إختتمت فاعليات مؤتمر "تعارف الحضارات" و الذي نظمته مكتبة الإسكندرية علي مدار يومين حيث سعت من خلاله إلي استكشاف ما يمكن أن يقدمه مفهوم تعارف الحضارات من رؤي وأفكار ومفاهيم علي مستوي النظر، ومن خبرات وتجارب وممارسات علي مستوي العمل، وذلك من خلال استعراض نماذج من التاريخ والحاضر ،و استشراف مستقبل تعارف الحضارات، ودراسة متطلبات تحقيقه من أجل دور الحضارات التي تتمتع بثراء ثقافي ومعنوي علي أمل المساهمة في تغيير العالم وإصلاحه،و شهد المؤتمر مشاركة عدد من الدول حيث شاركت المملكة العربية السعودية، والجزائر، والمغرب، وتونس، وتركيا، وإيران، بالإضافة إلي مشاركة مجموعة من المنظمات، ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" ،ومشاركة مشيخة الأزهر و ذلك من خلال حضور الدكتور محمود عزب "مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار" والذي ألقي كلمة بالنيابة عن شيخ الأزهر ،حيث أشار "عزب" في كلمتة إلي أن البحث في القرآن يثبت أن ما جاء به "محمد" من عقائد جوهرية وأخلاق أساسية ودعوة إلي العبادة هي نفس ما جاء به نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسي وعيسي وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، و يعود ذلك إلي أن الدين مضمون ثابت في كل رسالة لا يتعدد ولا يختلف، وذلك لأنه يتعلق بحقائق الوجود الكلية الثابتة التي لا تتغير. وأوضح أن العالم الإسلامي استوعب جميع أديان العالم المعروفة، حيث التقي في محيطه الغربي بالأديان الإبراهيمية: اليهودية والمسيحية، والتقي في محيطه الشرقي بالهندوسية والبوذية، وقدم للتاريخ نماذج مضيئة للترابط الإنساني الذي ينبع من الأخوة الإنسانية الممزوجة بأخوة الإيمان ، و أن الله شاء أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم وألوانهم ولغتهم، وأن هذا الاختلاف حقيقة قرآنية وكونية معًا، ومن هذا المنطلق لا يمكن للمسلم أن يتصور اجتماع البشرية كلها علي عقيدة واحدة أو دين واحد، ولا أن يتصور تحويل الناس إلي دين واحد، حتي لو كان هذا الدين هو الإسلام. وشارك في المؤتمر عدد من الأكادمين و المتخصصين من بينهم د. باكينام الشرقاوي "مدير مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة" ، و زكي الميلاد "كاتب وباحث سعودي"، و د.سيف الدين عبدالفتاح الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.