الحمار جزء رئيسي من الحياة اليومية في تلال بلدة مولاي إدريس زرهون المغربية ذات الطبيعة الجبلية والشوارع الضيقة المتعرجة وتنظم مولاي إدريس زرهون منذ تسعة أعوام مهرجانا سنويا للاحتفال بالحمار ودوره المهم في نقل الأفراد والبضائع في أنحاء البلدة. وتحدث شاعر وفنان تشكيلي يدعي علال العاصمي يعيش في البلدة المشهورة بضريح مؤسسها مولاي إدريس الكبير عن أهمية دور الحمار قائلا : "بالحمار بنيت هذه المدينة بحجرها ورملها وحديدها وبأعمال أخري. مثل كل الأشياء الثقيلة التي لا يستطيع الإنسان حملها ويصعد بها الأدراج " أشكر الحمار". والحمار مادة للسخرية في الثقافة العربية بصفة عامة ووصف رجل بالحمار في الشرق الأوسط إهانة لا تغتفر. ويسعي المسئولون عن تنظيم مهرجان الحمار الي تغيير الصورة لتقليدية الشائعة عن هذا الحيوان المسالم في معظم الأحيان، وبذل محمد بن لمو مدير المهرجان وزملاؤه جهودا كبيرة حتي يستمر الاحتفال السنوي بالحمار. وقال بن لمو "هذا المهرجان يريد أن يرد الاعتبار لهذا لكائن ولما يقدمه ،وأن يخلخل الأفكار النمطية السائدة التي تجعل من الحمار كل شيء قبيح ،بينما هو كائن جميل وكائن صبور. وعلينا كبني الإنسان أن نتعلم عددا من الدروس التي يقدمها لنا هذا الكائن بصبره وبعمله وبجده". ويتوافد آلاف الزائرين علي مولاي إدريس زرهون سنويا لحضور مهرجان الحمار الذي يتضمن سباقا للحمير ومسابقة لاختيار أجمل حمار. ويجري فحص بيطري دقيق للحمير قبل السباق الذي يحظر خلاله ضرب الحيوان أو الإساءة إليه بأية صورة. وقال الطبيب البيطري حمادي حنيش من جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة علي البيئة : "نقوم بمجموعة من العمليات للحمار هي عبارة عن فحوصات والعلاج في حالة مرض أو جرح ونعتني به ونعطيه الأدوية ونعالج الطفيليات". ويحصل مالك الحمار الفائز في السباق علي 2500 درهم مغربي '315 دولارا' بينما يحصل الحمار علي ميدالية وجوال كبير من العلف. وكان الفوز هذا لعام من نصيب حمار يملكه محمد مشيشو. وقال مشيشو بعد الفوز "اختصاص أبي فلاح وأنا أساعده أنا متعود علي الحمير. لم أنو الفوز. شاركت في هذا المهرجان وفزت وربحت السباق". وفي مسابقة الجمال تزين الحمير المشاركة بزهور من البلاستيك ونظارات شمسية رياضية أنيقة وغيرها. وتضم لجنة التحكيم طبيبا بيطريا وعددا من الفنانين وأعيان المنطقة. وتمنح درجات للحمير المتنافسة علي أساس حالتها الصحية وزينتها وأسنائها وعلاقتها بملاكها. وفي التصفية النهائية انتزع الحمار بيوض اللقب من منافسيه كيسي ورونالدو. ويسعي المنظمون أيضا من خلال المهرجان إلي تنمية البلدة التي كان سكانها يعتمدون في معيشتهم علي الزراعة إلي أن أصاب الجفاف أراضيهم. ونزح كثير من سكان مولاي إدريس زرهون في السنوات الأخيرة إلي المدن الكبري بحثا عن عمل. وأشارت نتائج أحدث إحصاء سكاني إلي تراجع عدد سكان البلدة من 18 ألف إلي 120 ألف نسمة.