تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات التي تشغل الرأي العام منها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مراسم الإعلان عن رؤية مصر 2030، وكذلك تطورات الأوضاع في مجلس الشعب.ففي مقاله بدون تردد بصحيفة الأخبار، أكد الكاتب محمد بركات أنه من الطبيعي والمتوقع أن نقرأ ونسمع ونشاهد الكثير من ردود الأفعال والعديد من التعليقات، على ما جاء في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير في مراسم الإعلان عن رؤية مصر عام 2030، وذلك نظرا لأهمية الحدث وأهمية المتحدث في ذات الوقت.وقال إنه كان يتوقع أن ينصب الكم الأكبر من هذه التعليقات على محتوى ومضمون الحدث في حد ذاته، نظرا لأهميته البالغة في توضيح وتحديد طريق ومسار التنمية الذي ستسلكه الدولة المصرية، ابتداء من اليوم وطوال ال(15) عاما القادمة، وصولا إلى تحقيق هدفنا الاستراتيجي الأكبر، وهو بناء الدولة المدنية الحديثة.وأضاف أنه كنا نأمل أن نقرأ ونشاهد ونسمع رؤى واجتهادات ومناقشات متعددة ومتنوعة من ذوي التخصص، تشرح وتحلل وتثري الحوار حول الخطة لتحقيق الهدف الاستراتيجي والبرامج التفصيلية للوصول إليه خلال المدة المحددة.وأوضح أنه للأسف ذلك لم يحدث، بل رأينا بدلا من ذلك محاولات مكثفة من البعض لجرنا إلى مسار آخر، ينحرف بالمناقشة والشرح والتحليل بعيدا عن المسار الأصلي والأساسي الهام، الخاص بخطة مصر الاستراتيجية لبناء الدولة الحديثة، ويتحول بها إلى التركيز على بعض الجمل والتعبيرات التي وردت في خطاب الرئيس المرتجل، ويسعى بإصرار لافت وواضح على إخراجها من السياق العام للخطاب، وإعطائها تفسيرات ودلالات سلبية تتوافق مع رؤاهم وتخدم أغراضهم، رغم تناقضها الكامل مع المقاصد السليمة والإيجابية الواضحة في سياق الخطاب كله.أما الكاتب جلال دويدار فألقى الضوء في مقاله خواطر بصحيفة الأخبار على واقعة توفيق عكاشة ولقائه بسفير إسرائيل بالقاهرة.وأكد الكاتب عداءه الشديد للكيان الإسرائيلي الصهيوني الذي اغتصب وطن الفلسطينيين وأمعن ويمعن في خرق القوانين والمواثيق الدولية وارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية دون وازع أو رادع استنادا إلى الحماية الأمريكية.ورأى أن ما أقدم عليه النائب توفيق عكاشة، ليس هناك ما يبرره سوى الرغبة في الشهرة الكاذبة المدعومة بعدم التوازن، مضيفا أنه ليس هناك تفسيرا ولا تبرير لهذه الخطوة من جانب النائب عكاشة الذي أصبح مثارا للحديث والجدل بطول مصر وعرضها سوى البحث عن الضجة والضحيح الذي يعد من لوازم طبيعته.وقال إنه إذا كان هذا اللقاء الذي أجراه يتعارض مع المشاعر الوطنية والقومية للمصريين إلا أنه وفي إطار وجود علاقات دبلوماسية مصرية إسرائيلية ليس هناك ما يمنعه من الناحية القانونية إلا إذا ما ثبت إضراره بمتطلبات الصالح الوطني والأمن القومي.وأوضح أن ما يدعو للأسف أن تشغل هذه المشكلة التي اختلقها عكاشة مجلس النواب بدلا من التصدي للكثير من المشاكل المصيرية التي تهم الوطن.ورأى أنه كان طبيعيا أن يلفت نظري ما يدور حاليا من صخب يشهده مجلس النواب الجانب الأكبر من آثاره التشنجية، مشيرا إلى أن عملية التلاسن وتعالي الأصوات استهدفت الاجهاز على عكاشة - الباحث عن الشهرة - شعبيا ونفسيا.وأكد الكاتب أن ما يحدث ويجري يتماشي تماما وما تسعى إليه هذه التركيبة البشرية المثيرة للبحث والدراسة والتحليل .. مضيفا أن النائب عكاشة قد نجح في الوصول إلي غايته من أن يكون حديث كل الناس حتى لو جاء ذلك على حساب التعرض للانتقاد والهجوم وحرمانه من حضور 10 جلسات بالمجلس.واختتم الكاتب مقاله قائلا إن ما يدعو إلى الحزن والأسى تعمد البعض في مجلس النواب تحويل مشكلة عكاشة إلى شو إعلامي بالتجاوز في السلوك، مشيرا إلى أنهم في تجاوزهم لايختلفون عنه في شيء.أما الكاتب مكرم محمد أحمد فأكد في مقاله نقطة نور بصحيفة الأهرام أنه لامسوغ البتة لردود الافعال الغاضبة من بعض أعضاء البرلمان المصري بسبب لقاء عكاشة مع السفير الإسرائيلي، لأن عكاشة لم يرتكب خطأ قانونيا فقد التقى سفير دولة تعترف بها مصر وتقيم معها علاقات طبيعية.وقال الكاتب أيا كانت آراؤنا في اللقاء فالأمر المؤكد أن القول الفصل سوف يكون لأهالي دائرة نبروه الانتخابية التي أعطت عكاشة أعلى الأصوات لأنهم وحدهم، لهم الحق في مراجعة نائبهم، إلا إذا كانوا قد فوضوه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو صارحهم هو في حملته الانتخابية بنواياه وخططه للتعاون معها.وأوضح أنه يظن أن عكاشة وضع نفسه موضع السخرية البالغة إن كان قد أعلن بالفعل أن مباحثاته مع السفير الإسرائيلي نجحت في حلحلة مشكلة سد النهضة.ورأى أنه قد يكون حافز عكاشة للقاء السفيرالإسرائيلي حبة (الهيصة) والدوشة ويؤمن بسياسة الصدمات والفرقعات ويعاني تضخما كبيرا في الذات، لكن الغريب أن يهرع السفير الإسرائيلي إلى قبول الدعوة مع علمه بأن اللقاء لن يسفر عن أي شىء ايجابي، غير أن السفير الإسرائيلي الذي يعيش في مصر في عزلة شبه كاملة ربما يكون هو الأخر في حاجة إلى بعض (الهيصة) في مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي.واختتم مقاله قائلا الحقيقة أن ما يدهش في لقاء عكاشة والسفير الإسرائيلي هو البيان المقتضب الذي صدر عن لقائهما في الوقت الذي كنا نتوقع فيه بيانا مسهبا، يخبرنا بجهودهما المشتركة من أجل حل القضية الفلسطينية واستئناف التفاوض المباشر بين الإسرائليين والفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات في أرض الضفة إلى آخر هذه القائمة الطويلة من القضايا المعجزات، لعل عكاشة ينجح في حلها مثلما نجح في حلحلة مشكلة سد النهضة.ونصح الكاتب توفيق عكاشة وقف هذه (الهيصة) كي لا يحرق نفسه بنفسه سريعا ويجعل ناخبيه في نبروة أكثر الجميع ندما على انتخابه.أما الكاتب صلاح منتصر فرأى في مقاله مجرد رأي بصحيفة الأهرام أنه في أيام قليلة شهد مجلس النواب من الأحداث الغريبة ما يكفي كل دوراته، مشيرا إلى أن ذلك على ما يبدو كان متوقعا، بدليل الشركة التي عرضت احتكار تسجيل جلسات المجلس وبثها نظير مبلغ كبير بالدولارات، ولنا أن نتصور حجم إيرادات الإعلانات الضخمة التي كانت ستنهال عليها وهى تعلن إذاعة جلسة ضرب نائب بالحذاء ؟!.وقال الكاتب إنه من المفارقات أن هذا أول مجلس منذ سنوات بعيدة يأتي في انتخابات نزيهة يصعب اتهامها بالتزوير فقد فرزت كل لجنة صناديقها في مكانها وتحت رقابة من المرشحين والمنظمات المدنية، لافتا إلى صحة وجود رشاوى انتخابية ولكن من أول حدود اللجنة تم كل شيء بنزاهة.وأضاف أن المجلس ضم كفاءات وتنوعا في التخصصات وتمثيلا للشباب والمرأة والعمال وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرهم مما يعكس برلمانا يمثل صورة للمجتمع، مع ذلك لا يبدو أن نتائج المجلس ستكون معبرة عن تشكيله لسبب بسيط وهو زيادة عدد الاعضاء بصورة يصعب معها على رئاسة المجلس الاستجابة لكل من طلب الكلمة وما يؤدي إليه ذلك من دوشة وخناقات ومقاطعات وتسابق على الكلام وبصوت عال بل واستقالات وكل ذلك بسبب العدد الكبير للمجلس الذي يصل إلى 596 عضوا.وأوضح أنه يضاف إلى ذلك أن المجلس اختار الطريق الأصعب وهو تجميد عمله الحقيقي، لإعداد لائحة جديدة مطولة بينما كان الأفضل العمل بطريقة يقوم فيها المجلس بواجبه الرقابي والتشريعي في ظل اللائحة المتوارثة ويد تضع اللائحة الجديدة والانتقال إلى تنفيذها بعد أن تأخذ حقها من الإعداد والمراجعة . أما إلغاء اللائحة وتجميد المجلس انتظارا للائحة فهو أشبه بتجميد قانون العقوبات أو الإجراءات لو تم إدخال تعديلات على أيهما.وقال إنه في تطور أخير قرر المجلس التحقيق مع أحد أعضائه بعد استقباله سفير إسرائيل، مما يثير تخوف تورط المجلس في مأزق مناقشة شرعية دولة ضرب من استضاف سفيرها للعشاء بالحذاء.