ولد عاطف الطيب في 26 ديسمبر عام 1947 بجزيرة الشورانية مركز المراغة بمحافظة سوهاج، وتخرج من المعهد العالي للسينما - قسم الإخراج عام 1970، وعمل أثناء الدراسة مساعداً للإخراج مع مدحت بكير في فيلم "ثلاثة وجوه للحب" عام 1969، وفيلم "دعوة للحياة عام 1973"، كما عمل مساعداً للمونتاج مع كمال أبو العلا. التحق، بعد تخرجه، بالجيش لأداء الخدمة العسكرية، وقضى به الفترة العصيبة "1971 1975"، والتي شهدت حرب أكتوبر 1973. وخلال الفترة التي قضاها بالجيش، أخرج فيلماً قصيراً هو "جريدة الصباح" عام 1972 من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة. ثم عمل في عام 1973 مساعداً للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس"، وفي عام 1978 قام بإخراج فيلم قصير من إنتاج المركز التجريبي اسمه "المقايضة". وفي عام 1979 عمل مساعد مخرج ثاني مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية... ليه؟"، وفي عام 1981 مع المخرج محمد شبل في فيلم "أنياب". عمل كمساعد مخرج في أفلام أجنبية عديدة، والتي تم تصويرها في مصر، حتى بدأ في إخراج أول أفلامه الروائية "الغيرة القاتلة" عام 1982 وتوالت بعدها الأعمال والنجاحات. ارتبط اسمه ارتباطا مباشرا ووثيقا بقضايا المواطن المصري البسيط وبحقوقه التي كفلتها الحياة له، ولذلك فقد كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل النقدي وغير النقدي لما تتطرق إليه من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة على السواء وقضايا الحرب ضد الاستعمار بجميع أشكاله وأيضا القضايا التي تخص العلاقة بين المواطن والسلطة ممثلة في أي من أجهزتها ومؤسساتها، وهو ما يمكن أن نلاحظه في الكثير من أفلامه مثل "التخشيبة" و"الزمار" عام 1984 والذي لم يعرض على الجمهور بل تم عرضه في عروض خاصة على الرغم من اشتراكه في مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1985 ومهرجاني برلين والقاهرة، وفيلم "ملف في الآداب" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"البريء" عام 1986، و"كتيبة الإعدام" عام 1989، و"الهروب" عام 1991، و"ناجي العلي" عام 1992، و"ضد الحكومة" عام 1992. نال إشادات كثيرة من النقاد، الذين أجمعوا على أنه برع في استخدام ممثليه لتوصيل فكرة بشكل واع وجميل حيث استفاد من قدراتهم التمثيلية، بل إنه في بعض أفلامه اعتمد وبشكل أساسي على تلك القدرات الأدائية مثل أداء أحمد زكي في "الهروب" و"البريء" وأداء نور الشريف في "ناجي العلي" ومحمود عبدالعزيز في "الدنيا على جناح يمامة". لم يتمكن عاطف الطيب من إتمام فيلمه الأخير "جبر الخواطر" بسبب وفاته في 23 يونيو 1995 بعد إجرائه عملية في القلب، وقام المونتير أحمد متولي بعملية مونتاج الفيلم منفرداً. وقد قدم خلال خمسة عشر عاماً هي مشوار حياته الفني واحداً وعشرين فيلماً سعى فيها إلى تقديم صورة واقعية عن المواطن المصري والمجتمع المصري. توفي المخرج الكبير عاطف الطيب في 23 يونيو 1995.