يعقد العالم آمال كبيرة على أعمال قمة العشرين التي ستنعقد هذه المرة بهامبورج بألمانيا يومي السابع والثامن من يوليو الجاري ، ولهذا فإن القمة هذه المرة تنعقد وسط ما يمر به العالم من أزمات دولية عاصفة تتعلق بالإرهاب والتطرف وملف الهجرة والمهاجرين ، والمجاعات والأمراض التي تجتاح الكثير من الدول الفقيرة ، والتحولات المناخية ، وسياسة الحمائية " التقيد في حركة السوق بين الدول " والأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على روسيا والحرب في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، والقضية الفلسطينية ، ومؤخرا موضوع الأزمة الخليجية . كما سيتضمن الاجتماع الذي سينعقد تحت شعار " من أجل عالم متصل " الاستثمار في المستقبل المشترك والتحالف من أجل تقليل النفايات البحرية والشراكة الاستثمارية في أفريقيا ، والتغير المناخي و قضايا الأمن والتجارة الحرة وغيرها من القضايا ، ولهذا فإن تلك القمة تنعقد وسط اختلافات كبيرة في السياسات والمصالح لكثير من دولها ومنها عدم تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بالانسحاب من اتفاقية المناخ التي عقدت بباريس لحماية البيئة لأنه يرى وفق برنامجه بأن واجبه هو توفير العمل للشركات والأفراد داخل بلده في الوقت الذي تريد فيه معظم الدول وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي من أمريكا الانخراط في اتفاقية المناخ التي تعمل لصالح سلامة الكوكب وبالتالي عدم رضاها لسياسات وتوجهات ترامب بخصوص ملف المناخ وغيرها من الملفات التي تدخل في إطار سياسة الحمائية التي يتبعها ترامب ، ناهيك عن اختلافات الدول حول ملف الإرهاب والصرعات والحروب الطاحنة داخل الشرق الأوسط مما سيجعل القمة صعبة هذه المرة . ومن المنتظر أن يشارك في القمة الكثير من قادة الدول وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي ترامب ، والرئيس الروسي بوتين ، والمستشارة الألمانية ميركل ، والرئيس الفرنسي ماكرون ، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وغيرها من رؤساء حكومات باقي الدول وفي غياب الملك سلمان بن عبد العزيز بسبب مواقف ألمانيا المتعاطف مع قطر في الأزمة الخليجية مع إفاده لوزير ماليته محمد الجدعان للمشاركة نيابة عنه في القمة ، ومن المتوقع وجود احتجاجات ومظاهرات حاشدة داخل مدينة هامبورج ضد قمة العشرين من جانب الألوف من المحتجين على الفقر والعولمة وسياسة التقشف التي تنتهجها الدول الكبرى وتغير المناخ والصراعات الدولية من خلال وجود مسيرات سلمية أمام مقر انعقاد القمة تطالب قادة دول العشرين بالعمل على وجود عالم أفضل وأكثر عدلا ، يحدث ذلك وسط حضور أمني مكثف وتحصينات أمنية كبيرة ستتخذها ألمانيا لتأمين تلك القمة التي ينتظر منها العالم نتائج هامة ومرجوة لتحقيق ما يصبو إليه .