على عكس الكثيرين، لم أر غرابة في تضحية السلطان التركي المزعوم «أردوغان» بعلاقته مع دول الخليج وعلى الأخص السعودية في سبيل دعم حليفه الأثير تميم بن حمد أمير قطر، فكلاهما ضالع في التآمر والإرهاب ومحاولة تقويض الأمن القومي العربي عن طريق دعم الجماعات الإرهابية- لا سيما جماعة الشر الإخوانية- في مصر وليبيا وسوريا. ولكل ذي عينين، نرى قيادات الإرهاب من الإخوان يرفلون في نعيم الدوحةوأنقرة.. وجاهةً ومالاً حراماً، وإعلاماً عبر قنوات معادية لكل المشاعر الوطنية المصرية، ولم لا وأبجديات الإخوان ترى الوطن «حفنة من تراب عفن» كما قال كبار دهاقنتهم؟!! ويبدو أن «أردوغان» يقوي قلب حليفه الصغير تميم لمواجهة إجراءات الدول الأربعة المقاطعة لقطر(مصر- السعودية- الإمارات- البحرين) لإجبارها على وقف دعمها للإرهاب بدول المنطقة، وآخرها المطالب ال 13 الأخيرة، والتي رفضتها قطر بكل غرور وصلف حيث أرسل «أردوغان» 100 مدرعة حربية لتأمين تميم عقب البيان الرباعى العربى، فضلاً عن تمركز 50 سيارة كروز أمام مقر إقامة العائلة الحاكمة، بالإضافة إلى تمركز 3 آلاف جندي تركي (قابلين للزيادة) لحماية لحماية المنشآت القطرية وقصورها حكامها من آل ثاني، كما حركت تركيا أكثر من 144 طائرة على متنها مواد غذائية لإغاثة «الصديق القطري»!! وقد دأب أردوغان على دعم قطر مردداً أن مطالب دول المقاطعة الأربع من الدوحة «غير مقبولة»، وأنه لا يمكن أبداً القبول بأن قطر « بمثابة دولة إرهابية»!! وهو الأمر الذي يؤكد أن أنقرة لا تدعم قطر نظراً للعلاقات الطيبة التي تصل لدرجة التحالف فقط، ولكن أيضًا لأنها ترى الكثير من المشتركات بينها وبين الدوحة على صعيد الاتهامات الموجهة للأخيرة، لاسيما العلاقة مع حركات الإسلام السياسى (الإخوان بالأساس)، وفصائل المعارضة السورية المسلحة، وبالتالى يثور التخوف التركي من أن يتكرر مع «أردوغان» نفس السيناريو الحاصل مع قطر على طريقة «أُكلت يوم أًكل الثور الأبيض»!!، لا سيما وأن الدعم التركي ل«داعش» تحديداً معروف وموثق ومفضوح؟!! وفي ظل الموقف الأردوغاني من قطر وتميمها، علينا أن نفكر جدياً فيما قاله مؤخراً- وفقاً لصحيفة «الزمان» التركية - الخبير في الشأن التركي «مايكل روبين».. وهو باحث في معهد «أمريكان إنتربرايز»، ومسئول سابق في «البنتاجون».. من أن السؤال الذي يتوجب على البيت الأبيض التفكير فيه لا يتمحور حول كيفية التحالف مع تركيا، بل كيفية إدارة انهيار تركيا بسبب سياسات «أردوغان»!!