تستقبل أوبرا سلطنة عمان، عرض"قصيدة البردة" للإمام محمد بن سعيد البوصيري، يوم الخميس 23 مارس الجاري، في الساعة السابعة والنصف مساء، والعرض من تأليف الكاتب محمد حسان عاشور، والذى يرى أن البردة من أهم الكتب التى كتبت فى التاريخ. ويستعد الموسيقار وعازف العود الشهير دكتور ممدوح الجبالى لتقديم أوبرا غنائية للبردة ، وهى من أشهر القصائد فى مدح النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، والتى كتبها الإمام محمد بن سعيد البوصيرى فى القرن السابع الهجرى الموافق القرن الحادى عشر الميلاد. ومن المقرر أن تكون مدة العرض مدته 70 دقيقة، ويقود الأوركسترا الموسيقار أمير عبدالمجيد، ويشارك في الغناء ريهام عبدالحكيم، ومحسن فاروق ومحمد محسن وأجفان طه والفنان السعودي محمد راضي الشريف والمنشد المحمدي والمبتهل التنزاني يحيى بيهاقي حسين والفنانة القادمة سهيلة بهجت. و يشارك بالإلقاء الفنانون محمد لطفي وحمزة العيلي ورضا حسنين، ومحمد عصام والفنانة داليا الدويني، والفنان ماهر محمود، والعمل من إخراج محمد حسان عاشور، ومخرج منفذ الفنان ماهر محمود والموسيقى لممدوح الجبالي، وملابس رؤى مجدي، وإضاءة دكتور وائل عبد المنعم وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة، وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة، وأقاموا لها مجالس عرفت ب مجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النب، و يقول الدكتور زكي مبارك: "البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال. وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول»، وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد. يقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج (الشلل النصفي) فأبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وقررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: أي قصائدي؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة. فأعطيته إياها. وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤي ألهمت البردة الكثيرين من الشعراء والأدباء والعوام على مر العصور، وأشهر من نهج على نهج البوصيري هو أمير الشعراء أحمد شوقي، وقد غنت أم كلثوم هذه القصيدة.