هذا ما جنته قطر.. تمت محاصرتها.. انخفضت عملتها.. سدت كل المنافذ فى وجهها. جلبت السخط عليها بأفعالها وتشبثها بما تطلق عليه ثوابت خرجت بها عن خط الأمة العربية. لا سيما عندما تحالفت مع جماعات الاسلام السياسى وجماعات العنف والارهاب مثل القاعدة وداعش وجماعة الاخوان المسلمين، وهى الجماعات التى دعمتها قطر بالاعلام والسلاح والمال، وتبنت ايواء المتطرفين الذين يسعون إلى ضرب استقرار ووحدة الوطن فى الداخل والخارج. ولقد رأينا كيف دعمت العمليات الارهابية فى سيناء وتدخلت فى الشأن الداخلى المصرى بصورة تهدد الأمن القومى العربى وتعزز الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط يستهدف وحدة الأمة ومصالحها. ولهذا كانت مصر على حق فى قطع العلاقات مع قطر وهى خطوة تأخرت كثيرا لا سيما بعد أن ظل هناك اصرار من قطر على اتخاذ موقف معاد من مصر استخدمت خلاله وسائل اعلامها فى اثارة الفتنة عبر قناة الجزيرة المشبوهة التى وفرت منبرا لاعضاء جماعة الاخوان. تمادت قطر فى تبنى نفس السياسات التحريضية الملتحفة بالارهاب بدعوى عدم تنازلها عما تسميه بقرارها الوطنى وسيادتها. نكثت بالتزاماتها الدولية وخرقت الاتفاقات التى وقعتها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجى، والتى كان محورها مواجهة الارهاب، فارتكبت بذلك انتهاكات جسيمة بهدف شق الصف الداخلى فى الدول العربية والمساس بسيادتها عبر احتضانها لجماعات ارهابية وطائفية تستهدف ضرب الاستقرار فى المنطقة، والشروع فى الترويج لمخططات هذه الجماعات عبر قناة الجزيرة قناة الاثم والعار. ولهذا فإن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لم يكن مفاجئا كما أنه لم يكن مبالغا فيه، فالأزمة بين دول الخليج وقطر ليست وليدة اللحظة فهناك عوامل لتفجيرها بالشكل الحالى وأهمها دور قطر فى دعم الارهاب رغم كونها عضوا فى التحالف الدولى الذى يحارب داعش. هذا فضلا عن أن الطائرات الأمريكية تنطلق من قاعدة العديد فى قطر لضرب قواعد وقوات تنظيم داعش فى العراق وسوريا. كان لا بد من قطع العلاقات بعد أن وصلت حدة التوتر بين قطر وجيرانها الخليجيين ومصر إلى مستويات غير مسبوقة، فكان أن أغلقت دول الخليج المجاورة حدودها معها، كما أغلقت مصر مجالها الجوى وموانئها أمام جميع وسائل النقل القطرية. وهى الاجراءات التى قالت عنها قطر إنها تهدف إلى وضعها تحت الوصاية بما يعد انتهاكا لسيادتها. ولا شك أن الأمة العربية اليوم فى أمس الحاجة إلى الحوار كوسيلة وحيدة لتسوية الخلافات العالقة واحترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها. لقد تحركت الكويت من خلال سمو الأمير صباح الأحمد فى محاولة للوساطة من أجل جسر الهوة بين الأشقاء والدعوة إلى الحوار كوسيلة وحيدة لتسوية الخلافات واحترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها. والأمل أن تبقى الصعوبات الحالية ظرفية، وأن تتغلب الحكمة والتعقل لا سيما مع النظر إلى الرهانات الكبيرة التى تواجه الشعوب العربية وعلى رأسها الارهاب. الأمل اليوم أن تصبح الكويت بوابة السلام، وأن يتم تبديد سحب الخلاف. وهنا نقول إنه حان الوقت لأن تعود قطر إلى رشدها، فتتخلى عن سياستها العدوانية تجاه الدول الشقيقة وأن تتوقف عن التدخل فى شئونها لإحداث القلاقل والفتنة، وأن تتوقف عن صياغة المخططات التآمرية التى تهدف إلى الاضرار بمصالح أشقائها. ولا شك أن الجميع اليوم ينتظر المواقف فإما أن تتراجع قطر عن سياستها العدوانية التآمرية التحريضية وإما أن تركب رأسها وتمضى فى غيها.