علي الرغم من أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة رفض التدخل في التحقيقات الجارية حول الأحداث التي أدت إلي فتنة ماسبيرو، وإعلانه الالتزام باحترام القضاء، وعدم التأثير علي التحقيقات الجارية .. فإن ما عرض من صور وبيانات كشف عن العديد من الحقائق المهمة: أولها: أن الرصاص الذي اطلق علي الجموع المحتشدة أمام ماسبيرو، سواء علي المتظاهرين أو القوات المسلحة إنما جاء من مناطق محيطة بموقع الأحداث .. فمداخل الرصاص علي الأعمدة الكهربائية والتي وضحت من الصور المعروضة، وكذلك مخارجه، كانت تشير إلي أماكن الاطلاق .. وهو ما يعني أن هناك عناصر قد جاءت محملة بالأسلحة النارية لسكب الزيت علي النار، وإشعال الفتنة. ثانيتها: أن تجهيز عبوات الملوتوف، وكذلك أنابيب البوتاجاز، وغيرها من أدوات الإشعال، واستخدامها في حرق مركبات وسيارات الجيش والمواطنين، كانت تؤشر إلي تربص مسبق، وتخطيط محكم، هدفه الأساسي هو إشعال الأوضاع، وتوتيرها، بما يؤدي إلي اصطناع حالة من الصدام بين الجيش ولاأقباط، ومن ثم المواطنين المصريين .. وهنا يبدو الهدف الظاهر وهو تحقيق ما عجزت بعض الفئات عن إنجازه خلال الأسابيع الماضي من محاولة لجر الجيش إلي صدام مباشر مع الشعب. ثالثتها: أن التعدي علي جنود القوات المسلحة .. والمحاولة المتعمدة لإهانتهم، والتعريض بهم، وتصويرهم علي النحو المهين، قصد به التحقير من شأنهم، وهز صورتهم أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، ومن ثم، وهذا هو الأخطر إثارة الأحقاد والاحتقان داخل نفوس ومشاعر زملائهم .. في هدف واضح لتأليب القوات المسلحة من الداخل علي بعضها البعض، وبما يحقق هدف المتآمرين في إذكاء نار الفتنة داخل القوات المسلحة. رابعتها: أن جملة كل ذلك يستهدف دفع القوات المسلحة لفقد أعصابها، ومن ثم التعامل بقسوة وعنف مع هؤلاء وغيرهم .. والنتيجة المرتقبة هي إدخال مصر في ساحة من الحرب وبحور الدماء التي لن يستفيد منها غير أعداء الوطن والمتربصين بأمن البلاد .. خاصة أن المتربصين والنافخين في النار يرون في مصر قوة آن وقت تحطيمها وتفتيتها وتقسيمها إلي دويلات متناحرة .. وهو أمر يحقق في نهاية المطاف مطالب 'إسرائيل الكبري'. هذه الأسباب كانت واضحة أمام القوات المسلحة، والتي عبر عنها اللواء عادل عمارة في كلمته الختامية بالمؤتمر الصحفي والذي أكد فيها أن القوات المسلحة أكدت علي ضبط النفس لإدراكها خطورة ما يحاك لمصر من مخططات .. بالرغم من كل ما جري من محاولات لاستدراجها للصدام مع الشعب. وإلي الغد..