يعانى الشعب المصرى منذ فترة طويلة ارتفاعًا فى الأسعار فى جميع قطاعات ومجالات الحياة بأشكالها المختلفة كالطعام والشراب والدواء والملابس وغيرها من السلع العديدة والمتنوعة، الأمر الذى جعلهم ينتظرون موسم الأوكازيون الذى يعتبر بمثابة ملاذ آمن للتصدى لظاهرة الغلاء، لكن الأمر هذا العام قد اختلف كثيرا، حيث جاء أوكازيون الملابس الشتوية، ليصدم المواطنين بأسعار غير متوقعة، جعلتهم فى حيرة أكثر. «الأسبوع» رصدت فى جولتها بمنطقة « وسط القاهرة»، آراء متباينة حول أسعار الملابس الشتوية، خاصة بعد بدء الأوكازيون، الذى اعتبره البعض وهميًا دون جدوى- على حد وصفهم-. تقول زينب راضى « طالبة»: هو فين الأوكازيون ده، الأسعار كانت غالية جدا، ولما نزلت شوية ده مأثرش كتير لأنها مازالت مرتفعة»، واتفقت معها إيمان أحمد قائلة: «نفسى فى جاكيت بس غالى جدا حتى بعد التخفيض، أتمنى أنه سعره يقل فى أخر فبراير وأشتريه»، ولفتت جهاد مصطفى «موظفة» إلى أن معظم المحلات بتنزل هدوم فيها عيوب فى فترة الأوكازيون، وقالت مروة «طالبة»: أنا مش هشترى دلوقتى الأسعار غالية جدًا، يعنى اجيب طقم يكلفنى 750 أو أكثر، حرام طبعًا. وأوضح بعض أصحاب محلات الملابس الرجالى، أنه لا يوجد إقبال من قبل المواطنين على شراء الملابس، خوفا من الأسعار، وأن التخفيضات أو « الخصومات « الحالية ليست بكبيرة، حيث لا تتعدى نسبة ال 10%، مؤكدين عدم استطاعتهم زيادتها على هذه النسبة حتى إنها تزيد من خسارتهم التى تتفاقم يومًا وبعد يوم، وتؤثر على ثمن الملابس الأصلى. ويضيف بائع فى أحد المحلات إن حركة البيع والشراء ضعيفة جدا قائلا: «حالة المواطنين فى الضنك، الناس جاية مصدومة من الأسعار، معدل البيع انخفض إلى النصف». وتقول « مى، أ» بائعة فى محل: «البنات بتيجى تشترى من الصيفى المعروض من الموسم اللى فات لأنه أرخص من الشتوى، وتلبسه تحت الجاكيت، موضحة أن هناك بعض الأيام التى تقف فيها حركة البيع والشراء نهائيا قائلة :«مفيش زبون واحد يدخل المحل طول اليوم، وان دخل يتفرج ويمشى»، وقالت بائعة فى محل آخر: «تقريبا بنبيع عن الفترة اللى فاتت شوية؛ لأنه الأسعار كانت غالية جدا». ومن جانبه أوضح يحيى زنانيرى عضو شعبة الملابس الجاهزة باتحادى الغرف التجارية والصناعية، أن نسبة المبيعات منذ بدأ الأوكازيون الشتوي، تراوحت ما بين 15 و20 %، لافتا إلى أن هذه النسبة سيئة للغاية، متمنيا ارتفاعها قائلا:«لو زادت حتى لو 50 % يكون شىء هايل». وأضاف زنانيرى: إن هناك احتمالًا ضعيفًا لزيادة حركة البيع خلال الأسبوعين المتبقيين من الأوكازيون، معربًا عن استيائه من الخسائر الباهظة التى يعانيها أصحاب المصانع قائلا: « مش عارف أعمل ايه». وأشار عضو شعبة الملابس إلى أنه سيتم مد الأوكازيون الشتوى بشكل غير رسمى وإجبارى، حيث سيضطر أصحاب المحلات إلى ذلك نتيجة حالة الركود الشديدة فى حركة البيع، مضيفًا: إن بحلول عيد الأم سيتم استبدال الملابس الشتوية بالصيفية، وتخزينها للموسم الشتوى القادم وبيعها بنصف ثمنها نتيجة انتهاء موضة هذه الموديلات. جدير بالذكر أن الأوكازيون الشتوى قد بدأ مبكرا العام الحالى فى نهاية شهر يناير، بدلا من منتصف فبراير حتى نهاية الشهر الجاري، وذلك بسبب حالة الكساد التى شهدتها الأسواق وتراجع حجم مبيعات الملابس الجاهزة، حيث تراوحت الأسعار بعد نسبة التخفيض مابين 135 : 185 للبنطلون الرجالي، والقميص من 105 : 215 جنيهًا، والجاكيت من 325 : 425 جنيهًا، فى حين تراوحت أسعار العباءة الحريمى مابين 380: 420 جنيهًا، والجاكيت من 219 : 364 جنيهًا، والبنطلون من 195 : 239 جنيه. وكان اللواء محمد على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، قد أعلن عن وجود خط ساخن كول سنتر رقم 19280 لتلقى شكاوى المواطنين بالإضافة إلى الخط الساخن لجهاز حماية المستهلك وهو 19588 لتلقى شكاوى المواطنين فى حالة وجود تخفيضات وهمية أو سلع غير مطابقة للمواصفات القياسية السليمة كما أن حملات الأجهزة الرقابية بقطاع التجارة الداخلية قد أعلنت عن ضبط 300 مخالفة تتضمن مخالفات تقديم تخفيضات وهمية واستخدام لغة أجنبية وليست العبرة فى الإعلان، بالإضافة إلى عدم وضع سعر السلعة قبل التخفيض وبعده عليها.