الأربعاء القادم تحل الذكرى العاشرة لإعدام الرئيس صدام حسين والذى تم تنفيذه فى الثلاثين من ديسمبر 2006 صبيحة عيد الأضحى المبارك. الذكرى تستدعى حروب أمريكا القذرة فى المنطقة ومخططها الشيطانى لتغيير خريطة الشرق الأوسط من خلال تفتيت دوله وتجزئتها. البداية كانت العراق الذى تم غزوه فى 20 مارس 2003 بذرائع واهية اعتمدت فيها على فرية مزدوجة تتعلق باتهام العراق بحيازة أسلحة دمار شامل وتتحدث كذبا عن علاقة النظام بالقاعدة. لقد كشفت وثائق رسمية أن مستشارى بوش الابن ركزوا على الإطاحة بنظام صدام فور تولى بوش مهامه، وبحثوا كيفية تبرير حربه فى العراق بعد فترة قصيرة من اجتياح أفغانستان فى عام 2001. وأظهرت الوثائق أنه بعد ساعات على وقوع اعتداءات 11 سبتمبر عام 2001 تحدث وزير الدفاع آنذاك «دونالد رامسفيلد» عن مهاجمة العراق، وأنه طلب من محامى فى البنتاجون الحصول من نائبه على ذرائع تظهر وجود علاقة مفترضة بين النظام العراقى وزعيم شبكة القاعدة. وفى شهرى يونيو ويوليو من عام 2001 أشار مسئولون كبار إلى أنابيب ألومنيوم تم ضبطها يمكن استخدامها كدليل على أن العراق يسعى لامتلاك أسلحة نووية . وكان أن جرى هذا الاتهام حتى قبل اجراء تقييم أولى لطبيعة هذه الأنابيب كما ورد فى مذكرتين وجهتهما وزارة الخارجية إلى وزير الخارجية آنذاك «كولن باول». ورغم ذلك ورغم ماثبت من أنه لا يوجد رابط بين هذه الأنابيب وبين الأسلحة النووية إلا أن أمريكا استخدمتها كذريعة لاجتياح العراق والإطاحة بنظام صدام وهو الاجتياح الذى كان يمثل نقطة البداية فى تنفيذ المخطط الأمريكى حيال المنطقة الساعى إلى تفتيت دولها وتجزأتها من خلال اشاعة الفوضى بعد إضعاف جيوشها. لجأت أمريكا فى الوقت نفسه إلى ترسيخ الفتنة الطائفية للتعويل عليها كوسيلة فعالة نحو تهديد وحدة الوطن والأمة وبوصفها تتنافى مع ألف باء الدولة المدنية الحديثة القائمة على مبادىء المواطنة وسيادة القانون والعقلانية والتسامح واحترام الحريات العامة والخاصة بما فى ذلك حرية الاعتقاد. وباستفحال الروح الطائفية تحول العراق إلى ساحة صراعات بين كل فئة وزاد أواره مع التصعيد والتسخين والتهييج واثارة الفتنة بين السنة والشيعة بصورة هددت معها السلم الأهلى، وسممت أجواء العيش المشترك إنها أمريكا التى ما تزال تمارس جرائمها المفضوحة ضد دول المنطقة ولهذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حق عندما نعتتها بالشيطان الأكبر.....