علي غير عادتي والنهج الذي ارتضيته لنفسي لأعوام كثيرة خلت، ومقاطعتي لأي دعوات أو مشاركات، حكومية أو شبه حكومية، لبيت دعوة الهيئة العامة لتعليم الكبار، في مؤتمرها المنعقد بفندق رمسيس هيلتون، لأسباب قبلية بحتة، أولاها أن علي رأس الهيئة الصعيدي الشاعر المثقف، بلدياتي الدكتور مصطفي رجب، زميلي في المعركة النضالية الثقافية، لتحديث محافظتنا العزيزة سوهاج، ومحاولة جعلها منارة ثقافية بما حوت من كنوز أثرية وثقافية وتاريخية، سوهاج حظيت بشخصيات ثقافية وعلمية، تاريخية ومعاصرة، ومن أسف أن الذي أفشل هذا المشروع الثقافي الكبير وخذل جمهرة المثقفين السوهاجين، كان واحدًا من الحكومة ورئيسًا للسلطة التنفيذية في المحافظة، ومن الذين يؤمنون إيمانًا شديدًا بمقولة ' كلما سمعت حديث الثقافة والمثقفين أتحسس مسدسي '.. ثاني الأسباب لتلبية دعوة الصديق الشاعر المثقف الدكتور مصطفي رجب، أن أتخذ شعارًا لحملته لتعليم الكبار ونهضة مصر ' معًا نستطيع '.. تفاءلت بالشعار، وكان قد استخدمه المرشح المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية آنذاك باراك اوباماyes we can ' نعم نحن نقدر ' وبه نجح، وحصد أصواتًا أجلسته علي مقعد الرئاسة لأغني دولة في العالم .. استبشرت خيرًا بالشعار، وكذا بجمهرة من خيار المدعوين للمؤتمر، بينهم الداعية المفكر الإسلامي المستنير، الدكتور عمرو خالد، والدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم، والدكتور طارق شوقي مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، وضيف مصر العزيز الدكتور عبد المنعم عثمان مدير مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت .. رفعت خلف المنصة لافتة كبيرة وعريضة، مفادها أن مؤتمر الهيئة العامة لتعليم الكبار، تحت رعاية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وكان له مساحة كلمة حية في جلسة الافتتاح، لم يلقها ولم يحضر، كعادة رؤساء وزراء الأمة العربية .. كان لي في هذا المؤتمر شرف المساهمة بنصيب، من بضع كلمات بجلسة الافتتاح، وكم أعجبت كثيرًا بعنوان كلمتي ' من كلمة للفنان فلان ' إلي ' رسالة من الفنان حمدي احمد ' ، وقد ارتجلتها بما أفاء علي الله سبحانه وتعالي، وبإحساس صادق لما أنا والمؤتمر بصدده، فيما رُزئنا به في مصر من مصيبة الأمية، ونسبتها المرتفعة في بلادنا، بين الصغار والكبار من الجنسين، وبين الاناث اكثر .. مثلت هذه المشكلة عندي همًا شخصيًا، وما فارقتني يومًا مذ كنت عضوًا معارضًا بمجلس الشعب المصري، ومعها أختها آفة المجاميع المرتفعة، في الشهادات العامة وخصوصًا الشهادة المزمنة ' الثانوية العامة ' وموادها المتخلفة عن ركب مثيلاتها، التي تدرس بمدارس العالم، مع تدني مستواها العلمي لدي طلابها . أشفقت كثيرًا علي الحملة الوطنية من الشركاء الأساسيين فيها ' الوزارات - رجال الأعمال - الجامعات - الجمعيات الأهلية والخيرية '.. أشفقت علي الصديق الشاعر دكتور مصطفي رجب، أن يخذله الشركاء الحكوميون، فلم يعتد أي منهم علي العمل الجماعي، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتي، لقد فشلوا في التعاون في حل مشكلة ' الزبالة ' آسف القمامة، حتي لا نؤذي مسامع معاليهم .. ظهر ذلك جليًا في عدم حضور معالي رئيس الوزراء ولا من ينوب عنه ويلقي كلمته، في أعقد وأشرس قضية تواجه مصر، القيمة والقامة والريادة وتعدادًا بين الأمة العربية .. رسالتي لصديق رحلة الثقافة والمولد والنشأة، أن يركن الي مؤسسات المجتمع المدني، وأن يتخذ من الدكتور عمرو خالد، هاديًا وصديقًا، معاليه صاحب سبق في حمل السلاح، للمعركة ذاتها وله فيها باع وشهادة نجاح، مبصومة بخاتمه، وجند من خيرة أجناد العمل التطوعي، في هذا المضمار . رسالتي أيضًا لجماهير الشعب، ونحن علي أبواب انتخابات وترشيحات وتعددية حزبية، وبرلمان جديد وبمفاهيم وطنية أيضا .. رسالتي ان الحزب الذي لا يتضمن برنامجه مشروعًا لمحو الأمية، مدروسًا وبخطة زمنية معينة ، يحاسب عليها إذا نجح ويحاسب عليها كعمل جماهيري، لا يستحق أن نعطيه صوتنا ليمثلنا في المجالس النيابية التشريعية والتنفيذية .. من يتضمن برنامجه هذه الرسالة القومية والإنسانية، يستحق أن نقول له في الدائرة الخضراء : نعم .