منذ أن صوتت الجمعية العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» وأقرت منح دولة فلسطين عضوية كاملة بالمنظمة في 16 أكتوبر عام 2011 وإسرائيل تشن هجومها على اليونسكو ومن ورائها أمريكا التي عارضت القرار في حينه وهددت بوقف حصة مساهماتها الكبيرة مع إسرائيل لمنظمة اليونسكو كعقاب على ضم فلسطين كعضو بالمنظمة. كما أن إسرائيل أقامت الدنيا وأقعدتها وانتقدت الدول التي صوتت لصالح القرار وهددت بوقف محادثات السلام مع الفلسطينيين كما هددت بالانسحاب من المنظمة التي لم تنظر لها يوما باعتبارها منظمة إنسانية وحضارية بل باعتبارها منظمة سياسية كغيرها من المنظمات الأممية الدولية التي تهيمن عليها أمريكا وتسيس قرارتها لصالح إسرائيل، وبعد مرور 4 أعوام وفي نفس شهر أكتوبر تقوم منظمة اليونسكو مرة أخرى من خلال أعضائها بإصدار قرارات مصيرية وهامة يوم 16 أكتوبر الماضي لصالح دولة فلسطين التي رأت إصدار تلك القرارات الهامة انتصارا للحق والعدل والحرية وانتصار التاريخ وهوية وثقافة الشعب الفلسطيني بعد صدور قرار منظمة اليونسكو بشأن المسجد الأقصى التي قدمته 7 دول عربية للتصويت عليه ويقر 57 دولة بالمنظمة ليأتي لصالح الاعتراف بالحفاظ على المسجد الأقصى وتراث القدسالشرقية دون الاعتراف بما يسمى الهيكل الذي يراه الإسرائيليون وفق رؤاهم أقدم أثر تاريخي تحت المسجد الأقصى ليأتي القرار معتبرا المسجد الأقصى موقعا مقدسا للمسلمين مع الدعوة بإبقائه ضمن قائمة التراث الحضاري والإنساني المهدد إضافة إلى تحذير إسرائيل بوقف عملياتها المستمرة بالتنقيب وما يمكن أن يصدر عنه من أضرار يمكن أن تضر بالمسجد الأقصى والأماكن الدينية والتراثية الفلسطينية والإسلامية بالقدس القديمة ومطالبة إسرائيل باحترام القوانين الأممية والدولية الصادرة في حقها لإجبارها على احترام الوضع القائم بالأماكن المقدسة بعد أن انتفخت بطونها بضم المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية لتوسيع الاستيطان، وما أهاج إسرائيل هو تجاهل القرار في نصه لمصطلح جبل الهيكل الذي تروج له إسرائيل لتزييف التاريخ وخلط الدين بالسياسة وسعيها لتسييس اليونسكو بعد فشل التنقيب والأنفاق الجائرة تحت المسجد الأقصى بالعثور على شيء يربطها تاريخيا بالمكان من أجل ضم القدس، مما أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي استدعى سفيره من اليونسكو للتشاور متهما اليونسكو مع وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت بمعاداة السامية وإنكار التاريخ والطابع اليهودي بالقدس وتقديمها الدعم للإرهاب الإسلامي، ودعوة كل إسرائيلي للاشتراك في عمليات التنقيب لتحدي المنظمة، مما دفع مديرة اليونسكو إيرنا بيكوفا بالتخفيف من وقع القرارين ومعلنة بأن القدس ملك للأديان الثلاث برغم أن المنظمة سمت منطقة الحائط الغربي باسمها الإسلامي العربي وهو ساحة البراق وليس حائط المبكى كما تدعي إسرائيل . لقد تبنت المنظمة قرارها الجرىء الأسبوع الماضي وأنكرت صلة اليهود بالمدينة المقدسة من جانب لجنة التراث العالمي بالمنظمة التي أعلنت للعالم عدم شرعية عمليات التنقيب التي تقوم بها سلطات الآثار الإسرائيلية في القدس القديمة، إن مثل تلك القرارات الدولية التي بدأت تصدر تباعا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين وحقوق وتاريخ شعبها برغم الضغوط الأمريكية والغربية لصالح إسرائيل تعتبر دافعا كبيرا لأن يقوم الشعب الفلسطيني من خلال حركاته السياسية والجهادية من أجل العمل على التوحد وعدم الاختلاف والتنازع والتناحر من أجل السلطة والعمل لصالح بلاد غير عربية تسعى لبث الفتن الطائفية والمذهبية مما يضر بالقضية ويضعف وجود الشعب الفلسطيني وما يفعله الآن الرئيس عباس أبومازن من أجل التصالح مع حركة حماس خارج فلسطين هو خطوة على الطريق الصحيح ويجب الإسراع في حلها وسط ما يصدر من قرارات دولية إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني وقدسه المحتلة .