قالت مصادر في الجيش المصري وأجهزة الاستخبارات أن التحضيرات جارية لعملية أمنية ضد خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة جري تشكيلها مؤخراً في شبه جزيرة سيناء، وتحديداً في المناطق الشمالية التي شهدت خلال الأشهر الماضية تصعيداً كبيراً في الاعتداءات علي مراكز الشرطة ومرافق اقتصادية بينها أنابيب تصدير الغاز. وقال مسؤول أمني مصري علي صلة بالملف إن الاهتمام الرئيسي ينصب علي المنطقة الواقعة بين مدينة العريش وبلدة رفح عند الحدود مع قطاع غزة. وشرح المسؤول قائلاً: "القاعدة موجودة بشكل رئيسي في منطقة السكاسكة وعناصرها يتدربون في مواقعهم هناك منذ شهر تقريباً، لكننا لم نتمكن من تحديد جنسياتهم بعد، العملية الأمنية باتت ضرورية لردع هذه الجماعات المسلحة." من جانبه، كشف جابر العربي السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء أن العملية ستشهد مشاركة قوات مشاة من الجيش بدعم من أجهزة أمنية أخري بينها حرس الحدود قائلاً: "نريد تنظيف هذه الجيوب الأمنية الواقعة حول منطقتي رفح والشيخ زويد." وكانت وسائل الإعلام المصرية قد تطرقت قبل أيام لبيان وزعته جماعة أطلقت علي نفسها اسم "تنظيم القاعدة في سيناء،" طالب بإعلان سيناء إمارة إسلامية. ودعا البيان إلي "إحياء الجهاد" وانتقد اتفاقية كامب ديفيد قائلاً إن النظام الجديد الذي تولي مقاليد الأمور بعد تنحي الرئيس حسني مبارك "اعترف بالاتفاقيات السابقة مع الكيان الصهيوني بما تحمله من معانٍ باطلة شرعا،" وذكر بينها إبقاء سيناء منزوعة السلاح. وكان اللواء عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، قد اتصل الجمعة ببرنامج "صباح الخير يا مصر" أن ما أشيع عن وجود تهديدات بمهاجمة قسم أول العريش "مجرد شائعة،" موضحا ان من ينوي القيام بمثل هذا العمل لا يعلن عنه ويفسد عنصر المفاجأة. وردا علي سؤال حول زيادة التعزيزات الأمنية بالعريش قال "الاستعدادات الأمنية الموجودة في العريش هي منذ بداية الثورة، حيث قامت القوات المسلحة بتأمين جميع مداخل العريش مع بداية اندلاع الثورة، ولكن بعد أحداث الجمعة 29 يوليو تم زيادة هذه التعزيزات من قبل الشرطة والقوات المسلحة." ولفت مبروك إلي أن هناك ما وصفها ب"مبالغة من وسائل الإعلام عن أنواع التعزيزات الموجودة بالعريش،" كما نفي وجود مجموعات تتبع تنظيم القاعدة في سيناء قائلاً: "هناك بالفعل مجموعات مسلحة ولكنها لا تتبع أي تنظيم ولذلك لا يمكن التعامل معهم بالأسلحة الثقيلة." وكانت مدينة العريش قد شهدت في 29 يوليو/تموز مواجهات مسلحة بعد هجوم شنته مجموعات مسلحة علي قسم شرطة، ما أدي إلي مقتل ضابط جيش واثنين من المدنيين، وإصابة 12 مجنداً، ونقلت القناة عن شهود عيان أن المهاجمين يحملون شعارات إسلامية متشددة، وقد حاولوا تحطيم تمثال للرئيس السابق، أنور السادات. وقال شهود عيان للتلفزيون المصري أن بعض المسلحين "تغلب عليهم اللهجة الشامية مما يشير إلي أنهم غير مصريين ويساعدهم بعض أفراد من البدو،" ولفتوا إلي أن المسلحين كانوا يستقلون سيارات محملة بأسلحة ثقيلة وخفيفه من نوع ' آر بي جي ' ورشاشات من عيار 500 ملم. وتشهد منطقة شبه جزيرة سيناء حالة من الانفلات الأمني الذي تزايد بعد الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وقد جري تفجير أنبوب الغاز المار عبر شبه الجزيرة إلي إسرائيل والأردن لأكثر من مرة، كما تزداد المخاوف من استغلال الأنفاق التي تربط المنطقة بقطاع غزة لأجل تهريب السلاح.