حرصت بكين الجائعة على الموارد الطبيعية كمرحلة أولى من استراتيجية الحزام الاقتصادى وطريق الحرير التى أطلقها الرئيس الصينى من جامعة نزار باييف بالآستانا فى سبتمبر 2013. أن تضع أولوية الاستثمار مع جيرانها الغربيين فى آسيا الوسطى. فلم يمض العام على كلمة شى، حتى ابرمت الصين عقود إستثمار بقيمة )30 مليار دولار( مع كازاخستان.. )15 مليار دولار( مع أوزبكستان و)8 مليارات دولار( مع تركمانستان وأخيرًا )مليار دولار( إلى طاجيكستان. كما قدم بنك التنمية الصينى ما قيمته )4.2 مليار دولار( فى الائتمان الممنوح لشركة التعدين الكبرى الكازاخستانى، للتعدين فى اليورانيوم واستغلال النفط والغاز فى مجالات الطاقة فى صفقة تشمل بناء مصانع لانتاج الطاقة النووية لسد احتياجات الصين من الوقود المشغل لمفاعلاتها النووية. وخلال عام واحد فقط من إطلاق إشارة البدء دخل 40 مشروعًا للطاقة حيز التنفيذ فى 19 دولة على الطريق، لتوسيع البنية التحتية للاتصالات الدولية عبر شركات تشاينا يونيكوم–تشاينا تيليكوم–تشاينا موبايل، لتشييد محطات توليد الكهرباء ومرافق نقل خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز. ضاعفت الصين حجم استثماراتها فى وسط وشرق أوروبا من عام 2013 إلى )18 مليار دولار( عام 2014، وفى العام التالى وقعت اتفاقيات لبناء مفاعلين نوويين فى محطة للطاقة النووية الرومانى، وأخرى مع كل من المجر وصربيا لبناء خط قطار فائق السرعة بين عاصمتى البلدين )بودابست–بلغراد( دخل حيز التشغيل أوائل عام 2017. كما ستستثمر بكين فى إنشاء وتطوير مرافق الموانئ فى بحر البلطيق، البحر الأدرياتيكى، والبحر الأسود، وتركز على مشاريع الطاقة الإنتاجية بين الموانئ والمناطق الصناعية فى المناطق الساحلية لهذه الدول. صفقات الطاقة الضخمة بين اليوان والروبل، شهدت اتفاقيتين للغاز الطبيعى فى مايو 2014 الأولى بقيمة )400 مليار دولار( والثانية بقيمة 325 مليار دولار. وفى نوفمبر من نفس العام ابرمت اتفاقية جديدة لتشييد خط سكك حديدية لقطارات الصين فائقة السرعة، بين بكين–موسكو، عبر كازاخستان، بتكلفة قيمتها )60 مليار دولار(. كما دخل قطاع الزراعة الصينى باستثمارات ضخمة فى روسيا بموافقة الحكومة الروسية على استئجار الجانب الصين )300 ألف فدان( فى سيبيريا للاستصلاح الزراعى بعقد مدتة 49 عاما وباستثمارات )24 مليار روبل( على أن تزيد المساحة المستأجرة للضعف عام 2018. وفى مايو من عام 2015 تم تأسيس صندوق مشترك للاستثمار الزراعى بين روسياوالصين بقيمة )2 مليار دولار( لتشجيع الاستثمار، وقد وصل حجم الاستثمار الصينى فى روسيا نهاية العام 2015 إلى )100 مليار دولار(. كما أنشأت الصين صندوق استثمار الذهب على طريق الحرير باستثمارات )60 مليار دولار( للتخلص من هيمنة الدولار على العالم وزيادة احتياطات الدول من الذهب كغطاء للعملة المحلية. بدأت المرحلة الأولى على خطوط السكك الحديدية الرابطة بين الصينوروسيا عبر كازاخستان بموجب اتفاقية شراكة استراتيجية بين الصينوروسيا فى 11 مايو 2015، لاستخراج الذهب من منجم ناتالكا الروسى. وتسعى الصين للدخول بقوة عبر صندوق استثمار الذهب للتعدين فى دول آسيا الوسطى. وفى المنتدى الأفريقى الذى عُقد بجوهانسبرج فى 12 أبريل 2015 أعلن الرئيس الصينى تمويل دعم أفريقيا بقيمة )60 مليار دولار(. وعُقدت 10 اتفاقيات اقتصادية بين الصين وزيمبابوى بالاضافة إلى 26 اتفاقية ثنائية مع جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا وصفقات قروض بقيمة )6 مليارات يورو( موجهة لمشروعات البنية التحتية بجنوب افريقيا. كما قامت الصين ببناء خط سكك حديدية بتكلفة )2.8 مليار دولار( يربط أديس أبابا فى إثيوبيا بموانئ جيبوتى على البحر الأحمر بتمويل 70% من بنك الصين للتصدير والاستيراد، دخل حيز التشغيل عام 2016. وقامت شركات صينية بمشاركة وزارة المالية والاقتصاد الجيبوتى بافتتاح بنك طريق الحرير الدولى فى جيبوتى فى 18 يناير من هذا العام كبنك يساهم فى تعزيز تنمية القطاع المالى فى جيبوتى والدول الافريقية الواقعة على مسار طريق الحرير. وفى زيارة الرئيس الصينىلإيران فى 22 يناير 2016 تم الإعلان عن رفع مستوى الشراكة بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتمثل إيران الضلع الثالث فى المثلث الذهب لطريق الحرير. موسكووبكين ونيودلهى ضاقوا ذرعًا وتملكهم اليأس من أى خطوات إصلاحية ممكن أن يقدمها صندوق النقد الدولي. فقرروا دفن مؤسسات بريتون وودز فى نعوش البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، وبنك التنمية–بريكس، وصندوق احتياطى الطوارئ، وبدأت الدول الصناعية الكبرى حجز مقاعدها من الآن بما فيهم دول آسيا المحورية. كما أنشأت موسكووبكين رسميًا وكالة )يو-سي-آر-جى( فى سبتمبر 2014 باستثمارات مبدئية )9 ملايين دولار( واصبحت جاهزة لتحدى الثلاثة الكبار، وكالات التصنيف الائتمانى الغربية )موديز- ستاندرد آند بورز–فيتش( التى تسيطر على الصناعة العالمية وتصدر تقييمات مسيسة لاقتصادات الدول المستهدفة من قبل أمريكا. وبمزيد من التحدى أطلق بنك الصين الشعبى فى أكتوبر 2015 نظام المدفوعات الدولية، كبديل لنظام مدفوعات سويفت على أمل أن تتحرك مستقبلًا فى استخدام خط الاتصالات المخصص لها لتتحرر تماما من استخدام شبكة سويفت. كما دخلت روسيا فى مفاوضات جادة مع الصين لربط أنظمة المقاصة الخاصة بهما على أمل ان تحذو دول البريكس حذوهما فى القريب. سيدى الرئيس أين مصر من هذه الخريطة الاقتصادية؟! وعفوا فلم تتسع المساحة لسرد تفاصيلها.