«لقد وقع فى الفخ» جملة من إحدى المسرحيات الشكسبيرية، لكنها أصبحت راسخة فى أسماعنا بصوت الزعيم عادل إمام فى فيلم «مرجان أحمد مرجان»، لكن هناك فى الواقع من ينطبق عليهم هذه المقولة، وهناك مثال صارخ فى الوسط الفنى للوقوع فى فخ «الغرور» و«الكبرياء» و«العنجهية»، وهو النجم الشاب محمد رمضان، الذى لم يحصل على صك «النجومية» إلا منذ بضع سنوات، وأصبح يتحدث عن نجوم تربعوا على عرش النجومية لعقود، بنعرة كبرياء متهورة، وفى مقدمتهم الزعيم عادل إمام، الذى ضرب رقمًا قياسيًا فى النجومية، عندما قال «رمضان» عنه: «وإيه يعنى لما أمثل قدام عادل إمام»!!! وقال «رمضان» فى تصريحات أدلى بها مؤخرًا لأحد المواقع الإلكترونية إنه رقم واحد فى مصر، وأضاف أن الدليل على ذلك أن مسلسلاته وأفلامه، عندما تعرض على شاشة الفضائيات، تخلو الشوارع من المارة وتكتظ المقاهى بالحضور، وتابع فى نرجسية زائفة: «مين ميعرفش حبيشة ولا رفاعى الدسوقى». و«رمضان» لا يبدو بعيد المسافة عن الشخصيات الشعبية التى تتسم بالبلطجية، فهؤلاء لا يعرفون اللباقة ولا احترام التاريخ أو حتى الجغرافيا.. إنه يتصرف مثلهم، عندما تباهى وتفاخر بعدد السيارات التى يمتلكها، تصرفات تكشف «التحول المرضى» فى حياته، فهل ننتظر منه أن يحترم الرموز، بينما لم يحترم مشاعر الجماهير التى منحته الشهرة والمال؟! هناك معادلات فى الحياة ليس لها استثناءات فى النتائج، فنتيجة «الغرور» تساوى الانهيار، وكانت نتيجة «العنجهية» للفنان الشاب، فشله على خشبة المسرح من خلال مسرحية تحمل اسمه، ولم يستوعب عقله أن نجوميته تنصب لدى شريحة معينة من البلطجية الجدد، الذين طفحوا على جلد المجتمع بفعل الانهيار الأخلاقى، بينما الطبقة المتوسطة والمثقفة تنفر منه، وترى فنه «وباء» ساهم فى انتشار البلطجة. وكانت الصفعة الثانية على وجه «رمضان» من خلال فيلم «جواب اعتقال» الذى كان يعتقد أنه سيتصدر الإيرادات، لكنه انهزم أمام نجومية أحمد السقا، الذى يحترم المجتمع وانحنى أمام رغبة الجماهير عندما عنفته على فيلم «إبراهيم الأبيض»، فلم يعد إلى هذه النوعية من الأفلام التى تحاكى حياة البلطجية، فما هو الحال بالنسبة لفنان حصل على صك نجوميته من «البلطجة»، هل يريد أن تغفر له الجماهير وتجعله نجم الشباك الأول، عندما يغير جلده من خلال فيلم «جواب اعتقال»؟، إنه ليس المفضل فقط لدى البلطجية الذين عزز بداخلهم أنهم نجوم وعليهم أن يتفاخروا بجرائمهم، إنه يحاول استجداء باقى طبقات المجتمع، بعد أن أفاق من وهم النجومية الطاغية، التى أصبحت فى طريقها للزوال. انخدع «رمضان» بحب شريحة من الجمهور، و«غرته» صيحات الإعجاب والتصفيق، دون أن يدرك، الحقيقة الخالدة، لاشىء يدوم للأبد، وبين عشية وضحاها، يمكن أن يفاجأ بالأيادى التى أتعبها كثرة «التصفيق»، تحولت فى القريب إلى أيدٍ تقذفه بالحجارة، وينحسر بريق الشهرة، وتنطوى صفحة النجومية فى غمضة عين.