إن ما يحزننى أنا وغيرى من المصريين أن يصل الأمر برجل تربى فى تراب مصر، وأكل من خيرها، وشرب من نيلها، ونسب إلى الأزهر الشريف، وحمل شهادته أن يكون داعيا ومناديا للتظاهر على ارض مصر، فى وقت بدأت فيه مصر قيادة وشعبا معركة الازدهار والتنمية فى شتى المجالات، فإذا هذا الرجل يدعو المصريين إلى الخروج للتظاهر وتخريب البلاد والعباد، والعجب أن هذا الرجل وهو القرضاوى أن يكون له من اسمه نصيب، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل إنسان من اسمه نصيب) ولفظ القرضاوى أصله (قرضا) وهو الذى يقرض أى يقطع كل خير ويحوله إلى خراب، ولقد طلبنا من الجامعة قبل ذلك سحب الدرجة العلمية من هذا الشيطان الذى يحرض على خراب وطنه والذى باع دينه ووطنه بالدرهم والدينار فما استجيب لنا. وما رأينا فى تاريخ العلماء من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم دعوة واحد منهم للناس للخروج والتظاهر لإفساد البلاد والعباد كما رأينا من هذا الشيطان وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها). وإن مصر تمر بمرحلة من أصعب المراحل التى مرت عليها، فهذه المرحلة فى حقيقتها مؤامرة كبرى على مصر والمصريين، وهذه المرحلة بالنسبة للمصريين هى مرحلة حياة أو موت ولست فى هذا التصنيف بمبالغ بل هو بيان للواقع الذى أصبحنا نعيش فيه. فنحن فى مرحلة ليس التآمر فيها على مصر من أعدائها الطبيعيين بل التآمر فيها على مصر منذ سنين مضت، وهذا التآمر وضع بإستراتيجية أعلنتها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد بوش الابن أطلقت عليها اسم "الفوضى الخلاقة" اشترك فى هذه الاستراتيجية فئة ممن يحملون الجنسية المصرية ومحسوبين على الشعب المصرى ومعهم بعض الأخوة العرب وهم قادة قطر وقادة حماس وبعض الدول التى يربطنا بها تاريخ دينى وعرقى وهى تركيا وتلك هى الطامة الكبري. وتدور هذه الاستراتيجية حول هدف واحد وهو تمزيق الأمة المصرية بدعاوى متعددة، ومن مصر تمزيق الأمة العربية دولة دوله. وقد بدأت العمل بهذه الاستراتيجية الشيطانية بعد الانتهاء من احتلال العراق وقد استغرق القائمون عليها عدة سنوات بعد احتلال العراق للبدء بتنفيذ هذه الاستراتيجية الشيطانية، وكانت هذه الفترة لاختيار المنفذين لها من الداخل والخارج. فوقع الاختيار من الخارج على القيادة القطرية وقيادات حماس داخل وخارج فلسطين ومعهم تركيا، ومن داخل مصر جماعة كان البعض يرى أنهم أهل دين وإن اختلفنا معهم فى مفهوم الدين، وهم من يطلقون على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين ولم يكن يتصور إنسان عاقل ان تشترك هذه الجماعة بكل أفرادها فى تنفيذ هذه الاستراتيجية الشيطانية، وأبى الله إلا يظهر حقيقتهم للشعب المصرى وللشعوب العربية. وقد يتسبب الاتباع الأعمى لأفراد الجماعة الإخوانية لقيادتهم ان ما يفعلون هو من الدين، مع أن الدين بهذا الأسلوب منهم براء. ولكن العجب الأكبر فى القيادة القطرية التى تبيع وتتآمر على أمة تنتمى إليها ولا حياة لها إلا بحياة هذه الأمة بإصرار غريب وكأنهم ليسوا من أبناء هذه الأمة وكأن الشيطان قد ملك قلوب وعقول القيادة القطرية. ولكن يجب ألا يستغرب ذلك من هذه القيادة القطرية فأميرها السابق رجل توافرت فيه كل الشروط المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية الشيطانية، حيث إنه رجل غدر بأبيه واستولى منه على الحكم وهو عنده طموح شيطانى أثار بعض المشاكل الحدودية مع السعودية والبحرين منذ استيلائه بالغدر على الحكم، فهو رجل توافرت فيه دعائم دعم هذه الاستراتيجية. بالإضافة إلى أنه رجل أنشأ قناة تليفزيونية جعل لها هدفا وهو زعزعة الاستقرار فى الدول العربية كافة، وانتقاد قادة وتصرفات هذه الدول تحت شعار حرية الرأى والتعبير ولم يكن لهذه القناة حرية رأى أو تعبير فيما يحدث فى قطر فهذا خط أحمر لا يقترب منه أحد. وقد استعان فى هذه القناة بمجموعة من أراذل المذيعين الفاشلين من شتى البلاد العربية، ولم يكتف بذلك بل عين بعض المذيعين اليهود وجعل فى إدارة هذه القناة مجموعة من اليهود لرسم سياسة هذه القناة، وقد بدأت هذه القناة عملها وسياستها بأسلوب شيطانى وببرامج أعجبت فى بدايتها الكثير من أبناء الشعب العربى وبدأت رويدا رويدا تسحب المشاهد العربى شهرا بعد شهر وعاما بعد عام، حتى ظهرت على حقيقتها أثناء ثورة تونس وبداية ثورة يناير فى مصر سنة 2011. وفى بداية ثورة يناير وضعت هذه القناة ثلاث كلمات لمدة أربع ساعات أعلى شاشتها ولم يلاحظها الكثير من الناس وهذه الجملة هي: (معا لإسقاط مصر)، وقد أدركت إدارة القناة أنها أظهرت وجهها القبيح فبادرت بسحبها بعد أربع ساعات متواصلة. والعجيب أن القيادات المصرية لم تحاسب هذه القناة على الفعل الإجرامى وهو الدعوة لإسقاط مصر. ولكنى أقول للقائمين على هذه القناة لقد أسقطكم الله عز وجل أنتم ومن عاونكم ومن أنفق عليكم وأسقط الله معكم أميركم. والغريب أن جهل أمير هذه القناة والقائمين عليها أنهم لم يتعلموا أن مصر كلمة الله، وأنها رغم ما تمر به من مكائد فهى كلمة الله وواحة الأمن والأمان فسبحان القائل فى محكم التنزيل: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) فمصر كلمة الله يا عمادة القلوب. والغريب أن هذه القناة قد عمل بها وتعاون معها بعض المصريين من مذيعين وفنيين ومشايخ وعلى رأسهم منبوذ الأزهر القرضاوى الذى أنشأوا لأجله هيئة أطلقوا عليها الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وهى من الإسلام والمسلمين منهم براء، وهى هيئة شيطانية أرادوا من ورائها أن تصدر بيانات يعتقد العوام من الناس أنها تتحدث باسم الدين والدين منهم براء فكل هؤلاء أغراهم الدولار والدرهم فباعوا فى سبيل ذلك الأرض والعرض. ومن المستغرب أن القيادة القطرية لم تتعلم حتى الآن أن صبر الشعب المصرى كاد ينفد، فأقول لهم احذروا غضب الشعب المصرى الذى تآمرتم وما زلتم تتآمرون لتمزيقه، وأقسم لكم بالله ان لم تنتهى هذه القيادة عن تآمرهم فإن الشعب المصرى يأكل قلوبكم وأكبادكم. وسبحان الله فقد أبى الله عز وجل إلا أن ينتقم من أمير هذه القيادة فيجبره ابنه تميم على التنازل ويزيحه من الحكم هو وشيطانه الذى كان يعمل معه رئيسا لوزرائه ووزيرا لخارجيته وهو محمد بن جاسم عليه من الله ما يستحق. ولا يزال مسلسل الغدر فى هذه العائلة مستمرا وسنرى بمشيئة الله عجب الله عز وجل فى هذه القيادة، وندعو الله العلى القدير أن يريح الشعب العربى والقطرى والأمة العربية من براثن هذه القيادة وأبشركم بأن فرج الله قريب. أما عصابة حماس فلننظر للتاريخ نجد أن منشئ هذه الجماعة وهو الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ما سمعنا منه تصريحا واحدا أساء فيه لمصر، بل كان رجلا مقدرا المجهودات المصرية وللدماء المصرية التى هدرت من أجل القضية الفلسطينية والفلسطينيين، وفوق كل ذلك أن الرجل رحمه الله كان مقدرا ومعظما لم تحملته الأمة المصرية قيادة وشعبا من بداية الأزمة الفلسطينية سنة 1948. وتشاء إرادة الله يستشهد الرجل وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر بأيد غادرة من حوله وضعت على كرسيه إشارة بث للطائرات الإسرائيلية التى قصفته بالكرسى الذى كان عليه. وخلفه من بعده رجل هو عبدالعزيز الرنتيسى وكان الرجل كشيخه مقدرا الدور المصرى والشعب المصرى فيما تحمله من أجل القضية الفلسطينية والفلسطينيين وفى نفس العام الذى استشهد فيه شيخه يستشهد فيه هذا المناضل بأيد غادرة ممن حوله وضعوا له فى السيارة التى يركبها إشارة البث للطائرات الإستراتيجية التى قصفته بالسيارة التى كان يركبها. واستشهد المناضلان الشيخ أحمد ياسين والرنتيسى وتولى قيادة حماس عصابة تآمرت على القضية الفلسطينية وتآمرت على الشعب المصري، والعجب أن هذه القيادة منذ عام 2004 من لدن استشهاد الرنتيسى بعد عدة أشهر من استشهاد شيخه فإن من الملاحظ أن القيادة الإسرائيلية لم تقترب من أفراد هذه القيادة سواء الموجودة داخل فلسطين أو خارجها رغم كم الضربات الإسرائيلية التى وجهت لغزة على مدار أكثر من عشر سنوات، فعجبى وحسبنا الله ونعم الوكيل. ومما تدمى له القلوب أن يكون تآمر قيادة حماس الضالة على الشعب المصرى بتهريب الأسلحة وتخزينها داخل الأراضى وتدريب أفراد لتمزيق الشعب المصري. فهل هذه الأفعال منكم هى الجزاء للشعب المصرى التى سالت دماء أبنائه فى سنين عدة من أجل التراب الفلسطينى والشعب الفلسطيني، فهل هذا جزاء مصر والشعب المصرى منكم؟ فاعلموا يا أعوان الشيطان أن الشعب المصرى قادر على أن ينزع قلوبكم من صدوركم، يا من غدرتم بالبلاد والعباد فصبر جميل وحسابكم قادم ولن تضيع الدماء المصرية التى تسببتم فى إراقتها هباء فوالله لن تضيع دماؤنا. أما القيادة التركية فأقول لهم إن مصر لن تنسى لكم انكم كنتم منذ احتلالكم لها على يد سلطانكم سليم الأول وسرقتكم خيرات مصر وكنوزها واستحلالكم الدول العربية ومعاملتهم كأنهم عبيد لكم ومع ذلك تناسينا وتناسى الشعب المصرى والعربى وسامحكم على كل ذلك، ثم تعاودون الحلم الأسود مرة أخرى على يد قيادتكم الإخوانية الضالة فهيهات لكم. ورغم كل ذلك أبى الله إلا أن يكشفكم جميعا ويحفظ الأمة المصرية والعربية وتتحالف الدول العربية الشقيقة بقيادة الأشقاء العظام السعودية والإمارات والبحرين والكويت مع الشقيقة الكبرى مصر ويرفع الله عز وجل هذا البلاء عن مصر والدول العربية.