كتب هيكل مقالًا بعنوان: )نحن وحدنا فى المعركة(، ورد عليه شفيق الحوت، قبل انفصال مصر عن سوريا، فى مجلة «الحوادث»، فى بيروت بعنوان: )لا لستم وحدكم فى المعركة(، حتى سأله الزعيم جمال عبد الناصر، هل تعرف هيكل؟، فأجابه الحوت: لا، فقال الرئيس: لماذا لا تتقابلان؟، وبالفعل قام الزعيم الخالد، بهذه المهمة، حتى أصبحا أصدقاء، ولا يتم لقاء بين عبد الناصر، وشفيق الحوت، إلا بمعرفة وتنسيق هيكل. يقول هيكل: )أذكر أنى عدت من رحلة فى أوروبا، عام 1964، وكتبت مقالا بعنوان )رحلة إلى شواطئ مجهولة(، وكتبت عن عدم الانحياز، فذهب سفير الهند، لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وقال له: «هل هناك تغيير فى مفهومكم لعدم الانحياز؟»، قال له: لماذا؟، فقال السفير الهندي: «هيكل كتب مقالة يلمح فيها إلى هذا التغيير، فرد عبدالناصر: لم أقرأها(. حكاية جديدة، يرويها )جون بادو(، سفير أمريكابالقاهرة حينها، حيث كان محبا للزعيم عبد الناصر، بقدر حيه لمصر، فكان من السفراء المفتونين، المولعين بحب مصر، وشعبها، أحفاد الفراعنة، وآثارها، وحضارتها، وتاريخها، لتكون قصة جديدة، ودلالة جديدة، على أن عبد الناصر، لم يكن يوحى إلى هيكل بما يكتبه، وكان لكل واحد منهم، شخصيته المستقلة، ولكنهما يتقابلان فى ثوابت، الدين، والوطن، والعروبة، وكذلك تبرز هذه الحكايات، والقصص، أكثر من دلالة على علاقة الرئيس، بهيكل. السفير جون بادو، اختاره الرئيس الأمريكى، )جون كينيدى(، الذى أراد أن يغير من سياسات سفارات بلاده، ويعمل على تحسين أدائها، فى عواصم كثيرة، من العالم، على أن يكون هؤلاء السفراء، الذين يتم تعيينهم، يفهمون البلاد التى يمثلون أمريكا فيها، وعلى هذا الأساس، قام )جون كندى(، باعتماد )جون بادو(، سفيرًا فى القاهرة، والذى كان يعمل عميدًا سابقًا للجامعة الأمريكيةبالقاهرة، الجامعة العريقة، التى ظل عميدها لفترة طويلة، وظل مقيما إقامة كاملة، بعاصمة المعز لدين الله الفاطمى، لمدة 35 عاما، حيث تتلمذ على يد السفير الأمريكى، بعض المسئولين المصريين، فترة حكم الزعيم الراحل، عبد الناصر، أثناء دراستهم بالجامعة الأمريكية، من بينهم، )على صبرى(، وأخيه، )حسين صبرى(. السفير الأمريكى، والعميد الأسبق، للجامعة الأمريكية، )جون بادو(، كان يجبد اللغة العربية، إجادة تامة، ويتحدثها بطلاقة، فأدت بدورها إلى توسيع علاقاته، وتنمية صداقاته، وتطوير تطلعاته، طوال 35 عامًا، داخل القطر المصرى، فتعرف أكثر، على أحوال، وظروف مصر، وخصوصًا، بعد توليه منصب، سفير أمريكا فى القاهرة، فاقترب )بادو(، من عبد الناصر، فأدت هذه العلاقة، إلى غضب السفير السوفيتى، والذى تحدث فى هذا الخصوص، مع الزعيم المصرى، فرد عليه عبد الناصر، أن السفير الأمريكى، يتقن العربية، فى الوقت الذى لا يعرف السفير السوفيتى منها، سوى كلمات، مثل: )السلام عليكم(، )صباح الخير(، )مساء الخير(، ولا يعرف غير ذلك، وقال الرئيس المصرى، للسفير السوفيتي: إن معظم المقابلات مع السفير الأمريكى، لا تتطرق إلى الجوانب السياسية، والدبلوماسية، بينما تتطرق إلى )دردشة مصرية باللغة العربية فقط(، على حد وصف الزعيم، وبالفعل، حصل السفير الأمريكى، للمرة الأولى، والأخيرة، على ما لم يحدث من قبل، ولا من بعد، ولم يحصل عليه، سفير أوروبى، أو سفير أمريكى، وهى الصداقة التاريخية، مع شخصية تاريخية، وطنية، مصرية، عروبية، مع الزعيم الخالد، جمال عبد الناصر. وكان للعمل الصحفى، والإعلامى، دور كبير، فى حياة السفير، والعميد الأمريكى، )جون بادو(، فقدم الكثير من الكتابات، والمقالات، والدراسات، وأخص هنا بالذكر، كتابه الشهير، )الشرق الأوسط يعود إلى الذاكرة(، ذكر فيه «جون» الأسطورة، محمد حسنين هيكل، فى مواضع، ومواقع، وأماكن كثيرة، وهو يؤكد، ويشدد، على أن هيكل، كاتب مبدع، وصحفى بارع، وسياسى محنك، ودبلوماسى مهذب، ومؤرخ جهبز، له أسلوبه، وحيويته، وخصوصيته، واستقلاليته، وقال عميد الجامعة الأمريكية الأسبق، بالقاهرة، أن هناك نكهة خاصة، وقوة غير عادية، للكتابة باللغة العربية، ويقول )جون بادو(: عندما أتيت إلى القاهرة، كان هيكل، متعدد الجوانب، والقدرات، والطاقات، وإستمر قويًا، ذكيًا، فارسًا، داهية، طوال فترتى بمصر، وكنت أنتظر مقاله كل يوم جمعة، فى )الأهرام(، وكانت مقالاته، وموضوعاته، مثيرة للجدل، والاهتمام فى السفارة الأمريكيةبالقاهرة، حيث تقوم السفارة، بتحليله، بمساعدة باقى أعضاء البعثة الدبلوماسية، وعلى رأسهم سفيرهم، وترسل نتائج التحاليل لمقالات هيكل، إلى واشنطن. المتحدث الرسمى باسم النادى الدبلوماسى الدولى Diplomatic Counselor Sameh Almashad