فى يوم 21من شهر مارس نحتفل بعيد الأم،هذا اليوم الذى أصبح يوم عيد لكل الامهات ولكل الأسر،فى هذه المناسبة يسعي الابناء الى زيارة أمهاتهن محملين بالهدايا فى تقليد جميل ،ينم عن فيض من المشاعر الحانية تجاه تلك السيدة التى تكبدت الكثير من العناء والبذل والتضحية فى سبيل إسعاد صغارها،والتى لاتتواني عن ادخال البهجة على قلوبهم ،حتى وان شبوا عن الطوق واستقلوا بحياتهم. تستحق منا أمهاتنا أن نحتفي بهن فى كل لحظة من لحظات العمر ،فالأم هي من وهبت الحياة لصغيرها وهى نبع العطاء الذي لا ينضب أبدا،فى كنفها يشعر الأبناء بأنهم يحتمون فى ظلال شجرة مثمرة وارفة الظلال ،وهى من يبذل حياته إذا اقتضى الأمر فداء لهم . فى سبيل تربية الأبناء تتكبد الأم الكثير من المشاق والمتاعب الجسدية والنفسية ،فهي تحمل بين ضلوعها قلبا لا يتوقف عن الخفقان يسعد لسعادة صغيرها ويحزن ويقطر ألما إذا الم به مكروه،هذا القلب هو من يبارك كل خطوة يخطوها الأبناء ويحيطها بدعوات وابتهالات إلى الله عز وجل أن يحفظهم من كل سوء. جميعنا يكن بين طيات مشاعره حبا من نوع خاص تجاه أمه،فذلك الرباط الذى هو سر الحياة،خلق نوعا من الحنو الفريد بين كلا الطرفين،عند الميلاد يتحسس الوليد رائحة أمه ،قبل ان تبصر عيناه،ويطمئن الى وجودها بجواره ،فينام مستأنسا بدقات قلبها..تلك هى الامومة الحانية التى تركت بصماتها فى نفوسنا. فقدان الأم هو اليتم الحقيقي،فانت عندما يتوفى الله والدتك تتملكك مشاعر الغربة والوحدة،حتى وان كنت بين اخوتك ووالدك،ذلك الشعور الذى تقع تحت وطأته وتظل تعاني منه طيلة حياتك حتى بعد أن تصبح أبا وزوجا،فوجود الام فى دنياك يشبه المظلة التى تمتد بحبها لتحميك من كل ماينغص حياتك. منذ سنوات بعيدة فقدت أمي،وحتى يومى هذا أشعر بأن هناك ماينقصني،كانت أمي رحمها الله ،من نوع السيدات المتفردات فى صفاتهن،كانت محبة للخير،تهرع لمساعدة كل من يحتاجها حتى وان كلفها ذلك من وقتها وجهدها،وكانت محبة للناس وتستطيع من خلال تركيبتها التى تجمع بين قوة الشخصية وحنانها فى ان واحد ،أن تحتوى الآخرين رغم الاختلاف،وحتى عند الاختلاف لم اجدها تتفوه بأى لفظ جارح،ولم يكن الخصام واردا فى قاموسها. أكن لأمي كثيرا من مشاعر الامتتنان،فهي من علمتنى الثقة بالنفس ،فقد كنت الأبنة الوحيدة بين أربعة ذكور،وكانت تخصني بمكانة متميزة بين اخوتي،ليس من باب التدليل بقدر ماكان تقديرا،الامر الذى حفزنى دائما ان اكون عند حسن ظنها ،مااستطعت الى ذلك سبيلا. فى يوم عيد الام يعتصرني الم الفراق،وأتذكر صغارا تركتهم أمهاتهم ، فأدعوه سبحانه وتعالي أن يطيل فى اعمار الامهات الاحياء ويرزقهن بر الابناء..وان يتغمد بواسع رحمته من هن عند مليك مقتدر..ولروح أمي سلاما..