في العاصمة الأردنية عمّان وفي يوم 22 مارس الجاري، كان المشهد مؤثراً: وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني» لم تستطع استكمال المؤتمر الصحفي الذي جمعها بوزير الخارجية الأردني، إذ غلبها البكاء عقب تعليقها على تفجيرات بروكسل الإرهابية قائلةً: «إنه يوم حزين جداً لأوروبا». )1( لا شك أن الحدث الإرهابي مروع، ودموع «موغيريني» تثير التعاطف المختلط بالحزن ف «الإرهاب يطال الجميع».. شرقاً وغرباً.. ولكن التساؤل الأهم هنا: لماذا لم نر دموع السيدة الأوروبية على أرواح شهدائنا.. سواء من أبناء الجيش أو الشرطة أو حتى المواطنين الأبرياء.. من ضحايا الإرهاب الأسود من جانب الإخوان وحلفائهم من «ولاية سيناء» أو «أنصار بيت المقدس» وأشباههم من القتلة؟! وهل «الدم الأوروبي» المراق في بروكسل- وما سبقه في باريس- أنقى من «الدم المصري» رغم أن «الفعل الإرهابي» واحد، والمأساة واحدة؟!!. ولماذا لم نر العلم المصري يرتفع على ساحات أوروبا الشهيرة تضامناً مع شهدائنا من ضحايا الإرهاب، كما ارتفع العلم البلجيكي مؤخراً، وكما ارتفع قبله العلم الفرنسي؟!!. )2( يبدو أن «الغرب» لن يغير سياسة «الكيل بمكيالين» التي ينتهجها في تعامله مع قضايانا، إذ لم نسمع بعد حادث بروكسل من «الاتحاد الأوروبي» من يتحدث عن إدانة السلطات البلجيكية وتقصيرها الأمني الذي أفضى إلى تلك المأساة، وبالطبع لن نسمع عن ضرورة اتخاذ إجراءات سلامة أكثر صرامةً في المطارات البلجيكية، أو عن توقف رحلات الطيران والسياحة إليها، كما فعلوا معنا بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء منذ عدة أشهر؟!!. وقد لخصت «ماريا زاخاروفا» الناطقة باسم الخارجية الروسية الأمر بوضوح حين قالت في معرض تعليقها على حادث بروكسل: )بدءًا من هذه اللحظة يجب علينا التخلي عن السياسة الضارة المتعلقة باستخدام المعايير لمزدوجة، عندما يتم تقسيم الإرهابيين إلى «أخيار» و«أشرار»، فلا يوجد في أي بقعة من العالم إرهابيون أخيار. ومن المهم أن نتذكر ذلك وأن نضع نصب أعيننا هدف إلحاق الهزيمة بالإرهاب الدولي(. )3( بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، استفحلت ظاهرة «الإسلاموفوبيا» بعد أن تساءل الأمريكان عن المسلمين: «لماذا يكرهوننا»؟، وهو الخطأ الذي يكرره الأوروبيون الآن، متناسين أنهم احتضنوا الإرهابيين في بلادهم وتركوهم يسيطرون على المساجد، فملأوا عقول الشباب- حتى الذين ولدوا بأوروبا - تطرفاً وإرهاباً )نسبة الأوربيين في صفوف «داعش» مرعبة(!! والحل إذاً .. يكمن في معالجة دولية صادقة للإرهاب بعيداً عن «ازدواجية المعايير»، وإلا لن ينفع الندم ولا «الدموع»؟!!.