قبل عام؛ التقيتُ صديقاً مغربياً؛ فأعلن صراحةً إعجابه بمصر والمصريين قائلاً بكل فخرٍ وزهو: "مصر هي البلد الوحيدة التي يشعر فيها الإنسان بأنه من أبنائها فعلاً"! "ومن بعده؛ أكَّد صديق عراقي زار مصر على إعجابه بخميرة مصر الوطنية المتحابَّة المترابطة؛ فقال عن شهامة المصريين، وأمن مصر وأمانها وسلامها: "يا ليت العراق يكون مثل مصر؛ في التسامح، والتعايش، والانفتاح، والوحدة الوطنية، وتلاحم شعبها وجيشها خلف رئيسها"! وأثناء ذهابي إلى دار الكتب المصرية للبحث والاطلاع؛ فوجئتُ بأحد الباحثين الأمريكيين يقول لي بعفويةٍ تامة: "في مصر؛ لا أخاف على نفسي؛ فأنا فيها؛ بين أهلي وناسي"! وفي مكتبة دير الآباء الدومينيكان بالقاهرة التي أتردد عليها باستمرار؛ سمعتُ إطراء أحد الآباء الفرنسيين الكبار على ثقافة مصر؛ التي لا تعرف التعصب، ولا التنطع، ولا التطرف، ولا التمذهب، ولا الطائفية؛ فقال: "مصر فقط؛ هي التي فتحتْ ذراعيها منذ القِدَم لكل المضطهدين، والمنبوذين، والمظلومين، والمقهورين؛ فكانت جَنَّةَ الله في الأرض"! كل ماسبق؛ وأكثر منه؛ قاله زائرو مصر، والمترددون عليها، والسائحون، والدبلوماسيون، والرحالة، والبحّاثة، ورجال المال والأعمال، وغيرهم عن مكانة مصر، وفضائلها، وحيويتها، ومركزيتها، وتاريخها، وحضارتها، وثقافتها المتعددة المشارب، والقسمات؛ فلماذا لم يعرف الإخوانُ كل ذلك؟ ولماذا كانت صورة مصر في أدبياتهم مغلوطةً، فجَّةً، مقلوبةً، متناقضةً، ظالمةً للواقع والحقيقة والتاريخ؟! فهل عرف الإخوان مصر الحقيقية؛ مصر الثقافة، والأدب، والعلم، والتدين الفطري، والسماحة، والوئام، والاستثمار؟! ولماذا تجاهلها الإخوان قبل سطوهم على حكمها القمعي الإمبريالي العنصري الفاشستي، وأثناءه، ومن بعده؟! فلا جرم؛ أن صورة مصر في ذهنية قادة الإخوان؛ منذ حسن البنا، والهضيبي الكبير، وسيد قطب، والتلمساني، وأبو النصر، ومشهور، والهضيبي الصغير، ومهدي عاكف، ومحمد بديع، والشاطر، ومرسي العياط، ومحمود عزت، والقرضاوي، وأبو الفتوح، والعريان، والبلتاجي، ومحمود حسين، ومحمد عبد الله الخطيب، وعبد الله عزام، وخالد مشعل، وإسماعيل هنية، وغيرهم .. هي صورة البلد الكافر؛ العاصي؛ الذي لم يعرف الإسلام في حياته إلا مع تأسيس الإخوان في عام 1928م! وحاشا لهم، ولكل ما وصفوه، وما دبَّروه، وما أعلنوه، وما أخفوه من ضلالهم المبين! ومن أسفٍ؛ أن الإخوان صدَّقوا أنفسهم في بهتانهم الفاجر هذا؛ وفي تلفيقاتهم الشيطانية تلك؛ وفي تخرُّصاتهم الماكرة الإبليسية ذي؛ فظنوا أنَّ الشعب المصري آمن بأفكارهم الخبيثة هذه حول مصر، والتشكيك في إيمان مصر، وفي أمان مصر! ولهذا؛ وقع الشاطر في فخ سيناريواته الأمريكية التآمرية على مصر الوسطية المؤمنة؛ عندما تألَّه على الله تعالى؛ فقال: "إننا جئنا؛ لنحكم مصر خمسمائة عام"! وكأنَّ المقادير الإلهية آلت إليه! وكأنه يملك الغيب؛ ويتحكم في مشيئة الخالق العظيم! ونسي هذا الشاطرُ نفسه؛ فظنَّ أنَّه الحاكم القهَّار؛ الذي لن يُغلَبَ أبداً على حكم مصر؛ ولم يَدْرِ هذا الألعبان الماكر؛ أنَّ الله؛ هو الذي يحرس مصر من أطماع الطامعين، ومن مخططات الإخوان الأمريكيين الصهيونيين! فلم تمضِ سوى سنةٍ واحدةٍ إلا وكان الإخوان وراء القضبان، وخلف زنازين العدالة؛ بتهمة احتكار الدين، والوصاية على المصريين، وسرقة الإسلام، والمتاجرة به، وتشويهه، وإلصاق الإرهاب به قصداً من عند أنفسهم المأجورة! فكان العقاب الإلهي الواقع عليهم؛ من جنس أفعالهم الخسيسة، وخياناتهم لمصر، وتآمرهم عليها طوال تاريخهم المعروف! ومن الدروس المستفادة من تجربة الإخوان العقيمة؛ أنه لن تقوم لهم قائمةٌ في مصر، ولا في البلاد العربية، ولا في العالم! وأنهم؛ سيظلون مُطارَدين، ومنبوذين، ومقيمين في جيتو الخزي والندامة؛ وأن العالم سيظل يلاحقهم، ويطارهم؛ باستثناء واشنطن، وتل أبيب، ولندن، وباريس، وبرلين، والدوحة، وأنقرة؛ فهذه هي دول الشر المستطير! كلمة أخيرة مهمة لا بد منها؛ فعلى المصريين التوحُّد خلف الجيش المصري البطل؛ بقيادة الزعيم الوطني الشجاع/ عبد الفتاح السيسي؛ هذا الجيش المؤيَّد من السماء؛ دفاعاً عن مصر الأديان، والإسلام، والإيمان، والعرفان! مصر؛ التي قهرت الأعداء من الإخوان؛ بفضل الله أولاً؛ ثم بفضل ترابها الطاهر؛ الذي ضمَّ رفات الأنبياء والرسل الطاهرين الطيبين، وقبور الصحابة، والأولياء، والقديسين، والصالحين، والعلماء! فيا مِصْرُ؛ لا تثريب عليكِ؛ فقد رضيَ عنكِ ربُّكِ؛ فمَنْ كان الله معه؛ فلا يخش من عصابات الإخوان، ولا من مرتزقتهم، ولا من حلفهم الشيطاني المدحور! فلا تخشي يا مصرُ؛ إذن؛ مِن عبث العابثين، ولا مِن فساد الإخوان وإفسادهم في الأرض؛ ولا مِن تآمرهم ضدَّكِ؛ فأنتِ مُباركةٌ إلى يوم القيامة؛ بل إن شعبكِ مُبارَكٌ أيضاً ببركتكِ؛ يا مِصْرُ! وإنَّ جيشكِ مُباركٌ كذلك؛ وإنَّ شرطتكِ مُباركةٌ كذلك؛ وإنَّ قضاءكِ مُبارَكٌ كذلك. فتَحيَّةٌ من عند الله مباركةٌ طيِّبةٌ؛ لأسود مصر في الجيش؛ ولنسور مصر في الشرطة في عيد مصر الوطني؛ عيد الشرطة المصرية. ورَغِمَ أنفُ الإخوان في أوحالهم، ورجسهم، وإفكهم، وفِتَنِهم الملعونة!