رفضت الخرطوم اليوم دعوة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لسحب قواتها علي الفور من آبيي وهي منطقة موضع نزاع بين شمال وجنوب السودان استولت عليها القوات الحكومية في 21 مايو. وقال مسئول كبير بحكومة الخرطوم السبيل الوحيد لتسوية النزاع هو المفاوضات بين الشمال والجنوب وليس الضغوط من مجلس الأمن. وقال ربيع عبد العاطي المسئول بوزارة الإعلام والعضو البارز في الحزب الحاكم "هذا الترتيب من جانب القوات الحكومية هو ترتيب مؤقت وان الحل الوحيد للجانبين هو إيجاد حل مختلف عن الاستفتاء أو إجراء الاستفتاء."وقال إنه لا يري أي مبرر لتدخل من مجلس الأمن الدولي". ومن المقرر أن ينفصل جنوب السودان ويصبح دولة مستقلة في غضون خمسة أسابيع ولم يتم التوصل إلي اتفاق بشان الجانب الذي سيسيطر علي منطقة آبيي الخصبة والمنتجة للنفط الواقعة علي الحدود بينهما التي لم يتم ترسيمها بشكل محدد. وكان من المقرر تنظيم استفتاء منفصل في منطقة آبيي لتحديد وضعها لكن خلافات علي من يحق له المشاركة في الاستفتاء حالت دون إجرائه. وتستخدم قبيلة الدنكا نجوق المرتبطة بالجنوب منطقة آبيي طوال العام في حين أن قبيلة المسيرية العربية الشمالية تستخدم المنطقة جزءا من العام. وأدان مجلس الأمن استمرار السيطرة العسكرية للقوات الحكومية علي آبيي في بيان صدر بالإجماع ووصف الوضع بأنه "خرق خطير" لاتفاقات السلام بين الشمال والجنوب. وأبدي المجلس قلقه من التدفق المفاجئ لقبائل المسيرية من الشمال إلي بلدة آبيي "الذي يمكن أن يفرض تغييرات كبيرة في التشكيلة العرقية للمنطقة". ولم يصدر علي الفور رد فعل من مسئولي الجنوب علي البيان وان كان زعماء جنوبيون دعوا دوما الخرطوم إلي سحب قواتها. وأبدي الرئيس السوداني عمر حسن البشير لهجة تصالحية مع الجنوب في كلمة ألقاها في وقت متأخر أمس الجمعة قال بعض المحللين أنها ربما تشير إلي انه مستعد للتفاوض مع الجنوب بعد استعراض القوة في البداية. وقال البشير لأعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال إنهم استطاعوا التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب التي بدأت في 1955 مشيرا إلي انه ينبغي ألا يكون هناك قضية صعبة لدرجة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات. وأضاف البشير أن من الأفضل الجلوس والمناقشة والتشاور. وقال انه يريد "علاقات أخوية" بين الشمال والجنوب. وحذرت منظمات دولية من أزمة إنسانية في منطقة آبيي بعد نزوح عشرات الآلاف هربا من القتال وأعمال النهب. وقال مشروع للمراقبة بالأقمار الصناعية الأسبوع الماضي أن لديه أدلة موثقة علي أن قوات الشمال ربما ارتكبت "جرائم حرب" في المنطقة وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وقال عبد العاطي إن القوات الحكومية موجودة هناك للمحافظة علي الأمن والسلام في المنطقة إلي أن يتم إيجاد حل.