الأزمة الاقتصادية التى يعيشها المصريون كان لها تأثير سلبى على أضحية عيد الأضحى هذا العام، لا سيما وأن العيد يأتى قبل موسم المدارس بأيام قليلة بالإضافة إلى تكلفة نقل الأضحية من مكان تواجدها إلى مكان ذبحها، كان لكل هذا تأثير على تغيير فكر المواطنين تجاه الأضحية. حيث انقسم المجتمع إلى فئات؛ فئة قررت الامتناع عن الذبح وفضلت الاتجاه إلى نظام الصكوك نظرًا للارتفاع الكبير فى الأسعار وفئة أخرى تحايلت على الموقف بزيادة عدد الأفراد فى الأضحية الواحدة من أربعة أشخاص إلى سبعة وثمانية أشخاص وفئة أخيرة اتجهت إلى خفض أوزان الأضحية كما كان للأزمة الاقتصادية تأثير على تحديد سعر الأضحية لهذا العام فمن المعروف ان مزارع تربية الحيوانات تقوم بتحديد اسعارها قبل عيد الأضحى بشهرين ولكن هذا العام لم يتحدد السعر سوى من أيام قليلة بسبب الارتفاع فى أسعار الأضاحى يوما بعد يوم. ريهام فاروق ربة منزل تقول إنها لم تحجز الأضحية هذا العام إلا منذ أيام قليلة رغم أنها كانت تقوم بحجزها بعد انتهاء أجازة عيد الفطر مباشرة والسبب كما أخبرها صاحب المزرعة أنه يؤجل تحديد السعر نظرًا لارتفاعه بشكل مستمر، كما أنها غيرت من اتجاهها للأضحية فبعد أن كانت تقوم بذبح "عجل " هى وأفراد عائلتها قررت هذا العام ذبح "خروف "صغير من أجل تطبيق السنة وإرضاء للعديد من الأسر التى تعودت منها على أضحية العيد. اما سلمى خالد مدرسة لغات فتقول: إن المزرعة التى كانت تحجز من خلالها كل عام امتنعت هذا العام عن تربية المواشى بسبب التكلفة الكبيرة فى علف الماشية مما جعلها تبحث عن مزرعة أخرى ووجدت أن الأسعار زادت إلى الضعف فأصبح الخروف الصغير لا يقل عن 4000 جنيه بالإضافة إلى 500 جنيه تكلفة النقل إذا كان خارج نطاق المحافظة التى تعيش فيها حيث يصل سعر الكيلو من الخروف البلدى إلى 65 جنيها مقابل 37 جنيها العام الماضى بينما الخروف البرقى وهو لا يربى إلا فى محافظة البحيرة وصل إلى 70 جنيها بعد أن كان يباع 42 جنيها فى العام الماضى. ووصفت الحاجة مديحة محمود، أسعار الأضاحى هذا العام بأنها "جنونية" مضيفة أنها وأولادها الثلاثة كانوا يشتركون فى أضحية العيد وهى عبارة عن "عجل" يقسم بالتساوى بينهم، ولكن هذا العام قاموا بإدخال ثلاثة أشخاص آخرين بسبب الارتفاع الكبير فى ثمن الأضاحى فقد وصل سعر "العجل الصغير " الذى لا يغطى سوى كمية محدودة من اللحم حسب وصفها إلى 25 الف جنيها!! فأكثر ويتراوح سعر الكيلو ما بين 58 جنيها إلى 63 جنيها حسب الوزن فكلما زاد وزن الأضحية انخفض سعر الكيلو فيها. ومن جانبة أكد سامى عبد الوهاب المدير المسئول عن فرع إحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة كفر الشيخ أن الجمعية لها ما يقرب من 65 فرعًا على مستوى الجمهورية وقبل عيد الأضحى بشهرين يتم تجميع عدد الأسهم التى تشارك فى الأضاحى وأنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أن تأثيرها كان محدود لأن من تعود على المشاركة فى أضحية العيد يستعد لها منذ فترة كمن يجهز نفسه لقضاء مناسك الحج أو العمرة حسب تعبيره. موضحا أن الأزمة الاقتصادية كان تأثيرها من خلال عدد الأسهم التى كان يشارك بها المضحى فبعد أن كان يشارك بثلاثة أسهم فى الأضحية أصبح يشارك بسهم واحد أو اثنين. مضيفًا أن فرع الجمعية بمحافظة كفر الشيخ جديد العهد بقصة الأضاحى ولذلك فلم يتم الاستعداد لها إلا منذ أيام قليلة ورغم ذلك تم تجميع 21 فردًا يشاركون فى ثلاث أضاحى بمعدل سبعة أشخاص فى كل أضحية بالإضافة إلى أضحية رابعة تم تجميعها من تبرعات الصدقات التى تأتى إلى الجمعية.