وحوله من خلف ظهرة ..!! وبمنتهى الوضوح راة معظمنا ضعيفا متخاذلا خائفا على نفسة ومناصبة ومكاسبه ..!!
ورغم صداقتنا ومحبتنا الا اننى لم استطع التعامل معه او الذهاب له طوال هذة الفترة رغم انه كان وبحكم منصبة رئيسا لمجلس ادارة مجلتنا التى اتشرف بعملى بها نائبا لرئيس التحرير لدرجة اننى طلبت من جميع رؤساء مجالس الادارات قبله وبعدة تطوير المجلة الا هو..!!
ومع قيام ثورة 30 يونيو اشفقت عليه وتوقعت ان يبتعد ويتوارى عن الانظار خجلا مما فعل الا ان ماحدث كان على غير ذلك تماما وفوجئت باختيارة عضوا بالهيئة الوطنيه للاعلام برئاسة الزميل المحترم حسين زين وبقرار من الرئيس السيسي وشاهدته وانا كلى ذهول وهو يقسم اليمين امام البرلمان مع الاصدقاء والزملاء الذين تم اختيارهم لهذة المهمه الوطنيه الاهم على الاطلاق فى تاريخنا الاعلامى المعاصر .!! ولحظتها لم استوعب ما يحدث وايقنت اننا فى زمن التلون وعدم الصدق وانه لا مجال للمخلصين والشرفاء والناجحين وبمنتهى الامانه ظننت به كل السوء وقلت ما قاله سعد زغلول كما نردد دائما : مفيش فايدة .!!
واستمر هذا هو شعورى وانطباعى وحدث ان تواجدنا صدفه بمبنى ماسبيرو ووجدتنى ابتعد عن مكان تواجدة حتى لا اضطر الى تحيتة او حتى الكلام معه وشاهد ذلك مسؤل وشخصية كبيرة ولها احترامها وتقديرها ومعروف عنها الوطنية الشديدة وفوجئت بهذة الشخصية تتصل بي وتطلب اللقاء معى بمكتبه لدقائق .. واثناء اللقاء اكتشفت مالم اكن اتوقعه او يخطر ببالى .. حيث علمت بالادله القاطعه ان كل ما كان يفعله هذا الرجل كان محسوبا ومطلوبا .. فوقتها لا مجال لاى شئ الا الحفاظ على الوطن .. وان صورة مع وزير اعلام الجماعه الارهابيه والتى نشرها وينشرها البعض هى حجة له وليست عليه .. فلو كان فعل غير ذلك لاقالوة وتصرفوا كيفما ارادوا .. ولكنه اوهمهم بالسمع والطاعه وكان يحضر اجتماعات الوزير ويخرج ليطلب من رؤساء القطاعات عدم تنفيذ اى شئ مما قيل .. وكان حريصا كل الحرص على التوازن مابين الاداء المهنى والحفاظ على حقوق كل الزملاء بماسبيرو وبين عدم المساس بقيم وثوابت الوطن واهمها استمرار الاحترام للجبش والشرطة والقضاء ومؤسسات الدوله .. وهو الدور الذى لعب عكسه تماما معظم الاعلام الخاص سواء بجهل وغباء او بعلم ولاهداف خاصة بهم !!
ولفت نظرى بشدة انه لم يحاول ابدا الدفاع عن نفسة او تبرير ما يقال حوله .. واستمر فى انجاز كل مهمة تسند اليه بنفس الاخلاص والدأب والاصرار على النجاح .. والتقيته مؤخرا وحينما سالته مستوضحا كانت اجابته بنفس مفرداته وبشاشته المعتادة ان كل ما يعرف لا يقال وكل ما يقال ليس الحقيقة وانه لم يحن الوقت للكلام عن تفاصيل كثيرة عاشها بنفسة وهو فخور بما فعل مهما ظلمة غيرة ومهما قالوا عنه !!
انه المخرج الوطنى والمصرى الاصيل شكرى ابو عميرة الذى اعترف اننى مدين له بالاعتذار عن ظنونى به وارجوا من كل من ظلمه ظنا او يقينا ان يراجع نفسة ويحكم عقلة ويتفهم ان شيئا مما قيل عنه لو كان صحيحا ما اختارة الرئيس عضوا باهم هيئة وطنيه تدير الاعلام المصرى وما سمح له احد باداء اليمين امام برلمان الشعب !!