«الندل» في الحياة «أنواع».. وأفظع أنواع «الندالة» حين تكون مدركًا أنها «ندالة» ومع ذلك تفعلها، لأن «الندالة» مرض، تصيب صاحبها، فيصبح أسيرًا لها مدي حياته.. لأنها أصبحت بالنسبة ل«الندل»، «ندالة مع سبق الإصرار والترصد». والندالة أنواع.. فهناك «أندال الوطن» هؤلاء الذين لا يعنيهم سوي مصالحهم الشخصية، والضيقة، لا يعرفون معني الوفاء والاخلاص للوطن.. بل تجدهم «مستعدين دائما» لبيع وطنهم علي قارعة الطريق، وخيانة بلدهم عند أول فرصة تلوح لهم في الأفق.. ولدينا في مصر، وفي منطقتنا العربية الكثير من هذه النوعيات من «الأندال».. فمن يبيع نفسه للتجسس علي بلاده، هو «ندل» قبل أن يكون «خائنا»، ومن يقبل أموال الخارج، ليتواطأ مع جهات أجنبية، هدفها تشويه صورة وطنه، تمهيدًا للانقضاض عليه، وتحقيق أهداف القوي المتآمرة، هو «ندل» قبل أن يكون عميلا، أو ممولا.. وأمثال هؤلاء في مجال «بوتيكات التمويل الأجنبي» ممن يقدمون المعلومات المغلوطة، والتقارير الكاذبة ضد وطنهم، يتكاثرون في بلادنا كالذباب، ويضمون إليهم المزيد من «الأندال» الذين يلتقطونهم من «حانات السياسة الضالة»، و«نقابات المتاجرة بالوطن» يسقطونهم بالأموال المشبوهة، ليحولوهم إلي «أدوات تحت السيطرة» تنفذ ما تؤمر به. هؤلاء «الأندال» تجدهم دائما من أصحاب «الصوت العالي»، ومن أساتذة «قلب الحقائق»؛ حيث لا يملكون سوي الصراخ عبر الفضائيات، والظهور في المنتديات، واطلاق الحملات عبر مواقع التواصل، لترويج مخططهم المشبوه، والاساءة لخصومهم من الوطنيين، العاشقين لثري بلدانهم، هادفين من وراء كل ذلك، تهيئة الرأي العام للقبول بمخططاتهم الدنيئة. أمثال هؤلاء «الأندال» كانوا سببًا فيما وصلت إليه بلدان عربية شقيقة، مثل العراق، وسوريا، وليبيا، من مصير، تشردت فيه شعوبها، وخربت فيه ديارها، وتحولت إلي أكوام من الركام، وأنقاض تنعق فيها البوم.. وحين تفتش عن «الندل» الذي كان سببا فيما جري، تجده قد غادر بلاده، هاربًا، مصطحبًا أسرته، وما تكدس من أموال، ليعيش في هدوء وراحة، هو ومن معه، تاركين بلادهم تعاني الأمرين، جراء مؤامراتهم، و«ندالتهم». و«الندل» كذلك في العلاقات الانسانية، هو ندل في أخلاقه، وقيمه.. يدعي البطولة في غير محلها.. ويسعي علي الدوام لاستخدام الندالة «سلاحًا» للهروب من المساءلة، والمداراة علي خطاياه، أو فشله.. يفعل ذلك دون وخزة ضمير، لأنه بالأساس «عديم الأصل» و«قليل التربية».. مستعد لبيع نفسه لكل عابر سبيل، إذا كان في ذلك مصلحة، لما يحقق له مبتغاه.. وصفاته تلك تعبير حقيقي عن الواقع الرديء الذي ترعرع في كنفه، ولذا تجده «دنيئًا» في كل شيء.. لأن «الأصل غلاب».. ينطبق عليه المثل الذي يتردد في بلاد الصعيد، حين يتعاملون مع هذه النوعية من «حثالة البشر» والذي يقول «ديل الكلب عمره ما يتعدل ولو علقوا فيه قالب»..وأمثال هؤلاء، لا رجاء فيهم، ولا أمل في إصلاحهم، بل يبقي بتر العلاقة معهم هو الحل الوحيد، تطبيقًا للمثل الذي يقول «عاتب الأصيل ولومه.. واترك الندل ليومه». اللهم قنا شر «الأندال».. آمين يارب العالمين.