بعد فشل أردوغان فى تحقيق مشروعه الإخوانى الإرهابى فى دول الربيع العربى وتورطه الكبير والمشبوه مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة وغيرها من الميليشيات والمعارضة المسلحة التى دخلت بمخطط أمريكى غربى صهيونى إلى العراق وسوريا عن طريق تركيا. وتسببه فى نشر الخراب والفوضى والقتل والتهجير بالبلدين, ثم متاجرته مؤخرًا بملف الهجرة بعد أن قبض الثمن البخس من دول الاتحاد الأوربى لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيها دون أن ينل مراده بقبول بلاده كعضو فى دول الاتحاد بسبب أفعاله الخسيسة مع محيطه الإقليمى، ثم أزمته الداخلية الكبرى مع شعبه الذى نال منه الويلات بعد الانقلاب العسكرى عليه الصيف الماضى وتجبره على معارضيه وفرضه القوة والاستبداد والعزل على رجال الصحافة والتعليم والقضاء ورجال البرلمان وقمعه لحزب العمال الكردستانى وسائر مؤسسات الدولة التركية ساعيا عن طريق حزبه الإخوانى المتاجر بالإسلام ليغير دستور الدولة من نظام برلمانى إلى نظام رئاسى يجعله السلطان الأوحد فى تركيا، وبعد انكشاف مستوره فى تعامله مع الإرهاب ومتاجرته بمقدرات وأرواح الشعب السورى والعراقى وتدخله غير المرغوب فيه داخل أراضى البلدين بما يخالف القوانين الدولية ودليل ذلك هو التدخل الروسى لاحقًا فى الأزمة السورية وتوجيه روسيا ضربات موجعة لكافة التنظيمات الإرهابية بما فيها المعارضة المسلحة بسوريا, مما ساهم فى استعادة المدن وزمام القوة للدولة السورية أى إفساد المخطط, الأمر الذى جعل أردوغان يفكر فى استخدام قوته ضد روسيا وإسقاط قواته لإحدى طائراتها المقاتلة مما تسبب فى خلق أزمة كبرى معها كادت تكلف تركيا ومجنونها الويلات, ولولا سعى أردوغان الرخيص واعتذاره لإعادة العلاقات بشق الأنفس مع روسيا لكان لها معه شأن آخر، وها هو اليوم يسعى لمغازلة أمريكا ورئيسها الجديد بتوطيد علاقاته مع إسرائيل على حساب البلدان العربية والقضية الفلسطينية ورغم ذلك لن تمكنه أمريكا ترامب من تحقيق أهدافه بالمنطقة لتعارضها مع مصالحها، ولأنه يلعب بوضاعة وانتهازية لتحقيق مشاريعه مع كل الأطراف الإقليمية متخليا عن القيم والقوانين والأعراف الدولية، ومع كل تلك الممارسات المفضوحة نراه اليوم يرتكب حماقة أخرى تضاف لحماقاته السياسية بافتعاله أزمة كبيرة مع دول الاتحاد الأوربى وذلك من خلال إصراره على نقل الاستفتاء على الدستور التركى الذى سيجرى الشهر القادم إلى بلدان الاتحاد الأوربى عن طريق تجمعات الجاليات التركية داخل مدن أوربا دون مراعاة للمشهد السياسى الملتهب بها , وإرسال العديد من وزرائه لمخاطبة تلك الجاليات بشكل غير متمدن وحسها على التصويت لصالح التعديلات التى تعزز حكمه الفردى المخالف للقوانين والدساتير الأوربية، ولعدم رضى بلدان أوربا فقد سارعت هولندا بالرد ومنعت هبوط طائرة رئيس الوزراء التركى على أراضيها مع طرد السلطات الهولندية لوزيرة الهجرة التركية وإجبارها برًا بالمغادرة إلى ألمانيا، وكذلك معارضة كل من النمسا والدنمارك لتلك التجمعات وأيضًا معارضة بعض الأقاليم الألمانية لتلك التجمعات مما تسبب فى خلق أزمة دبلوماسية كبيرة بين تركيا ودول الاتحاد الأوربى مع تصاعد حالة من التشنج والغضب بعد التصريحات المجنونة والغير أخلاقية التى صدرت من أردوغان تجاه هولنداوألمانيا وكل بلدان أوربا واتهامه لهم بالفاشية والنازية والإرهاب وقتل المسلمين فى البوسنة ومعاداتهم للأتراك والمسلمين كما يروج , ومهددًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا وملوحا بتهديد أوربا بفسخه اتفاق اللاجئين الأمر الذى يهدد بانهيار علاقات ومستقبل تركيا بأوربا بعد انهيارها مع العديد من الدول. وفى الحقيقة فان أردوغان يضحى بتلك العلاقات ليس من أجل عيون تركيا وأجل الإسلام كما يروج بل من أجل توظيفها لدعاياته ومطامعه الانتخابية , وزجه بالجاليات التركية فى تلك الأزمة وظهوره بمظهر المدافع عن تركيا والمسلمين المستهدفين من الغرب, ودمجه للنزعة القومية مع النزعة الدينية الأصولية داخل المجتمع التركى متوهما بتحقيق حلمه, إلا أنه سوف يندم على كل أفعاله لاحقا لأن أوربا وغيرها من الدول ومنذ تاريخ أجداده العثمانيين لن تسكت طويلًا على مخططاته وسياساته غير الأخلاقية داخليًا وخارجيًا ليقود بذلك علاقات تركيا إن عاجلًا أو آجلًا إلى حافة الهاوية بعد أن يتوقف حلمه عند لباسه السلطنية.