صوت المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، أمس الخميس ، لصالح مشروع قرار عربي يؤكد أن المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف، موقع إسلامي مقدس ومخصص لعبادة المسلمين، حيث صوتت 24 دولة لصالح القرار إلى جانب فلسطين، وهي البرازيلوالصين ومصر وجنوب أفريقيا، وبنغلادش، وفيتنام، وروسيا، وإيران، ولبنان، وماليزيا، والمغرب، وموريشيوس والمكسيك وموزمبيق ونيكاراغوا ونيجيريا وعمان وباكستان وقطر وجمهورية الدومينيكان، والسنغال، والسودان، فيما عارضت القرار 6 دول فقط، هم الولاياتالمتحدة وبريطانيا ولاتفيا وهولندا واستونيا وألمانيا، وامتنعت 26 دولة عن التصويت بينهم فرنسا إلى جانب السويد وسلوفينيا والهند والأرجنتين والتوغو، وتغيب ممثلي دولتين. أكد المجلس التنفيذي في القرار المدرج تحت اسم "فلسطينالمحتلة"، على بطلان جميع إجراءات الاحتلال التي غيرت الوضع القائم بعد 5 يونيو عام 1967، وبشأن المسجد الأقصى المبارك، فقد أكد المجلس التنفيذي في القرار على أن المسجد الأقصى والحرم الشريف موقعًا إسلاميًا مقدسًا مخصصًا للعبادة للمسلمين، وأن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء لا تتجزأ من المسجد الأقصى والحرم الشريف، ويجب على إسرائيل تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من صيانتها وإعمارها حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967. وبينَّ القرار أن هناك فرقًا بين ساحة البراق وساحة الحائط الغربي التي وسعت بعد عام 1967، ولا تزال قيد التوسعة غير القانونية المستمرة على حساب آثار وأوقاف إسلامية، كما طالب الاحتلال بعدم التدخل في أي من اختصاصات الأوقاف الأردنية الإسلامية في إدارة شؤون المسجد الأقصى، وأدان بشدة استمرار اقتحامات المتطرفين وشرطة الاحتلال وتدنيسهم لحرمة المسجد الأقصى، وطالب المجلس التنفيذي في القرار المدرج بوقف اعتداء وتدخل رجال ما يسمى ب"سلطة الآثار الإسرائيلية" في شؤون الأقصى والمقدسات، كما أكد المجلس على صون التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية، وأعرب عن أسفه الشديد لرفض الكيان الاسرائيلي تنفيذ قرارات اليونسكو السابقة وعدم انصياعها للقانون الدولي، مطالبًا إياها بوقف جميع أعمال الحفريات والالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص، كما طالب المجلس بوقف إعاقة وصول الفلسطينيين لمساجدهم وكنائسهم، مستنكرًا الاعتداءات المتواصلة ضد رجال الدين المسلمين والمسيحيين. ترحيب فلسطيني من جانبها رحبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بقرار اليونسكو، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، إن هذا القرار يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولي لكافة خطواته ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته، إضافة إلى رفض وإدانة المنظمة الأممية الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل للمواقع الأثرية والدينية ومحاولاتها المستمرة للمساس بالمناهج التعليمية في القدسالمحتلة وهدم المدارس، وجدد المتحدث الرسمي باسم الحكومة دعوته المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من أجل وقف كافة الانتهاكات ضد المقدسات المسيحية والإسلامية والمواقع الأثرية والتاريخية في مدينة القدس وسائر أنحاء فلسطين. من جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن القرارات الدولية المستمرة ضد الاحتلال وسياساته ومن ضمنها قرار منظمة اليونسكو الأخير بشأن القدس والمسجد الأقصى، تشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي بأنه لا يوافق على السياسة التي تحمي الاحتلال وتساهم في خلق الفوضى وعدم الاستقرار، وتابع أبو ردينة قائلا: هذا القرار يؤكد ضرورة أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بمراجعة سياساتها الخاطئة المتمثلة بتشجيع إسرائيل على الاستمرار باحتلالها للأراضي الفلسطينية. غضب إسرائيلي وتعليق التعاون من جهتها ندد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بتبني اليونسكو المشروع الفلسطيني – الأردني، معتبرًا أنه إنكار للعلاقة بين الشعب اليهودي والحرم القدسي الشريف، قائلًا: اليونسكو اتخذت مرة أخرى قرارًا ينطوي على الهذيان حول عدم وجود صلة بين شعب إسرائيل والحرم القدسي وحائط المبكى، واصفًا هذا النفي كنفي صلة الصين بسور الصين العظيم والعلاقة بين مصر والأهرامات. من جانبه قرر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي يمثل إسرائيل لدى اليونسكو، تعليق كل نشاط مهني مع المنظمة، وقال الوزير: وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورًا كل مشاركة ونشاط للجنة الإسرائيلية مع المنظمة الدولية، ولن تجري أية لقاءات أو مقابلات، ولن يجري أي تعاون فني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب. واشنطن قلقة دخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية على خط الأزمة بين فلسطين وإسرائيل، حيث دعت منظمة اليونسكو إلى عدم اعتماد القرار، حيث أعرب الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، عن قلق واشنطن ازاء تكرار هذه القرارات السياسية، واصفًا إياها بغير المفيدة. من جانبه قال المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، الداعم للكيان الصهيوني، إن المشروع يشكل دليلًا آخر على انحياز الأممالمتحدة ضد إسرائيل، مشيرًا إلى نيته الاعتراف حال انتخابه، بأورشليم القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفًا أن محاولة الأممالمتحدة إنكار الصلة بين الشعب اليهودي والمدينة المقدسة ما هو إلا محاولة أحادية الجانب لتجاهل ثلاثة آلاف عام من التاريخ. الصدام الإسرائيلي مع اليونسكو هذا القرار الأممي لم يكن الأول من نوعه الذي يُحدث صدام بين الكيان الصهيوني والمنظمة الأممية، ففي إبريل الماضي اتخذت المنظمة قرارًا مشابهًا بتأييد من دول غربية، على رأسها فرنسا، يقضي برفض المصطلح الإسرائيلي "جبل الهيكل" واعتماد الاسم العربي الإسلامي للمسجد الأقصي المبارك في القدسالمحتلة، الأمر الذي أثار أزمة بين فرنسا وإسرائيل حينها، وفي أكتوبر الماضي أدانت اليونسكو التصرفات الإسرائيلية في الحرم القدسي وانتقدت فشل إسرائيل في حماية المواقع التراثية وإعادة بناء مناطق دمرتها الحرب.