حث رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، يوي تشنج شنج، الرابطة الإسلامية بالصين على مواصلة تقديم الإسهامات من أجل التضامن العرقي والتناغم الديني والاستقرار الاجتماعي. جاء ذلك خلال اجتماعه مع ممثلين عن المؤتمر الوطني العاشر للمسلمين الصينيين الذى انطلق فى بكين يوم السبت واختتم أعماله أمس الاثنين. وقال إن الدوائر الإسلامية فى الصين يتعين عليها الدفاع عن التقاليد الخاصة بالوطنية والالتزام بالقانون والشمولية، وإن تكيف نفسها مع المجتمع الاشتراكي الصينى، ودعا يوي الرابطة الإسلامية الصينية ورجال الدين فى الصين إلى اتباع السياسات الدينية للدولة من أجل زيادة الوعى المتمثل فى الالتزام بالقانون ومكافحة التطرف الديني، كما قدم التهاني بمناسبة نجاح المؤتمر، وأشاد بشدة بعمل الرابطة خلال الأعوام الخمسة الماضية. ووفقا لصحيفة الشعب اليومية الصينية الرسمية فقد حضر المؤتمر أكثر من 370 شخصا من مختلف أرجاء الصين حيث تم انتخاب قيادة جديدة للرابطة برئاسة يانغ فا مينغ، وهو إمام بارز من منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي. وكان وانغ تسوان، رئيس مصلحة الدولة الصينية للشؤون الدينية، حث خلال حضوره افتتاح المؤتمر يوم السبت المسلمين الصينيين على الوقوف ضد التطرف الديني بكل حزم، ودعاهم إلى الالتزام بمبادئ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وأكد احترام المعتقدات والعادات الإسلامية، كما أكد فى نفس الوقت أنه لا يمكن السماح بالزج بالدين في الأمور المتعلقة بالسياسة والعدالة والتعليم. ووفقًا للبيانات الصينية الرسمية يوجد في الصين حوالي 20 مليون مسلم، يتركز منهم نحو 13 مليون فى إقليم شينجيانغ الذاتي الحكم لأقلية اليوغور ذات الأغلبية المسلمة، كما يعيش البعض فى مناطق ذاتية الحكم ومقاطعات ومدن صينية أخرى، من ضمنها بكين وقانسو ونينغشيا. وكانت الحكومة الصينية أصدرت فى أوائل شهر يونيو الماضى وثيقة رسمية أكدت فيها احترامها التام للحريات الدينية خاصة فى شينجيانج كما حذرت من خطورة التطرف الدينى على الوحدة الوطنية للبلاد وعلى الوئام والاستقرار الاجتماعى والسلام فى تلك المنطقة وعلى حياة وممتلكات المواطنين من مختلف العرقيات. ودافعت الحكومة الصينية في الوثيقة الصادرة تحت عنوان "الوثيقة البيضاء حول حرية المعتقدات الدينية في شينجيانج" عن جهودها لمحاربة التطرف الديني، مؤكدة أن هدفها هو الحفاظ على المصالح الأساسية للدولة ومواطنيها. وقالت إن الحريات الدينية في الصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وانتقدت المتطرفين دينيا الذين يحاولون نشر نظرياتهم المتطرفة لتأسيس دولة دينية، واصفة أفكارهم المتطرفة التي يحاولون فرضها بالقوة بأنها ضد البشرية والحضارة والمجتمع والدين. وأكدت أن التطرف الديني يشوه ما تدعو إليه الأديان، متهمة المتطرفين بأنهم يحرفون العقائد الدينية ويخدعون العامة خاصة الشباب بأكاذيبهم وذلك في محاولة للسيطرة عليهم وتحويلهم هم أيضا إلى متطرفين. وأشارت إلى أنه تحت تأثير موجة من التطرف الديني العالمي بدأ التطرف يطل بوجهه في منطقة شينجيانغ في الأعوام الأخيرة فظهرت بعض القوى المتطرفة دينيا وقامت بسلسلة من الهجمات الإرهابية العنيفة نتج عنها مقتل وإصابة الأبرياء، مما استدعى قيام الحكومة الصينية بحملة للضرب على يد هؤلاء المتطرفين وفقا للقانون وسعيا منها للمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة التطرف الديني. وتعهدت الحكومة فى الوثيقة بالعمل بكل جهدها على دعم بناء الحضارة الحديثة وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف وتحسين مستوى معيشة المواطنين حتى لا يقعوا فريسة للأفكار الهدامة. وأوضحت الوثيقة أن الصين تحظر أي أيديولوجيات أو أنشطة سواء جماعية أو فردية تتخذ الدين كذريعة لتقسيم البلاد ونشر الفكر المتطرف وإثارة النزاعات العرقية وتقويض الوحدة الوطنية والأضرار بالنظام الاجتماعي. وأكدت أن القانون الصيني يحمى ممارسة الأنشطة الدينية العادية في شينجيانغ ويحترم المنظمات الدينية المعترف بها رسميا والتي تتحمل مسؤولياتها في تنسيق الشؤون الدينية الداخلية، وشددت على أنه لم يحدث يوما أن تمت معاقبة مواطن من مواطني شينجيانج بسبب معتقداته الدينية، وتوعدت من يخالفون القوانين أو يضرون بالحريات الدينية أو يرتكبون جرائم تحت مسمى الدين بأنهم سيلقون عقابهم وفقا للقانون.