استكمالا للمقالة السابقة أتحدث اليوم فى هذه المقالة عن أهم وسائل نشر الفكر الارهابى ومن وجهة نظرى أرى أن أخطرها هى وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت شريكا أساسيا فى صناعة ونشر الفكر الارهابى، لم يعد خافيا في السنوات الأخيرة أن شبكات التواصل الاجتماعى أضحت تلعب دورا خطيرا في صناعة و نشر الأفكار المتطرفة وانتشار الإرهاب خاصة مع تبلور وعي جديد لدى تلك الجماعات يقضي بضرورة استغلال وسائل الاتصال الحديثة، العصية على المراقبة، من أجل استقطاب عناصر جديدة والترتيب لعملياته والتحريض على العنف والترويج للأفكار المتشددة واستقطاب العناصر المؤهلة للانحراف. وقد تمّ الكشف، مؤخرا، عن دور مواقع التواصل الاجتماعى في تجنيد العناصر المتشددة وتنفيذ عمليات إرهابية، كما لعبت الكثير من المواقع دورا في الترويج للتفسيرات الدينية والآراء الفقهية المنحرفة والمضللة، وقد استخدمتها الجماعات والتنظيمات الإرهابية في الدعاية لنفسها ونشر صولاتها وجولاتها الإجرامية التي تنتهك فيها كل الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية. ومن هنا نستطيع أن نقول: إن التركيز لدى الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الإعلام البديل، ويمكننا الجزم أن التجنيد الأكبر يتم من خلال شبكات التواصل الاجتماعى لأنها هي لغة العصر والقوة المؤثرة على واقع هؤلاء الشباب بل وأصبحت الوسيلة للتواصل مع الرموز والتجنيد والتحريض ووسيلة للتعبير وللتنفيس عما يكنه هؤلاء وهذه أشياء فيها دراسات واضحة حيث أثبتت الدراسات أن 80 ٪ من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما وصل عدد المواقع المحسوبة على جماعات الإرهاب العالمي إلى 50 ألف موقع في 2016، بعد أن كانت 12 موقعا في عام 1997. أنه يتم استغلال هذه الوسيلة بشكل واسع جداً في تغيير فكر الشباب ومتى ما اجتمعت جميع العوامل في هذا الشاب اصبح مهيأ بسبب ضعف الانتماء والمحبة وحتى العوامل التي تؤدي إلى حصانته لن تحقق أهدافها مقابل إعلام ممنهج ومؤثر واحترافي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى يتم فيه استخدام كافة الوسائل والوسائط التي فعلاً تؤدي إلى توريطه وتحريضه وإثارته على مجتمعه وولاة أمره ليصبحوا في سبيل تنفيذ جريمتهم والوصول لأهدافهم من حقهم استخدام أي وسيلة بل وأن من أسس قواعدهم أن مواجهة الأقربين ومجتمعهم أوجب من مواجهة العدو البعيد بناء على قاعدتهم الوهمية بأن الكافر المرتد أوجب من الكافر الأصلي وان العدو الأقرب أوجب من العدو الأبعد وتحشو هذه الأفكار الشيطانية في عقول الشباب وبعدها يصبح الشاب أشبه بالقنبلة الموقوتة ويصبح خطراً على أهل بيته وأقاربه، وبذلك يصبح عضواً في التنظيم لمواجهة مجتمعه ومضحياً بنفسه بواسطة تفجير نفسه وذلك بحجة الجهاد. والسؤال الآن: كيف نواجهها ونتحد للقضاء عليها ونحافظ على أبنائنا ؟ فالأُسرة لها الدور الأساسي واللبنة الأولى في محاربة الأفكار المتطرفة، ثم يأتي دور المساجد والعلماء والخطباء، ليتكامل الجُهد في محاربة الإرهاب والتطرف، كما أن لانجراف بعض الشباب وراء بعض الأفكار الضالة آثار خطيرة، ونحن مطالبون بمحاربة ذلك بتضافر كل الجهود ووفق استراتيجية معينة، لتقوم كل جهة بدور معيّن للمكافحة حتى تحقق النتائج المرجوة على ألا يتم الاكتفاء بالاعتماد على جهة واحدة، حتى يتم انحسار هذا الفكر. أيضا يجب على طلاب الجامعات أن يكونوا على وعي تام والاستفادة من الأساتذة بالجامعات وأهل العلم والخبرة، وعدم الانجراف وراء «أنصاف المتعلمين» الذين ينظرون نظرة قاصرة في فهم النصوص، وأيضا إنشاء وحدة توعوية في كل جامعة تعنى بإقامة الندوات والمحاضرات التوعوية للطلاب والطالبات لنقد الأفكار الضالة والمضللة. وفى النهاية لابد ان نتكاتف جميعا من اجل محاربه الفكر الارهابى باستخدام كل الحلول وعدم الاقتصار على الحل الأمنى فقط بل لابد ان يكون الحل اجتماعيا وثقافيا وأمنيا ودينيا. الباحثة فى علم الاجتماع